"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الاعتدال الصوفي بين السنة والشيعة والدعوة الفاطمية

لا يجوز طبقاً لقوانين حماية الملكية الفكرية

الطبع أو النشر أو الترجمة إلا بموافقة كتابية من المؤلف و مدير مركز القلم للأبحاث والدراسات

It is not permissible
according to the laws of intellectual property protection Printing, publishing or translation except with the written consent of the author and the director of

ElQalam Center for Research and Studies

 الاعتدال

 الصوفي  بين السنة والشيعة 

والدعوة  الفاطمية

 خالد محيي الدين الحليبي

26/11/2008

المقدمة

الحمد لله رب  العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى أله الطيبين وصحبة المنتجبين أما بعد :

الدعوة الفاطمية دعوة قادتها الشقيقة ليبيا والأخ القائد معمر القذافي لوحدة المسلمين ونهضتهم وهنا في هذه البحث قسمناه إلى عدة محاور أولاً الكلام عن عقائدهم ودينهم ومدحة أهل العلم لهم في كل عصر وبيان خلوا كتبهم عن الخزعبلات وانشغالهم بالذكر وتنقية النفس بموضوعية شديدة وشرح تفصيلي لمعتقداتهم وأصولهم من مراجعهم وكتبهم  وذكرنا  أهم الطرق الصوفية في العالم ومنشأها ومعتقدها وتشددها في تزكية النفس وتربية الأخلاق والذكر والتعبد كحقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو مغرض لا يريد لأمة محمد خيراً من خلال كتبهم المعتبرة ككتاب الرسالة القشيرية  للإمام القشيري وأبو طالب المكي في قوت القلوب والسهر وردي في العوارف والغزالي في الإحياء وزروق في القواعد وابن عطاء الله السكندري وغيره  وبينا  أراء  علماء السلف  فيهم  , والمحور الثاني بينا فيه القسائم المشتركة بين الصوفية والفكر الشيعي وكذلك  حكم الكثير من علماء السنة أنهم أحد المذاهب الإسلامية السنية  بل أكثر من ذلك أنهم إذا أرادوا مدح  أحد علمائهم نسبوه إلى الأخلاق الصوفية  وهذا يثبت اعتدالهم  من جهة ومن جهة أخرى إذا كانت الفاطمية تقوم على الأخلاق والحضارة  التي اتسمت بها دولتهم فإن هذه الحضارة لا يمكن أن تتم إلا من خلال شعب متصوف منشغل بطاعة الله والذكر فلا يثير أحقاداً ولا فتناً على أحد وفي نفس الوقت إن هاجمه عدو كان كالليث في الميدان وكان سباقاً في الدفاع عن الأمة والمحور الثالث بينا رأي علمائهم في  الجهاد والدفاع عن أمة محمد صلى الله عليه وآله

هذا وبالله التوفيق

خالد محيي الدين الحليبي

 

 

 

 

النشأة الصوفية

بدأت من الزهد والتقوى

[  تؤلف الصوفية مجموعة من الطرق و الأذكار التي يتلوها المريد في أوقات مختلفة حسب توصيات مشايخ الطريقة بغية تنقية النفس و تطهيرها ليرتقي في المراتب الروحية التي يمكن أن توصله إلى درجة الولاية.

و التصوف ليس  دين أو مذهب إنما هو منهج أو طريق يسلكها العبد للوصول إلى الله عز و جل, كما يعرفها أصحابها.

أما معارضيها فيعتبرونها ممارسة تعبدية لم تذكرلا في القرآن ولا في السنة و لا يصح أي سند لإثباتها و عليه فهي تدخل في نطاق البدعة المحرمة التي نهى عنها رسول الله صلى عليه وآله الله .

تقوم الصوفية على فكرة الولاية, حيث يعتبر الولي عارفا بالله الذي يمنحه كرامات تماثل معجزات الأنبياء مثل شفاء المرضى و كشف الغيب, و هذا ما عرضها في بداية القرن الماضي لهجوم المتعلمين في الغرب باعتبارها ممثلة للثقافة الدينية التي تنشر الخرافات.

ثم بدأ مع منتصف القرن الماضي الهجوم من قبل المدرسة السلفية  باعتبارها بدعة دخيلة على الإسلام . و انتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي بالقرن الثالث الهجري كنـزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة ، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية ، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة  .(1)

أصل التسمية :

التصوف باختصار هو مجمل تراثنا الروحي، وهو جزء هام من تراثنا العربي الإسلامي لا يمكن التنكر له، أو تجاهله بأي حال من الأحوال. , ولقد ذهب معظم علمائنا المتقدمين كالقشيري في رسالته، وابن خلدون في مقدمته، والذهبي في تواريخه، إلى أن التصوف بزغ مع فجر الإسلام، وهو لب ديننا الحنيف.  [ يقول الذهبي: “…. إنما التصوف والتأله والسير والمحبة ، ما جاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، من الرضا عن الله، ولزوم تقوى الله، والجهاد في سبيل الله (2)” ] .

 

[ ولقد اختلفت الآراء في أصل تسمية الصوفية ، حيث يعيدها البعض إلى اسم أهل الصفـّة وهم مجموعة من المساكين من  فقراء الصحابة  كانوا يقيمون في المسجد النبوي الشريف و يعطيهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) من الصدقات و الزكاة طعامهم و لباسهم .

لكن الرأي الأرجح يعيد التسمية ببساطة إلى الصوف الذي كان الزهّاد يلبسونه تقشفا و زهدا بالحياة . و  من المفيد أن نعلم أن للقوم في أصل التسمية مقالات وأراء يطول شرحها من حيث الاشتقاق والأصل والاصطلاح فيرجعها البعض للصفاء وغيرهم للصوف والبعض لبني صوفة والآخرون لأهل الصفة .

وعلى كل فالفكر الصوفي ببعض جوانبه الذي يظهر بارزا في أقوال الحارث المحاسبي يعتمد على مقام الإحسان المذكور في السنة المطهرة وهو أن تعبد الله كأنك تراه و يجمع علماء التصوف في كتبهم ما يقارب الألف من التعريفات التي تضع الحدود للتصوف  وترسم له المعالم وتفسره وتشرحه وتأصله وكلها يدور حول (تزكية القلوب بمعنى تطهيرها من جميع ما يتعلق بها من الأسباب والعلائق الدنيوية والنظر للأمور من حيث لا وجود مستقل بذاته عن الله ولا قدرة لإنسان ولا قوة إلا من حيث يسر الله له وهذا يقودهم لمبدأ ألا وجود حقاً سوى لله ).

لكن نقطة الخلاف مع بعض الفرق الإسلامية الأخرى تكمن في مدى شرعية الطرق و الأوراد التي يمارسها المتصوفة .

النشأة و التاريخ

الصوفية تأخذ مرجعيتها من العصر النبوي الذي يعتبر المرجع الأساسي الشرعي في مجمل التاريخ الإسلامي , وبالتالي فإن كل طريقة صوفية تربط أورادها بسند رجال يعيدها إلى أحد الصحابة أو إلى الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)  بذاته .

في الحقيقة إن مصطلح الصوفية لم يظهر إلا في بدايات القرن الثاني الهجري لكن جذوره يمكن تتبعها قبل ذلك  .من خلال أهل الصفة وزهاد القرن الأول والثاني ومنهم أهل بيت النبي وصحابة وتابعين وتابعي تابعين أيضاً غلب عليهم  طابع الزهد في الدنيا و الطمع بالآخرة من هؤلاء الحسن البصري وعبد الله ابن المبارك  والحارث المحاسبي وإبراهيم ابن أدهم  وذا النون المصري ورابعة العدوية فيما بعد في عصر متأخر عن هؤلاء , .   وقد ظهر تيار  صوفي له توجه فكري و جذور عرفانية منهم  جابر بن حيان   تلميذ الإمام جعفر الصادق (ع) وأبو هاشم الصوفي .

ومن المتصوفة ذات  تيار الزهد الإسلامي هو الجنيد أبو القاسم بن محمد توفي 297 هجري الذي كانت له آراء خاصة في التوحيد و النفس ،  وشهدت الصوفية بعد ذلك قفزة جديدة مع الإمام الغزالي خاصة كتابه ) إحياء علوم الدين(  في  محاولة لتأسيس العلوم الشرعية بصياغة تربوية ،

ومن عتاة أهل السنة النواصب لأهل البيت (ع) ابن القيم الجوزية أقرب تلاميذ ابن تيمية  في آواخر أيامه يتصوف ويكتب كتباً أشارت إلى ذلك ككتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح والروح والصلاة على النبي  فهذه من آواخر ما كتبه ابن القيم بما يشير إلى ما ذكرناه آنفاً وفي ذلك دليل على أن التصوف في حد ذاته مصالحة النفس مع الله إما بصورة فردية وفيها تنقية النفس والروح بالأذكار والخلوات والزهد أو بالعبادات والأذكار الجماعية كما هو حال أكثر الطرق الصوفية .

