ظل جهاز المخابرات البريطانية MI6 بعيد عن الأنظار لسنوات طويلة بحكم طبيعة عمله الذى يكتنفه الغموض مثل غيره من أجهزة المخابرات, إلا أنه عاد إلى الأضواء مؤخرا بعدما كشفت وثائق سرية بريطانية، عن محادثات سرية تمت بين رئيسة الوزراء فى بداية الثمانينيات مارجريت تاتشر , وبين الرئيس المخلوع حسني مبارك حول توطين الفلسطينيين في مصر, تحت رعاية المخابرات البريطانية.
علاقة المخابرات البريطانية برؤساء مصر لم تقتصر على مبارك فقط أو ماتم كشفه فى هذه الوثائق التى تم نشرها مؤخرا بل هى قديمة الأزل وهو ما نتعرض له بالتفصيل فضلا عن علاقة هذا الجهاز بعدد من الزعماء العرب, ودوره فى عدد من العمليات التى تم تنفيذها فى العالم العربى .
كشفت وثائق رفيعة السرية عن أن رئيس خدمة الاستخبارات السرية البريطانية كان يمتلك صندوق تمويل سرى للدفع مقابل العمليات السوداء لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكدت صحيفة “ديلى ميل” البريطانية أن السير ستيوارت مينزيس (رئيس سلك الاستخبارات السرية البريطانية من 1939 إلى 1952 ) استخدم الحساب السرى لتمويل العمليات السرية وخطط عمليات الاغتيال والإطاحة بالنظم التي اعتبرت مزعجة للبريطانيين.
وأوضحت أن الحساب – الذي كان يحتوى على 1.4 مليون جنيه استرليني أى ما يُعادل 39 مليون إسترلينى حاليا – ظل سرًا مخفيًا حتى عن المسئولين الحكوميين بما فيهم مدير المالية داخل سلك الاستخبارات البريطانية.
وكشفت الوثائق التي حصلت عليه هيئة الإذاعة البريطانية BBC من الأرشيف الوطني عن أن هذه الأموال ربما تكون سمحت لرئيس المخابرات البريطانية القوي المعروف باسم “سي” بتنفيذ سياسته الخارجية غير الرسمية.
وأوضحت الصحيفة أن صندوق التمويل السرى أنشأ فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، وقال السير ستيوارت حينها إن الأموال تم الاحتفاظ بها فى حال احتاج إلى تقديم رشوة للمسئولين الأجانب أو حماية دوائر الخدمة السرية من خفض الميزانية.
ولا تزال مصادر تلك الأموال التى احتفظ بها السير ستيورات لتمويل عمليات الاغتيال وزعزعة استقرار الشرق الأوسط، يكتنفها الغموض، ولكن يتكهن الخبراء أن تكون الولايات المتحدة قد ساعدت فى تمويل ذلك.
وتشير الملفات السرية إلى عمليات تحت مسمى “Scant, Scream, Sawdust, and Straggle” وبعثات سرية ضد السودان وعمان ولبنان وسوريا ومصر.
وأضافت “ديلى ميل”, رغم أن معظم هذه العمليات كانت فى الغالب جهود دعائية لمحاولة تحويل تيار الرأى العام ضد القادة الذين كانوا شوكة فى جانب المؤسسة البريطانية، إلا أن عدد منها كان له هدفًا آخر.
وكان العديد من هذه العمليات بعد هزيمة بريطانيا المهينة فى محاولة لاستعادة قناة السويس عام 1956 (بعد التأميم) – الأمر الذى يظهر أن المملكة المتحدة كانت لا تزال تحاول التشبث بدورها العالمى.
وقال ستيفن دوريل، خبير MI6 الذى استعرض الملفات: “إذا ما أضفت كل هذه التفاصيل، تكتشف وجود زيادة كبيرة فى عدد العمليات الخاصة فى فترة ما بعد السويس”.
وأضاف :”فكان المعتقد السائد حينها إن السويس (فى إشارة إلى تأميم القناة) وجهت ضربة لبريطانيا، وكان سلك الاستخبارات السرية يحاول استعادة مكانته”.
مصر تايمز