تايمز أوف إسرائيل :
النيران والدخان يتصاعد من موقع انفجار في مخزن اسلحة في مدينة عدن اليمنية، 28 مارس 2015 (AFP/SALEH AL-OBEIDI)
استهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة تجمعا لمتطوعين ينتظرون للانضمام الى الجيش في مدينة عدن اليمينيةقتل 60 شخصا على الاقل واصيب عشرات في تفجير انتحاري استهدف الاثنين مركزا للتجنيد تابع للجيش اليمني في عدن، تبناه تنظيم “داعش” الإرهابي، هو الاكثر دموية في المدينة منذ استعادتها القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية قبل عام.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
وخلال الاشهر الماضية، شهدت المدينة التي اعلنها الرئيس عبد ربه منصور هادي عاصمة موقتة اثر سيطرة الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على صنعاء، هجمات وتفجيرات تبنت معظمها تنظيمات جهادية كالقاعدة وتنظيم “داعش”.
وافادت هذه الجماعات من النزاع بين الحكومة المدعومة من التحالف منذ آذار/مارس 2015 والمتمردين المتهمين بتلقي الدعم من ايران، لتعزيز نفوذها في مناطق عدة من اليمن خصوصا في اجزائه الجنوبية.
وصباح الاثنين، استهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة تجمعا لمتطوعين ينتظرون للانضمام الى الجيش، كانوا في مدرسة تستخدم للتجنيد في شمال المدينة الساحلية، بحسب ما افاد مسؤول في اجهزة الامن.
وادى التفجير الى مقتل 60 شخصا، بحسب مصادر طبية في مستشفى اطباء بلا حدود ومستشفى النقيب ومستشفى الوالي بعدن.
واشارت المصادر الى ان من القتلى مصابين توفوا متأثرين بجروحهم. واشارت منظمة اطباء بلا حدود في تغريدة عبر تويتر، الى ان مستشفاها استقبل 45 قتيلا و60 جريحا على الاقل.
وكانت المصادر الامنية افادت بداية عن حصيلة اولية بلغت 18 قتيلا.
وتبنى تنظيم الدولة “داعش”عبر وكالة “اعماق” التابعة له، الهجوم، قائلا انه كان “عملية استشهادية لمقاتل من الدولة الاسلامية استهدفت مركزا للتجنيد في مدينة عدن”.
انهيار سقف
وافاد شهود ان غالبية المجندين كانوا متواجدين في باحة المدرسة، عندما تمكن الانتحاري من التسلل بسيارته خلف شاحنة صغيرة مخصصة للتموين دخلت الى باحة المدرسة.
واضاف شهود ومصادر امنية بان عصف التفجير ادى الى انهيار سقف احدى غرف المدرسة حيث كان يتواجد عدد من المجندين كذلك.
وشهدت عدن تفجيرات ووضعا امنيا مضطربا خلال الاشهر الماضية.
وتحظى المدينة برمزية لان الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، اعلنها عاصمة موقتة لليمن اثر سيطرة الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.
وتمكنت القوات الحكومية المدعومة من التحالف، من استعادة السيطرة على عدن واربع محافظات جنوبية اخرى، في صيف العام 2015.
الا ان الحكومة تواجه صعوبات منذ ذلك التاريخ في بسط الامن في ثاني كبرى مدن اليمن، في ظل تنامي نفوذ الجماعات المسلحة.
وتبنى تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة “داعش” عددا من هذه الهجمات التي استهدفت بمعظمها قوات الامن او مسؤولين.
وقتل اربع من الشرطة بتفجير عبوة ناسفة بعدن في 20 تموز/يوليو، في عملية تبناها تنظيم “داعش”.
وفي السادس من تموز/يوليو، هاجم مسلحون ينتمون للقاعدة، قاعدة عسكرية في عدن وسيطروا على احد مبانيها بعد تفجير سيارتين مفخختين، قبل ان تستعيدها القوات الحكومية بالكامل.
وادت المعارك في القاعدة القريبة من مطار عدن، لمقتل عشرة جنود.
وفي ايار/مايو، تبنى تنظيم “داعش” هجوما مزدوجا ضد الجيش في منطقة خور مكسر بعدن اودى بـ 41 عسكريا، وتفجيرا انتحاريا ضد مجندين في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت (جنوب شرق)، اودى ايضا بـ 41 منهم.
وبدأ التحالف عملياته نهاية آذار/مارس 2015 دعما لقوات هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم. وخلال الاشهر الماضية، بدأ التحالف كذلك باستهداف الجهاديين، ما مكن القوات الحكومية من استعادة مناطق كانوا يسيطرون عليها خصوصا في محافظتي حضرموت وأبين.
وافاد التنظيمات الجهادية من النزاع المتواصل بين الحكومة والمتمردين، والذين فشلوا في تحقيق اي تقدم خلال مشاورات سلام استمرت ثلاثة اشهر في الكويت برعاية الامم المتحدة، وعلقت في السادس من آب/اغسطس الجاري على امل استئنافها بعد شهر.
مبادرة كيري
الاحد، اعلنت الحكومة اليمنية ترحيبها المبدئي بالمبادرة التي اعلنها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في جدة الخميس، والمتضمنة اقتراحات لاستئناف المشاورات تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية.
في المقابل اكتفى المجلس السياسي الاعلى الذي شكله المتمردون مطلع هذا الشهر لادارة شؤون البلاد، ما لقي انتقادات واسعة من الحكومة والدول المعنية بالنزاع، بالقول انه “سيتعامل بإيجابية مع أي مبادرات تقوم على أساس الوقف الشامل للعدوان ورفع الحصار الجائر على الشعب اليمني وتحقق السلام المنشود”.
وكان كيري دعا الخميس الى انهاء الحرب في اليمن، مقترحا اثر اجتماع خماسي في جدة مقاربة تستند الى “مسارين امني وسياسي يتقدمان بالتوازي لتوفير تسوية شاملة”، بما يشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية وانسحاب المتمردين من مناطق سيطرتهم خصوصا صنعاء، وتسليم الاسلحة الثقيلة الى طرف ثالث.
وبدأ التحالف عملياته في اليمن نهاية آذار/مارس 2015. ومنذ ذلك التاريخ، قتل اكثر من 6600 شخص في اليمن، بحسب الامم المتحدة.