ومن من أبرز الفقهاء الذين تبنوا المنهج الصوفي كطريقة للتربية الإيمانية ، عبد القادر الجيلاني و يبدو أن الجيلاني و تلاميذه الذين انتشروا في كافة بقاع المشرق العربي عادوا بالتصوف إلى الجذور الإسلامية بالتركيز مرة أخرى على تعليم القرآن و الحديث مقتدين بأشخاص مثل الحارث المحاسبي ، و الدليل على ذلك أن ابن تيمية رغم الهجوم الضاري الذي يشنه على الصوفية في عصره ، يمتدح أشخاصا مثل الجيلاني و أحمد الرفاعي .

وظهرت أفكار فلسفية بعد ذلك تأسست و ترسخت على يد محي الدين بن عربي في كتبه و أهمها ( فصوص الحكم و الغزوات المكية )  بتذليل الكثير من المعارف والتي كانت عصية الفهم فضلا على إثبات مطابقتها للشرع .

ومع الحكم  الأيوبي وزوال دولة الفاطميين مباشرة ظهرت الصوفية بمظهر وسطي بين الشيعة والسنة كبقايا للمذهب الشيعي المتسنن بسنة النبي صلى الله عليه وآله  وهذا  أكسبها الآن وسطية بين جموع أمة محمد صلى الله عليه وآله مما يضعها في موقف سياسي قوى تقوم عليه الدعوة الفاطمية التي دعا إليها الأخ القائد القذافي

وبظهور منصور الحلاج, الذي كان أول من صرح بالحديث عن الاتحاد و الحلول،  [ ” حذّر منه أعلام التصوف بدءا من الجنيد بما يثبت براءة الصوفية من هذا القول ورفع هذه التهمة عنهم ” (3) ] .

وقال الأستاذ الأديب عباس محمود العقاد:  [  “«ظل المتصوفة والمنتسبون إلى الطرق الصوفية من المتأخرين يبرؤون من القول بالحلول ووحدة الوجود وإسقاط التكاليف، ويعتزلون من يقول بها على وجوهها المنقولة من الديانات الوثنية..  وهذا الفارق الفاصل بين الصوفية الإسلامية والصوفية الدخيلة الذي أوهم فريقا من المستشرقين أن التصوف كله مستعار من الهند وفارس أو من الأفلاطونية الحديثة»”   ولقد بين العلماء الفارق بين الصوفية المبتدعة الدخيلة والصوفية الصحيحة الملتزمة بالكتاب والسنة فقال العلامة زروق:  ” « فغلاة المتصوفة كأهل الأهواء من الأصوليين، وكالمطعون عليهم من المتفقهين، يرد قولهم ويجتنب فعلهم، ولا يترك المذهب الحق الثابت بنسبتهم إليه وظهورهم فيه»  ] .

وقال الأستاذ العقاد رحمه الله بحق : [ «وليس من الإنصاف أن تحمل على التصوف أوزار الأدعياء واللصقاء الذين يندسون في صفوفه نفاقا واحتيالا أو جهلا أو فضولا، فإنه ما من نحلة في القديم والحديث سلمت من أوزار اللصقاء الذين ينتمون إليها من غيرها أهلها»  (4) ] .

وقال الحافظ السيوطي بعد أن ذكر أصل علم التصوف وأثنى عليه :  [” «وعلمت أيضا أنه كثر فيه الدخيل من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم، فأدخلوا فيه ما ليس منه فأدى ذلك إلى إساءة الظن بالجميع، فوجه أهل العلم للتمييز بين الصنفين ليعلم أهل الحق من أهل الباطل، وقد تأملت الأمور التي أنكرها أئمة الشرع على الصوفية، فلم أر صوفيا محققا يقول بشيء منها، وإنما يقول بها أهل البدع والغلاة الذين ادعوا أنهم صوفية وليسوا منهم»  ” (5) ]

وبعد…  :

فلعل أحد المتحمسين الذين تأثروا بشيء مما ينشر اليوم عن الصوفية – أو بالأصح عن أدعياء الصوفية – ينبري قائلا: هذا الذي نقلته لنا إنما كان في السابق، أما اليوم فالصوفية خلو من كل خير وما فيها إلا البدع والشرور.

فأقول: كلا، وهذا الكلام أيضا ليس بصحيح، وإلا فلماذا يثني عليها المعاصرون من أعلام الدعاة والمرشدين والعلماء.

قال الأستاذ العلامة أبو الحسن الندوي رحمه الله عن الصوفية في الهند :

«إن هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس على التوحيد والإخلاص وإتباع السنة والتوبة عن المعاصي وطاعة الله ورسوله، ويحذرون من الفحشاء والمنكر والأخلاق السيئة والظلم والقسوة ويرغبونهم في التحلي بالأخلاق الحسنة والتخلي عن الرذائل…». ثم تحدث عن مدى تأثير أخلاقهم وإخلاصهم وتعليمهم وتربيتهم ومجالسهم في المجتمع والحياة. (6) ]

وتحدث الشيخ الندوي أيضا رحمه الله تعالى، في معرض كلامه عن زيارته الفيلسوف والشاعر الإسلامي محمد إقبال بعد أن ذكر إقبال التصوف ورجاله والتجديد الإسلامي في الهند بواسطتهم، وبعد أن أثنى على الشيخ أحمد السرهندي والشيخ ولي الله الدهلوي والسلطان محيي الدين أورنك  زيب رحمهم الله تعالى : [ قال الشيخ «إنني أقول دائما لولا وجودهم – يعني الصوفية – وجهادهم لابتلعت الهند وحضارتها وفلسفتها الإسلام»  (7) ] .

قال العلامة محمد الحامد رحمه الله   ” «فاعلم أن التصوف هو تنقية الظاهر والباطن من المخالفات الشرعية، وتعمير القلب بذكر الله تعالى، ومراقبته وخشيته ورجائه، والسير في العبادات والأعمال على النهج الشرعي طبق السنة الشريفة، وخلافا للبدعة السيئة التي يحظر الإسلام التلبس بها» ” (8) ]

أما عن جهادهم في نشر الإسلام والذود عن حياضه بالغالي والنفيس وبذل النفس رخيصة في سبيل الله تعالى فالحديث يطول، وبحسب القارئ أن يعلم أن الصوفية كانوا – وإلى عهد قريب – عدة الملوك والخلفاء للقتال، ينفرون خفافا وثقالا.

قال الشيخ محمد راغب الطباخ رحمه الله:  [  «” ومن جليل أعمال الصوفية وآثارهم الحسنة في الأمة الإسلامية أن الملوك والأمراء متى قصدوا الجهاد، كان كثير من هؤلاء بإيعاز وبغير إيعاز يحرضون اتباعهم على الخروج إلى الجهاد ، ولعظيم اعتقادهم فيهم وانقيادهم كانوا يبتدرون إلى الانتظام في سلك المجاهدين، فيجتمع بذلك عدد عظيم من أطراف ممالكهم، وكثيرا ما كان أولئك يرافقون الجيوش بأنفسهم ويدافعون ويحرضون؛ فيكون ذلك سببا للظفر والنصر، وإذا تتبعت بطون التاريخ وجدت من ذلك شيئا كثيرا»”   (9) ]  .

إلى هنا نكون قد  أظهرنا نصاعة يد الصوفية ويكفي طهارة أيديهم وعدم تلوثها بدماء المسلمين كما فعلت الوهابية والسلفية في كل عصر من جراء تكفير المسلمين وتبديعهم وتفسيقهم ومن ثم سل السيف من بعضهم على بعض فما أحوجنا الآن إلى الدعوة الفاطمية التي تقوم على هذه المبادئ السمحة  للإسلام  .

وللعلماء المحققين توجيهات صحيحة لأكثرها؛ على أن أغلب ما ينسب إلى أكابر الصوفية من هذه الكلمات مكذوب و مدسوس عليهم زورا وبهتانا وحسدا من أجل إيغار صدور ولاة الأمر والعامة عليهم ، وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعت عليه أحاديث ركبت لها أسانيد باطلة ، فلا غرابة إن وضع سلف هؤلاء على الصوفية والشيعة وهاجموا الدعوة الفاطمية للأخ القائد العقيد القذافي  .

ثم نقول لمن يحتج علينا بالأشخاص، دع عنك الأشخاص ولنتكلم في الأفكار والمبادئ، فهذه مبادئ الصوفية مبينة موضحة في أمهات كتبهم، التعرف للكلاباذي، والرسالة للقشيري، والقوت لأبي طالب المكي، وإحياء علوم الدين  وقواعد التصوف والحكم والعوارف، وفصوص الحكم فإن كان لكم اعتراض عليها، فخصمكم في هذا النزاع ليس نحن، بل التاريخ الإسلامي بأجمعه، وقد نقلنا طرفا من أقوال أعلامه .

أما إذا كنتم تقرون هذه المبادئ – وهو ما نأمله – فميزاننا وميزانكم هو الكتاب والسنة وأن ، كل ما خالفهما من أفعال المنتسبين للصوفية مرفوض من قبلنا وقبلكم .فما الخلاف إذاً .

والذي يلزم المسلم في دينه أن يبادر بنفي كل ما يشين عمن ثبتت فضيلته وفاح شذا صدقه من العلماء العاملين الذي نشهد لهم التاريخ والأمة بالفضل والعلم. ثم عليه أن يعلم أن كل ما خالف الكتاب والسنة هو مرفوض مردود كأننا من كان قائله، وأن الصوفية الحقة بريئة من كل ما ناقض الشرع وخالف طريق الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

التربية الصوفية  :

 

تعتمد الصوفية بشكل عام على مجموعة ممارسات تقوم على نبذ الدنيا والعمل والتفرغ التام للطاعة والعبادات بالإضافة إلى مجموعة من الأوراد والأذكار يتوارثها الصوفيون من شيخ إلى آخر, وإتباع شيخ شئ أساسي في الفكر الصوفي الذي يعتمد على قاعدة تقول  ( من لا شيخ له فالشيطان شيخه ) أي أنه لابد من توارث العلم الشرعي والأذكار عن إمامهم  .

[ تركز المدارس الصوفية بشكل خاص على مبادئ تربية الروح و النفس و تنمية روح المراقبة و المحاسبة عند الأفراد ، كما تستفيد من كثير من الطرق الجماعية لممارسة العبادة لتقوية الأواصر بين أتباع الطريقة المريدين ، هذا التركيز على الممارسات العبادية الجماعية و الشعور بالسعادة من جراء التقرب من الله يجذب الكثير من الناس بما يمنحه لهم من اطمئنان نفسي و يجعل الصوفية ذات شعبية كبيرة ، لذلك كان للصوفية دورا كبيرا في نشر الإسلام سيما في المناطق البعيدة مثل أفريقيا حيث تمتلك الصوفية مرونة تمكنها من اقتباس بعض الممارسات و الطقوس المحلية الإفريقية .  وتقوم الكثير من الطرق الصوفية بتشكيل أساس التنظيمات الاجتماعية في الكثير من الدول الإسلامية ، وهي إن قل نفوذها في معظم الدول العربية إلا أن تأثيرها في مناطق مثل الهند و باكستان و معظم الدول الإفريقية المسلمة ما زال كبيرا .

 

عوالم الغيبة عند الصوفية :

 

الكشف : ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف بعد الكتاب و السنة ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها  :

النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظةً أو مناماً .

الخضر عليه الصلاة السلام : قد كثرت حكايتهم عن لقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب .

الإلهام : سواء كان من الله مباشرة ، و يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله.

الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها .

الهواتف : من سماع الخطاب من الله ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظةً أو في حالة بينهما بواسطة الأذن .

الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج  روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والاتيان منها بشتى العلوم والأسرار .

الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر .

الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية .

التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين .

 

الأفكار والمعتقدات :

 

يعلن المتصوفة حاليا بمعظمهم اعتقادهم حسب مبادئ العقيدة الأشعرية التي انتشرت و سادت كمذهب عقيدي رسمي لأهل السنة و الجماعة ، بالتالي فإن كتب المتصوفة الحديثين لا تخرج عن العقيدة الأشعرية و الماتريدية ، رغم أنهم يتبنون كتب ابن عربي و السهروردي التي تتهم من قبل الحركات السلفية و بعض الباحثين المعاصرين بأنها تتضمن ما يفيد بعقائد الحلول و وحدة الوجود ، لكن المتصوفة يقولون أن هذه الكتب ليست في متناول العوام (و العوام في نظر المتصوفة هو كل من لم يتمرس بالصوفية و ممارساتها) فهم غير قادرين على تذوق المعاني التي لا تتجلى إلا لمن حصل على الكشف الإلهي بالتالي فهم وحدهم من يمتلك حق التأويل لهذه الكتب و المقولات للشيوخ الكبار مثل ابن عربي و السهر وردي (الذي قتله صلاح الدين الأيوبي أثناء  الاستيلاء على مصر وتحويلها إلى سنة )  .

وفي الأولياء يعتقد الصوفية عقائد شتى ، منهم يجعلون الولي يأخذ مباشرا من الله في بدون أي واسطة و يوهب من الله تصرفات المادية و الروحية فهو يتصرف في الكون بإذن الله وهذا يتصادم مع كثير من عامة الأمة ونصوص القرآن مما سبب تصادمهم مع كثير طوائف من الأمة . ولهم تقسيمات ودراجات للولاية كما في أي مجال ” و فضلنا بعضهم على بعض” ، فهناك:

الغوث(من الألقاب التي يطلقها المتصوفة على الشيخ عبد القادر الجيلاني هو الغوث الأعظم)

والأقطاب (هناك أربعة أقطاب مشهورين عند المتصوفة وهم السيد احمد الرفاعي والشيخ عبد القادر الجيلاني والسيد احمد البدوي والسيد إبراهيم القرشي الدسوقي ).

والأبدال (يعتقد المتصوفة أن مع الخضر أربعون شخصا هم الابدال(.

والنجباء

هذه بالنسبة للدرجات العليا،أما الدرجات الدنيا أو الابتدائية فهي:

مريد أو محسوب

جاووش (بالجيم الأعجمية)

خليفة

شيخ

يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة ، والشريعة هي الظاهر من الدين وأنها الباب الذي يدخل منه ليكون مسلما ، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المؤمن الصادق و هناك درجات مثل صديقين و الشهداء و الصالحين والأخيار.

التصوف في نظرهم طريقة وحقيقة معاً .

لابد في التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن شيخه .

العلم اللدني :

يتحدث الصوفيون عن العلم اللدني الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة والولاية ، كما كان ذلك للخضر عليه الصلاة والسلام ، حيث أخبر الله عن ذلك فقال : ((وعلمناه من لدنا علماً (( .

بسبب الروحانية التي تميز طرق الصوفية و اعتمادها على علوم الباطن و ارتباطاتها بكتابات الهرمسية ، كل هذا جعل منها غطاءا مناسبا للكثير من المشعوذين و محترفي السحر الأسود   وهذه الشعوذة لا أصل لها في كتبهم المعتبرة التي اعتمدت على القرآن والسنة وبالتالي من المفترض أن يميز الصوفي الآن بين ما هو صوفي يؤدي لوحدة الأمة وأداء دورهم فيها وبين ما هو شعوذة لتضييع أوقات الأمة وصرفها عن الجهاد الأكبر والأصغر الذي قام به الصوفية ونادى به علماؤهم كما سنبين .

الذكر

لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر ، وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً وعند الشاذلية لا إله إلا الله ، وعند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي وأوراد كتبها أئمتهم في الطرق وتتميز كل طريقة بكتاب خاص للأذكار والأدعية والمدائح النبوية الشريفة التي يمدحون بها رسوله صلى الله عليه  وأهل بيته (ع) وبعضهم يقول : هو هو ، بلفظ الضمير . و لابد من التأمل الروحي وتركيز الذهن في الملأ الأعلى ، وأعلى الدرجات لديهم هي درجة الولي  .

عقيدة محيي الدين ابن عربي كما ذكره هو في الغزوات المكية

من مشاهير العلماء الصوفية من أهل السنة

ينتسب إلى التصوف علماء كثيرون من أهل السنة

أبي القاسمِ عبد الكريم بن هوازن ‏القشيري

حافظ أبو نُعَيمٍ :

أبي القاسم النصرَ اباذي

أبي علي ‏الرَوذباري

أبي العباسْ الدَينوري

أبي حامد الغزالي

القاضي بكارِ بن ‏قتيبةَ

القاضي رُوَيمْ بن أحمد البغدادي

الشيخ الفقيه محمد بن خَفيفٍ ‏الشيرازي الشافعي

أبي الفضل ‏محمد المقدسي

حافظ ابن ‏الصلاح

تقي الدين السبكي

تاج الدين السبكي ( مفتي الديار المصرية في زمن ابن تيمية وقد حكم عليه بالكفر لما ذكره في حق الله تبارك وتعالى)

أبي ‏الحسن الهِيكاري

نجم الدين الخَبوشاني الشافعي،

‏سراج الدين أبي حفص عمر المعروف بابن الملقِّن الشافعي،

حافظ جمال ‏الدين محمد بن علي الصابوني،

حافظ شرف الدين أبي محمد عبد المؤمن ‏الدمياطي،

حافظ أبي طاهر السِّلَفي

الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي

منصور الحلاج

أبو يزيد البسطامي

المسند المعمّر جمال الدين أبي ‏المحاسنْ يوسف‎ ‎الحنبلي،

قاضي القضاة شمس الدين أبي عبد الله محمد ‏المقدسي،

المفتي شرف الدين أبي البركات محمد الجُذامي المالكي،

الإمام ‏بهاء الدين أبي الحسن علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة،

المفتي جمال الدين محمد ‏المعروف بابن النقيب

قاضي القضاة الشيخ عز الدين عبد العزيز

‏قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله محمد

شيخ الإسلام برهان ‏الدين إبراهيم بن سعد بن جماعة الكِناني الشافعي،

الشيخ أبي عبد الله ‏محمد بن الفُرات

قاضي القضاة تقي الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين ‏بن رُزَيْن الحموي الشافعي

شيخ الإسلام صدر الدين أبي الحسن محمد

شيخ شيوخ عصره عماد الدين أبي الفتح عمر

شيخ الإسلام معين ‏الدين أبي عبد الله محمد

الشيخ المفسّر النحوي أبي حيان الأندلسي

قطب الدين القَسطلاني المشهور

المفسر كمال الدين ابن النقيب

حافظ أبي موسى المَديني

علامة نجم الدين أبي النعمان بشير بن أبي ‏بكر حامد الجُعْبري التبريزي،

الحافظ جلال الدين السيوطي،‎

الشيخ ‏عبد الواحد بن عاشرٍ الأنصاري المالكي،

العلامة المحققِ الشيخ أحمد بن ‏المبارك اللّمْطي، وغيرهم خلق كثير . (10) ]

القسائم المشتركة بين الفكر الصوفي

والشيعي

رغم الاستناد المباشر و الصريح لكتب الصوفية على الأصول الشرعية لأهل السنة من قرآن و سنة في تدعيم أفكارها ، فإن الباحثين في بنية الفكر الصوفي يلاحظون دائما تشابها بين الفكر الصوفي و الفكر الشيعي و كثيرا ما يلجأون للمقارنة بين إمام الشيعة و ولي الصوفية … فولي الصوفية يرث العلم عن الأنبياء و هو الذي يملك الحقيقة تماما مثل الإمام الشيعي .

حتى أن بعض كتب الصوفية تمنح الأولياء عصمة مشابهة لعصمة أئمة الشيعة ، هذا الأمر أيضا هو ما يدفع بعض الباحثين لإعتبار الصوفية المنافس السني للشيعة ، و هذا ما يشرح العداء في البدء بين الصوفية و الشيعة ، فالصوفية أيضا نافست الشيعة في الانتساب لآل البيت و تشريفهم معطية اعتبارا كبيرا لعلي و أولاده   والآن مع وجود خطر حقيقي يتهدد الإسلام ككل يمكن اعتبار وحدة الدين و المصير المشترك من أهم عوامل الوحدة بين الصوفية والشيعة وأيضاَ أهل السنة المعتدلين الذين يعملون بالقرآن ويتركون ما يفرق ويفتت أمة محمد (صلى الله عليه وآله ) .

الصوفية أحد مذاهب السنة بإقرار

أهل السنة  والثناء عليهم

قال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله:  مفتي الديار المصرية في عصر ابن تيمية :

[« ” الصوفية حياهم الله وبياهم وجمعنا في الجنة وإياهم.. والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجى الرحمة بذكرهم، ويستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنا بهم»  ” (11) ]

وقال الإمام النووي رحمه الله  : [  ”  «أصول طريق التصوف خمسة :
تقوى الله في السر والعلانية
إتباع السنة في الأقوال والأفعال
الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار
الرضي عن الله في القليل والكثير
الرجوع إلى الله في السراء والضراء ” (12) ]

وقال أيضا معرفا بهم، في معرض الكلام عن الوقف عليهم بعد أن صححه:  [  ” «وهم – يعني الصوفية – المشتغلون في العبادة في أغلب الأوقات،المعرضون عن الدنيا» ” (13) ]

وكذا قال من قبله من الشافعية القاضي حسين والمتولي والرافعي، والذين صرحوا بأن  –  أي الوقف – يصرف على المشتغل بالعبادة منهم في أغلب الأوقات، أما من يشتغل بالأكل والسماع والرقص فلا .
وقال قاضي القضاة أبو محمد الحارثي الحنبلي الحافظ في شرح المقنع: [ ” «يصح الوقف على الصوفية، وهم المنقطعون للعبادة وتصفية النفس من الأخلاق المذمومة»  ” (14) ]

وكذا قال الحنفية بتصحيح الوقف عليهم، المصدر نفسه.

وقال الإمام عبد القاهر البغدادي في سياق بيانه لأصناف أهل السنة: « [ ”  اعلموا أسعدكم الله أن أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس» ثم أخذ ببيان هذه الأصناف، إلى أن قال:
«والصنف السادس منهم: الزهاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا واختبروا فاعتبروا، ورضوابالمقدور وقنعوا بالميسور، وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك مسؤول عن الخيروالشر ومحاسب على مثاقيل الذر..» (15)] .

وقال الإمام وحجة الإسلام الغزالي رحمه الله: [ ” «ولقد علمت أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالىخاصة، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقتهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق..» “(16) ]

و قال الإمام القشيري رحمه الله : [ ” «جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه، وفضلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، وجعل قلوبهم معادن أسراره، واختصهم من بين الأمة بطوابع أنواره فهم الغياث للخلق، والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق»”  (17) ] .

وقال الإمام الكبير أبو المظفر الاسفراييني في سياق تعداده لمفاخر أهل السنة والجماعة ومآثرهم [ “«وسادسها:  علم التصوف والإشارات، وما لهم فيها من الدقائق والحقائق، لم يكن قط لأحد من أهل البدعة فيه حظ، بل كانوا محرومين مما فيه من الراحة والحلاوة والسكينة والطمأنينة، وقد ذكر أبو عبد الرحمن السلمي من مشايخهم – يعني الصوفية – قريبا من ألف»  ” (18) ]

فانظر إلى علماء الأمة لم يجعلوا  للمبتدعة نصيبا من التصوف وقصروه على أهل الحق، فهل هذا يستقيم ذلك مع من حكم بكفرهم  وأطلق عليهم كل الصفات الدينية  المذمومة  ؟!

التصوف علم شريف

وقال الحافظ السيوطي رحمه الله:   [ «إن التصوف في نفسه علم شريف، وإن مداره على اتباع السنة وترك البدعة والتبري من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها، والتسليم لله والرضى به وبقضائه وطلب محبته واحتقار ما سواه..» (19)  ]

وقال الإمام الفخرالرازي:

الباب الثامن في الأحوال الصوفية : [ ” « اعلم أن أكثر من حصر فرق الأمة لم يذكر الصوفية، وذلك خطأ ؛ لأن حاصل قول الصوفية أن الطريق إلى معرفة الله تعالى هو التصفية والتجرد من العلائق البدنية، وهذا طريق حسن..»
وقال أيضا: «والمتصوفة قوم يشتغلون بالفكر وتجرد النفس من العلائق الجسمانية، ويجتهدون ألا يخلو سرهم وبالهم عن ذكر الله تعالى في سائر تصرفاتهم وأعمالهم، منطبعون على كمال الأدب مع الله عز وجل، وهؤلاء هم خير فرق الآدميين»  (20) ] .

ولقد انتسب إلى الصوفية أعلام من أكابر الأمة يشار إليهم بالبنان وتعقد على كلماتهم الخناصر، مثل الإمام الحافظ أبي نعيم الاصبهاني صاحب طبقات الأولياء
والإمام الحافظ وشيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني وقد تربى في بيت التصوف ونشأ فيرعاية الإمام أبي الطيب الصعلوكي بعد وفاة أبيه
والإمام الحافظ أبي طاهر السلفي،فصحب الصوفية في حلهم وترحالهم ولبس الخرقة منهم كما هو ثابت ومبين عنه
والحافظ أن أبي جمرة
والإمام الحافظ ابن رشيد السبتي الفهري
والإمام سلطان العلماء العز بن عبد السلام
وشيخ الاسلام زكريا الأنصاري
وشيخه البلقيني
والحافظ السيوطي
والآلوسي صاحب  تفسير روح المعاني في .
والحافظ المناوي وغيرهم.
وأثنى عليهم أكابر أيضا مثل الإمام التقي السبكي والتاج ابنه، والحافظ ابن حجر العسقلاني ومن طالع ترجمته الجواهر والدرر علم حبه للمنهج الصوفي  ، والحافظ السخاوي، وغيرهم كثير يضيق المقام عن تعدادهم ، وهذه كتبهم طافحة بالثناء العاطر على الصوفية كما أوردنا بعضاً منها وكان أحدهم إذا ما أراد المبالغة في الثناء والتزكية على من يترجم له منهم قال
)هو من بيت صلاح وتصوف) أو نحو ذلك من العبارات الدالة على الإجلال والإكبار.
وإليك طائفة من هذا لتعلم علم اليقين بأننا لا نتقول ولا نضع عليهم ما لا يقولونه أو يعتقدونه،
قال الحافظ المنذري في كتابه التكملة لوفيات النقلة 2/150 في ترجمة أبي القاسم عبد المعز بن عبد الله الأنصاري الهروي (الشيخ الصالح الأصيل… وهو من بيت الصلاح والتصوف).
وقال أيضا في ترجمة الإمام أبي الحسن أسعد بن محمد السهروردي : [ ” ( الشيخ الأصيل… الصوفي.. وهو من بيت الحديث والتصوف والصلاح) (21) ] .

وقال أيضا في ترجمة أبي الفضل أحمد بن عبد المنعم الميهني
[ ” (الشيخ الصالح الأصيل.. وولي خدمة الصوفية برباط الخليفة، وهو من بيت التصوف والصلاح هو وأبوه وجده وجد أبيه وأخوه أبو البركات محمد، كلهم حدثوا،وسلفه كلهم مشهورون بين أهل الطريقة – يعني الصوفية – متقدمون في كل موضع) (22) ]  ،

وكتابه زاخر بالثناء عليهم وجميل الذكر لهم.
وقال الحافظ ابن الصلاح في طبقاته في ترجمة الإمام محمد بن علي بن الحسين الاسفراييني [ ”  أحد حفاظ الحديث الجوالين في طلبه، ومن المعروفين بكثرة الحديث والتصنيف له وبصحبة الصالحين من أئمة الصوفية في الأقطار ” (23) ]

[ وقال الإمام النووي في ما ألحقه وأضافه على طبقات ابن الصلاح في ترجمة إبراهيم بن عيسى المرادي والأندلسي  «الفقيه الشافعي الإمام الحافظ المتقن المحقق الضابط الزاهد الورع الذي لم تر عيني في وقته مثله ، كان رضي الله عنه بارعا في معرفة الحديث وعلومه وتحقيق ألفاظه ولا سيما الصحيحان،  ذا عناية باللغة والنحو والفقه ومعارف الصوفية ، حسن المذاكرة فيها،
وكان عندي من كبار المسلكين في طرائق الحقائق – يعني التصوف – حسن التعليم، صحبته نحو عشر سنين لم أر منه شيئا يكره، وكان من السماحة بمحل عال على قدر وجده، وأما الشفقة على المسلمين ونصيحتهم فقل نظيره فيهما» (24) ]

وقال ابن الصلاح في ترجمة احمد بن عليبن الحسين الطريثيثي  : [ «الصوفي المسند أبو بكر، قال الحافظ الأوحد أبو طاهر السلفي وبدأ به في معجمه في شيوخ بغداد: أبو بكر هذا أجل شيخ شاهدته ببغداد من شيوخ الصوفية وأكثرهم حرمة وهيبة عند أصحابه» (25)] .

[ ” وقال الحافظ ابن السمعاني في كتاب الأنساب عند نسبة (صوفي) (واشتهر بهذه النسبة جماعة من الأكابر، وصنفوا فيهم التصانيف، ومن المحدثين الذين اشتهروا بهذه النسبة..) فأخذ رحمه الله في تعداد طائفة من أعلام المحدثين الصوفية  (26) ] .

الثناء على أعلام الصوفية

وكتب التراجم والتواريخ مليئة  بالثناء على أعلام الصوفية، مثل سير أعلام النبلاء للذهبي وتاريخ الإسلام له وطبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير وطبقات الحنابلة والحنفية والمالكية والكتب التي ألفت في بيان طبقات الصوفية مثل طبقات السلمي وطبقات أبي نعيم وطبقات ابن الملقن وطبقات المناوي وغيرها.

ولعل في هذه الحادثة التي تنقلها كتب التواريخ عن الإمام العظيم أبي إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى، حين أوفده الخليفة المقتدي في سفارة إلى السلطان ملك شاه ووزيره نظام الملك ما يدلك أيها القارئ الكريم على مكانة الصوفية عند العلماء، ولا سيما إذا علمت من كان بصحبة هذا الإمام في هذه الرحلة من أصحابه وتلاميذه الذين هم أعيان الأعيان وسمع الدنيا وبصرها،

مثل فخر الإسلام الشاشي

والحسين بن علي الطبري

وابن بيان والميانجي

وأبي ثعلب الواسطي

وعبد الملك الشابر خواستي

وأبي الحسن الآمدي

وأبي القاسم الزنجاني

وأبي علي الفارقي

وأبي العباس بن الرطبي

وغيرهم من أعلام الأمة وحفاظها، فتلقى الناس أبا إسحاق في كل بلدة حل بها بالحفاوة والترحيب اللذين لا مثيل لهما، فكانوا يتلقونه بنسائهم وأولادهم فيمسحون أركانه تبركا والشيخ ينهاهم عنه تواضعا رحمه الله.

قال تاج الدين السبكي:

«وخرجت إليه صوفيات البلد وما فيهن، إلا من معها سبحة والقين الجميع إلى المحفة وكان قصدهن أن يلمسها فتحصل لهن البركة، فجعل يمرها على يديه وجسده ويتبرك بهن، ويقصد في حقهن ما قصدن في حقه». وقال «ولما بلغ بسطام قيل للشيخ : قد أتى فلان الصوفي، فنهض الشيخ من مكانه وعدا إليه، وإذا به شيخ كبير هم ، وهو راكب بهيمة ، وخلفه خلق من الصوفية بمرقعات جميلة، فقيل له: قد أتاك الشيخ أبو إسحاق، فرمى نفسه عن البهيمة وقبل يده وقبل الشيخ أبو إسحاق رجله ، وقال له الصوفي : قتلتني يا سيدي فما يمكنني أمشي معك، ولكن تتقدم إلى مجلسك، ولما وصل جلس الشيخ أبو إسحاق بين يديه، وأظهر كل واحد منهما من تعظيم صاحبه ما جاوز الحد» أهـ .

فهل يمكن  أن يصدر عن هذا الإمام كل هذا التعظيم والتبجيل لمبتدعة ضالين؟! وهلا قال له أحد هؤلاء الأئمة الكبار من أصحاب الحديث الذين كانوا بصحبته : ما هذه البدع يا إمام؟!

 

التكامل الفكري بين الدعوة الفاطمية والصوفية

إذا كانت الدعوة الفاطمية تقوم على الأخلاق والحضارة وبناء المدن و الجوامع والمصانع والمكتبات وحق المواطنة لكل ذي دين ومذهب بشرط حفظ القانون وعدم الخروج عليه فإن الدولة الفاطمية  بالفعل قد استعانت بعلماء سنة في بناء  حضارتها وتدريس المذاهب دون التفتيش عن المذهب  أو المعتقد لأحد أو اضطهاده ولنا أسوة  في قصة استقبال أبي الحامد الغزالي في مصر بعد طعنه إياها  واستقدام الحسن ابن الهيثم إلى مصر لخير دليل على عدم عنصرية أو ميل الحاكم لمذهب بعينه دون آخر لتحقيق أعلى تنمية للدولة في الدنيا وهى من أهم أسباب عبادة الله كما قال تعالى في قريش { فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف }.

وهذا المطلب لا يتم تحقيقه  إلا من خلال  التصوف الإسلامي  كمذهب تدين به عامة الأمة  فهم مشغولون بطاعة الله وفي نفس الوقت إن هاجمهم عدو هاجموه بضراوة والجمع بين التنمية والأخلاق وسكينة المجتمع لا يتم إلا من خلال قيادة فاطمية وهى قيادة ثبت أنها غير متعصبة  لا تثأر من عامة الأمة وتقوم  بإثارة الأحقاد  والكراهية لتثبيت عرشها من خلال إثارة الفتن ولا تنشر   عقائد التكفير والطائفية والقتل باسم الدين والإله  .

نبذة مختصرة عن  الطرق الصوفية

  • الطريقة النقشبندية :

تنسب هذه الطريقة إلى محمد بهاء الدين شاه نقشبند. واشتق اسمها منه، ومن ثم عرفت به. ولد في قرية بخارى سنة (717هجرية-791هجرية). يقول أصحاب الطريقة النقشبندية إن طريقتهم كانت تسمى “الصديقية” نسبة إلى أبي بكر الصديق . تنتشر الطريقة النقشبندية في جميع أنحاء العالم خصوصأ في بلاد القوقاز وبخاري و سمرقند و تركمان صحراء في الاتحاد السوفياتي و شبه القارة الهندية سابقا حيث أن سادات الطريقة النقشبندية من تلك البلاد. تنتشر الطريقة في معظم البلاد العربية خصوصا في بلاد الشام :

سلسلة النقشبندية :

ـ سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم  .

2 ـ أبو بكر الصديق  .

3 ـ سلمان الفارسي .

4 ـ قاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.

5 ـ جعفر الصادق .

6 ـ أبو يزيد البسطامي .

7 ـ أبو الحسن الخرقاني .

8- أبو علي الفارمدي  .

9 ـ يوسف الهمداني.

10 ـ الشيخ عبد الخالق الغجدواني.

11 ـ الشيخ عارف ريوكري.

12 ـ الشيخ محمود إنجير فغنوي.

13 ـ الشيخ علي الرامتيني.

14 ـ الشيخ محمد بابا سماسي.

15 ـ الشيخ السيد كلال.

16 ـ الشيخ محمد بهاء الدين النقشبند

17 ـ شيخ علاء الدين العطار.

18 ـ شيخ يعقوب الجرخي.

19 ـ شيخ عبيد الله الاحرار.

20 ـ شيخ محمد القاضي الزاهد.

21 ـ درويش محمد.

22 ـ محمد خواجكي امكني.

23 ـ الشيخ محمد باقي.

24 ـ الإمام الرباني الشيخ احمد الفاروقي المجدد .

25 ـ الشيخ محمد معصوم.

26 ـ السيد محمد سيف الدين.

27 ـ السيد نور محمد البدواني.

28 ـ شمس الدين حبيب الله جان جانان.

29 ـ الشيخ عبد الله الدهلوي.

-30 الشيخ عيسى بن طلحة.

31 ـ الشيخ مولانا خالد ذو الجناحين. ومن مولانا خالد انتشر الطريق النقشبندى في بلاد العرب وتركيا والأناضول ، وقبل ذلك كان يقتصر انتشاره على بلاد الهند وآسيا . ولمولانا خالد العديد من الخلفاء الذين انتشر عن طريقهم الطريق النقشبندى ، ومن أهمهم :

32 ـ الشيخ عثمان سراج الدين الطويلى النقشبندي.

– 33  الشيخ عمر بن الشيخ عثمان الطويلى .

سلاسل النقشبندية في مصر  :

ومن طريق الشيخ عمر تفرعت سلسلة الطريق النقشنبدى في مصر ،  فأخذ عنه  .

-33الشيخ محمد أمين الكردى الشافعى النقشبندى المتوفى بالقاهرة .

34 – الشيخ سلامة العزامى الشافعى النقشبندى المتوفى بالقليوبية بمصر (من كبار علماء الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء).

– 35  الشيخ نجم الدين بن الشيخ محمد أمين الكردى (من كبار علماء الأزهر) .

– 36 الشيخ محمد عبد الرحمن بن الشيخ نجم الدين الكردى (نائب رئيس جامعة الأزهر والأستاذ بكلية اللغة العربية)

– 37 الشيخ محمد ضياء الدين بن الشيخ نجم الدين الكردى (أستاذ ورئيس قسم الفلسفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر) .

– 38  الشيخ محمد بن الشيخ نجم الدين الكردى (المستشار بوزارة العدل المصرية ، والحاصل على درجة الدكتوراة في الشريعة الإسلامية من الأزهر الشريف) ، وهو شيخ الطريقة الآن ، أطال الله بقاؤه في عافية . وهذه هى أشهر سلاسل السادة النقشبندية بمصر الآن . وهناك عدة سلاسل أخرى :

فمن طريق الشيخ سلامة العزامى (رقم 34) أخذ :

35 – الشيخ عبد المعطى شاهين شيخ علماء أسيوط والمتوفى سنة (1991 م) ، وكان خليفة عن الشيخ سلامة العزامى ، وأنابه عنه في أسيوط وما علاها من بلاد الصعيد بمصر . وما زال العمل جار على هذا العهد بين خلفاء الشيخ الكردى بالقاهرة (بيت الشيخ نجم الدين بن محمد أمين الكردى) والذين يتبعهم كل زوايا الطريق بالوجه البحرى وشمال الصعيد حتى المنيا ، وبداية من أسيوط تابعة لبيت الشيخ عبد المعطى شاهين .

ومن طريق الشيخ محمد أمين الكردى (رقم 33) تفرعت سلسلة أخرى :

34 – الشيخ محمد يوسف السقا (من علماء الأزهر الشريف والمدفون بمقابر الإمام الشافعى) .

35 – الشيخ عبد الوهاب سليم (من علماء الأزهر وإمام مسجد الإمام الشافعى) . وانقطعت هذه السلسلة بوفاة الشيخ عبد الوهاب سليم رحمه الله في أواسط القرن العشرين الميلادى دون أن يعطى الإذن لأحد بإعطاء الطريق ، وإن كان ما زال هناك بقية من مريديه يعقدون جلسات الذكر النقشبندى بضريح الشيخ محمد يوسف السقا بعد صلاة الجمعة .

ومن طريق الشيخ عمر بن الشيخ عثمان الطويلى (رقم 32) تفرعت سلسلتان أخرتان بمصر :

33 – الشيخ حسين الكردى ، المتوفى بالقاهرة في أربعينيات القرن العشرين ودفن بمقابر المجاورين ، وعليه تربى الشيخ توفيق الضبع (المتوفى 2006 م) ، وغيره من المصريين ، ولكن لم يأذن الشيخ حسين الكردى بإعطاء الطريق لأحد ، فانقطعت السلسلة .

وعن الشيخ عمر الطويلى أيضا  :

33- الشيخ محمد أمين البغدادى ، المتوفى بالقاهرة والمدفون بجامع الظاهر جاشنكير بحى الجمالية بالقاهرة . وعنه أخذ جماعة من علماء الأزهر وغيره من شيوخ مصر أهمهم العلامة الشيخ : أحمد مرسى (المتوفى بعد سنة 1980) وهو شيخ الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية. والشيخ محمد الأمير عبد المنعم العباسي نسبا شيخ الداعية الإسلامي و إمام جامع المواساة بالإسكندرية الشيخ ياسين رشدي .

على أن الشيخ البغدادى لم يأذن لأحد من مريديه بإعطاء الطريق فانقطعت السلسلة أيضا من طريقه .

وكان الشيخ محمد أمين البغدادي يقول –كما نقل الأخ أحمد الشهاب بمنتدى روض الرياحين عن شيخه الدكتور علي جمعة- تلامذتي سبعة: الشيخ عبد العزيز الشريف، والشيخ أحمد حماده، والشيخ أحمد مرسي، والشيخ محمد الأمير، والشيخ تمام عبد الله، والشيخ شرف الدين. ولم يذكر شيخنا السابع .

ومن طريق الشيخ مولانا خالد ذو الجناحين.(رقم 30) أخذ:

31-سيدي أحمد بن سليمان الطرابلسي الأروادي

32-سيدي أحمد ضياء الدين الكمشخانوي.

-33سيدي الشيخ جودة إبراهيم(جد الشيخ جودة المهدي) الشيخ جودة بمنيا القمح بمحافظة الشرقية ، وقد أخذ الشيخ جودة في أوائل القرن الرابع عشر الهجرى الطريق النقشبندى عن مولانا الشيخ ضياء الدين الكمشخانوى صاحب كتاب جامع أصول الأولياء وغيره من الكتب . و عنه:

-34الشيخ عيسى جودة إبراهيم و

-34الشيخ عليوة عطية و

-34 محمدأبواليزيد جودة إبراهيم

فعن الشيخ عيسى (رقم 34)

35-محمد عيسى و

35-أحمد البدوي عيسى

وعن الشيخ عيسى و الشيخ عليوة و الشيخ أبو اليزيد (كلهم رقم 34) :

35-الشيخ الأستاذ الدكتور جودة محمد أبو اليزيد جودة إبراهيم المهدي.أستاذ التفسير وعلومه ونائب رئيس جامعة الأزهر . وهو القائم على أمورهذا الفرع الآن (28) ] .

2 – الطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية :

[ سار الإمام الجعفرى – رضى الله عنه – في طريقته على نهج شيخ الطريق الأحمدى السيد أحمد بن إدريس وعمادها : الكتاب والسنة ، قولاً وفعلاً، معرفة وسلوكاً.

فمنهجه – رضى الله عنه- في التربية منهج القرآن، فهو يربى المريدين ويوجههم ويرشدهم إلى مكارم الأخلاق التى أمر الله – الله – بها في القرآن الكريم ، يقفهم على مقامات التصوف ، ومدارج الترقى في الكمالات مستشهداً على ذلك بآيات القرآن الكريم يعلمهم ويربيهم على الإخلاص والمجاهدة والمراقبة والمحاسبة، وغير ذلك من ألوان التربية الصوفية على ضوء منهج القرآن الكريم وموضحاً ومفسراً للمنهج القرآنى بأحاديث رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- مقتدياً به وبأخلاقه وشمائله ومترسماً طريقه في أقواله وأفعاله – كما صنع السيد أحمد بن إدريس – رضى الله عنه.

وفيما يلى نوضح للقارئ بعض أقوال الإمام الجعفرى التى تشرح وتكشف عن معالم طريقه:

يقول رضى الله عنه:

” وقد رضينا فيها- أى في طريقتنا هذه- بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم- نبياً ورسولاً، وبالقرآن إماماً، وبالكعبة قبلة ، وبالمؤمنين إخوة.

طريقنا هذا هو طريق الله –الله- المجرد عن شوائب الدنيا وكدوراتها، ليس لدينا رغبة إلا التوجه إلى الحق –الله- قاطعين جميع العلائق والعوائق والأغيار النفسية ، متخلقين بالكتاب والسنة في جميع أحوالنا وتطوراتنا وحركاتنا وسكناتنا ، راضين به عن غيره ، عاكفين على بساط أنس محبته في الدنيا قبل لآخرة.

” واعلم أن طريقنا هذا مبنى على الكتاب والسنة وفقه المذاهب الأربعة وعقيدة الأشعرى في التوحيد وأبى القاسم الجنيد في التصوف رضى الله عنهم أجمعين”.

” ما هذا الطريق إلا متابعة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- في الأقوال والأفعال ظاهراً وباطناً”.

” واعلم يا أخانا أن طريقنا هذا كله حساب ومحاسبة واقترب اقتراب ومراقبة ، طريقنا هذا طريق شرعي على قد م محمدي ، طريقنا هذا من سلكه يوسع له في رزقه ، ويبارك له فيه، لأنه وقف على باب : يا دنيا من خدمنا فاخدميه”.

وإن المتابع لطريقة الإمام الجعفري وإرشاداته لمريديه في دروسه وحضراته وكتبه ليلتفت إلى الارتباط الوثيق بين منهجه ومنهج السيد أحمد بن إدريس في تربية المريد، وفى مزايا الطريقتين ، ولا عجب في ذلك التشابه، فقد سار الجعفري على قدم السيد أحمد بن إدريس ، وجاهد مثلما جاهد، كما أن كليهما كان يتصل برسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- اتصالاً خاصاً، كما أن إخلاص الإمام الجعفري – رضى الله عنه- للطريق الأحمدي ومحافظته على أوراده ودعوة الناس إليها كل ذلك أكسبه حب شيخ الطريق وثقته به فورث حاله ، وشرب من منهله الصوفى العذب.

يقول سيدنا ومولانا الإمام الجعفري – رضى الله عنه :-

” وقد أجاد شيخنا الشفا القطب النفيس مولانا السيد أحمد بن إدريس – رضى الله عنه- حينما وكلنا إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم-يتولى تربيتنا ، وقد شاهد كثير من إخواننا ذلك إلى يومنا هذا ، فاختص الله الآخذين لطريقه المحمدي بالتربية المحمدية ، وكأن السيد لاحظ حين تلقيه الذكر الخاص به ، وأنه منه الجمع بين الحضرتين وهو ” لا إله إلا الله محمد رسول الله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله ” وكذلك في قوله ” واجمع بينى وبينه كما جمعت بين الروح والنفس ” مما يزيد على التربية ، لأن الجمع والملازمة يزيدان على التربية ، فامتاز هذا الطريق في أوراده بهذه الميزات المميزات له ، وأن صاحبه كانت له القدم الراسخة في المتابعة المحمدية الظاهرة في جميع أحواله ، فكانت الرابطة بينه وبين رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – رابطة قوية متينة وقالوا: ” إن كل مريد يرث من مقام شيخه وحاله على قدر اجتهاده واستعداده ووثوق الشيخ به”.

الحضرة الجعفرية

يقول سيدى الشيخ عبد الغنى الجعفرى –- : بحثنا في سيرة شيخنا بحثاً دقيقاً لنعرف سر الفتوح الجعفرى ، فلم نجد باباً أثراه شيخنا عطاءً ومدداً أكثر من باب المديح النبوي .

وديوان الجعفرى الذي تعددت أجزاؤه يعبر عن هذا الفتح الرباني ويترجم عن حبه الذاتي لحضرة المصطفى –صلى الله عليه وآله وسلم- وصدق النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- حيث قال: ” من أحب شيئاً أكثر من ذكره”.

عليه وآله وسلم – ،يقول في مقدمته لقصيدة “المقبولة” أيها المحب لرسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- ألا أدلك على أقرب الطرق الموصلة إلى رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – من غير تعب ولا مشقة؟ ألا وهى مدائحه سماعاً وإنشاداً بقلب سليم وحب عظيم ، مع تصورك له بقلبك ، وذلك يكون بتصور روضته الشريفة إن كانت سبقت لك الزيارة ، أو باستحضار صورته –صلى الله عليه وآله وسلم- إن كنت قد رأيته في النوم، أو باستحضار صورته بواسطة شمائله المنقولة في كتب السنة والسيرة النبوية ، وما ذكر في المولد ( أي الذي ألفه شيخنا الجعفري ) من أوصافه وشمائله المصطفوية ، وأيضاً .. نلاحظ ذلك عند الصلاة والسلام عليه دائماً.

وهذا باب الفتوح الذى سلكه شيخنا فكان فتحاً مبيناً ومن سلكه وصل، ومن وصل اتصل ، ومن اتصل رأى وشاهد، ومن شاهد ناجى وعرف، ومن عرف اهتدى إلى الحقيقة المحمدية ، فيزداد حباً على حب.

وقد سلك شيخنا هذا المسلك في تربية أبنائه تشوقاً إلى رسول الله –صلى الله وقد قال –صلى الله عليه وآله وسلم – : ” المرء مع من أحب”.

وقال سيدي الشيخ عبد الغنى الجعفري –- : ” قد كانت لشيخنا الإمام الجعفري حلقة مديح في قلب الأزهر الشريف منارة العلم وكعبة العلماء ليلة الإثمين وليلة الجمعة من كل أسبوع ، وفى هذا إشارة إلى أن المديح النبوى ليس بدعة إنما هو درس من دروس العلم بالأزهر الشريف أقامه شيخنا وأقره عليه علماء الأزهر الشريف فكان ذلك إجازة فعلية له.

أوجه النشاط في الطريقة الجعفرية

يقول سيدي الشيخ عبد الغنى الجعفري –- : بحثنا في سيرة شيخنا بحثاً دقيقاً لنعرف سر الفتوح الجعفري ، فلم نجد باباً أثراه شيخنا عطاءً ومدداً أكثر من باب المديح النبوي .

وديوان الجعفري الذي تعددت أجزاؤه يعبر عن هذا الفتح الرباني ويترجم عن حبه الذاتي لحضرة المصطفى –صلى الله عليه وآله وسلم- وصدق النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- حيث قال: ” من أحب شيئاً أكثر من ذكره”.

في المجال الديني :

إنشاء المساجد وعمارتها، وقد تم إنشاء وتجديد أكثر من ستين مسجدًا على امتداد محافظات الجمهورية من أسوان إلى الإسكندرية، كما تم إنشاء مركز إسلامي الجعفري في كل من لبيبا الشقيق وماليزيا . إنشاء كتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم، وتلقين الأطفال قواعد الدين الإسلامي ومبادئه. عقد مجالس يومية لتلاوة القرآن الكريم وتجويده وقراءاته . إقامة مجالس الذكر والمديح النبوى من خلال ديوان الإمام الجعفري رضي الله عنه.. إحياء المناسبات الدينية والاحتفال بموالد أهل البيت م. تيسير الحج والعمرة بتنظيم رحلة الحج، وثلاث رحلات للعمرة في ربيع الأول، ورجب، ورمضان من كل عام، مع توفير كافة الخدمات مما جعلها رائدة في هذا الميدان حتى أصبحت مضرب الأمثال فيه. (29) ]

3- الطريقة الرفاعية :  

[ الطريقة الرفاعية هي طريقة صوفية تنسب إلى أحمد الرفاعي (ت580هـ) من نسل رفاعه بن الحسن المكي الحسيني الهاشمي القرشي .

مبادئها :

تقوم الطريقة الرفاعية على العمل بمقتضى ظاهر الكتاب والسنة، ثم أخذ النفس بالمجاهدة والمكابدة، والإكثار من الذكر، وقراءة الورد، وذلك وفق إرشادات الشيخ وتوجيهاته، مع ضرورة التسليم والانقياد له.

وعلى المريد – حتى يسير وفق الرفاعي- أن يتبع تعاليمه، ويعمل بما قاله من الالتزام بالسنة، وموافقة السلف الصالح على حالهم، ولباس ثوب التعرية من الدنيا والنفس، وتحمل البلاء، ولبس الوقار واجتناب الجفاء.

وقد اشتهر عن أتباع الرفاعي القيام بأفعال عجيبة كاللعب بالثعابين، وركوب الأُسود، والدخول في النيران المشتعلة دون أن تحرقهم أو تؤثر فيهم، وغيرها، فهذه مما لم تكن معروفة عند الشيخ الرفاعي، لكنها استُحدثت بعد وفاته، وإن كان الشيخ قد عُرف بحنانه الشديد على الإنسان والحيوان، وكان أشد ما يكون حدبًا ورعاية للحيوانات الضالة والمريضة.

وفي أصحاب وأتباع الرفاعي يقول الإمام الذهبي في كتابه “العبر”: “ولكن أصحابه فيهم الجيد والرديء، وقد كثر الزغل (الغش) فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت (احتل) التتار العراق: من دخول النيران، وركوب السباع، واللعب بالحيات، وهذا ما عرفه الشيخ ولا عرفه صلحاء أصحابه.. فنعوذ بالله من الشيطان”. (30) ]

4- الطريقة القادرية  :

[ مؤسس الطريقة القادرية هو عبد القادر بن موسى، المعروف بالشيخ عبد القادر الجيلاني أو الجيلي. ولد سنة 471هـ (1077م) بجيلان ، وهي منطقة في بلاد فارس ينتشر أتباع طريقة الشيخ عبد القادر الجيلاني اليوم في كثير من البلاد الإسلامية، خاصة في نواحي سوريا، تركيا، العراق يظهرعلى أيدي مشايخ الطريقة وأتباعها خوارق للعادة، كنحو الضرب بالسيوف والشيش والنار .

يعمل أتباع الطريقة الجيلانية حلقات ذكر كل يوم خميس ليلة الجمعة، مساء، يشتغلون فيها بذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، جماعة وافرادا.

سند الطريقة :

محمد صلي الله عليه وسلم

|

 علي بن أبي طالب

————————————-

|         |            |            |

كامل   إمام حسين     إمام حسن      حسن البصري

|                         |

زين العابدين              حبيب العجمي

|                         |

 محمد الباقر                سليمان داوؤد

|                         |

جعفر الصادق                    |

|                         |

موسى الكاظم                    |

|                         |

 علي الرضا                     |

|                         |

—————————

|

 معروف الكرخي

|

 سري السقطي

|

جنيد البغدادي

|

أبو بكر عبد الله شبلي

|

عبد الواحد التميمي

|

أبو الفرج الطرسوسي

|

أبو الحسن علي الهكاري

|

 أبو سعيد علي المخزومي

|

عبد القادر الجيلاني (31) ]

5- الطريقة الشاذلية :

[ التأسيس وأبرز الشخصيات :

أبي الحسن الشاذلي

اختلف في نسبه، فمريدوه، وأتباعه ينسبونه إلى الأشراف ويصلون بنسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ، وبعضهم ينسبه إلى الحسين، وبعضهم إلى غيره.

أبو العباس المرسي

أحمد بن عمر المرسي أبو العباس شهاب الدين، من أهل الإسكندرية، لا يُعرف تاريخ ولادته وأهله من مرسيه بالأندلس، توفي سنة 686هـ  ـ 1287م . يعد خليفة أبي الحسن الشاذلي وصار قطبًا بعد موته، حسب ما يقول الصوفية، وله مقام كبير ومسجد باسمه في مدينة الإسكندرية.

قال عن نفسه : “والله لو حُجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين”.

وكان يدعي صحبة الخضر واللقاء معه.

ياقوتُ العرش

وكان حبشيًّا، وسمي بالعرش لأن قلبه لم يزل تحت العرش كما تقول الصوفية، وما على الأرض إلا جسده. وقيل: لأنه كان يسمع أذان حملة العرش. هذا ما جاء في طبقات الشعراني.

سند الطريقة

محمد صلي الله عليه وسلم

|

 علي بن أبي طالب

————————————-

|         |            |            |

كامل   إمام حسين     إمام حسن      حسن البصري

|                         |

زين العابدين              حبيب العجمي

|                         |

 محمد الباقر                سليمان داوؤد

|                         |

جعفر الصادق                    |

|                         |

موسى الكاظم                    |

|                         |

 علي الرضا                     |

|                         |

—————————

|

 معروف الكرخي

|

 سري السقطي

|

جنيد البغدادي

|

أبو بكر عبد الله شبلي

|

عبد الواحد التميمي

|

أبو الفرج الطرسوسي

|

أبو الحسن علي الهكاري

|

 أبو سعيد علي المخزومي

|

عبد القادر الجيلاني

|

 شعيب أبو مدين

|

عبد الرحمن العطار الزيات

|

 عبد السلام بن مشيش

|

 أبي الحسن  الشاذلي

|

علي نور الدين الشاذلي اليشرطي

|

إبراهيم علي نور الدين الشاذلي اليشرطي

|

محمد الهادي الشاذلي اليشرطي

|

احمد الشاذلي اليشرطي (32)]

 

[ الأفكار والمعتقدات :

تشترك كل الطرق الصوفية في أفكار ومعتقدات واحدة، وإن كانت تختلف في أسلوب سلوك المريد أو السالك وطرق تربيته، ونستطيع أن نُجمِل أفكار الطريقة الشاذلية في نقاط محددة، مع العلم أن هذه النقاط كما سنرى قد تفسر لدى الصوفية غير التفسير المعهود لدى عامة العلماء والفقهاء، وهذه النقاط هي :

التوبة

وهي نقطة انطلاق المريد أو السالك إلى الله.

الإخلاص

وينقسم لديها إلى قسمين

إخلاص الصادقين.

إخلاص الصِّدِّيقين.

النية

وتعد أساس الأعمال والأخلاق والعبادات.

الخلوة

أي اعتزال الناس، فهذا من أسس التربية الصوفية. وفي الطريقة الشاذلية يدخل المريد الخلوة لمدة ثلاثة أيام قبل سلوك الطريق.

الذكر

والأصل فيه ذكر الله، ثم الأوراد، وقراءة الأحزاب المختلفة في الليل والنهار. والذكر المشهور لدى الشاذلية هو ذكر الاسم المفرد لله أو مضمرًا (هو هو).

الزهد

وللزهد تعاريف متعددة عند الصوفية منها:

فراغ القلب مما سوى الله، وهذا هو زهد العارفين.

وهو أيضًاالزهد في الحلال وترك الحرام.

النفس

ركزت الشاذلية على أحوال للنفس هي:

النفس مركز الطاعات إن زَكَتْ واتقت.

النفس مركز الشهوات في المخالفات.

النفس مركز الميل إلى الراحات.

النفس مركز العجز في أداء الواجبات.

لذلك يجب تزكيتها حتى تكون مركز الطاعات فقط.

الورع

وهو العمل لله وبالله على البينة الواضحة والبصيرة الكامنة.

التوكل

وهو صرف القلب عن كل شيء إلا الله.

الرضى

وهو رضى الله عن العبد.

المحبة

وهي في تعريفهم: سفر القلب في طلب المحبوب، ولهج اللسان بذكره على الدوام.وللحب درجات لدى الشاذلية وأعلى درجاته ما وصفته رابعة العدوية بقولها:

أحبك حبَّين: حب الهوى وحبًّا لأنك أهل لذاك

الذوق

ويعرِّفونه بأنه تلقي الأرواح للأسرار الطاهرة في الكرامات وخوارق العادات، ويعدونه طريق الإيمان بالله والقرب منه والعبودية له. لذلك يفضل الصوفية العلوم التي تأتي عن طريق الذوق على العلوم الشرعية من الفقه والأصول وغير ذلك، إذ يقولون: علم الأذواق لا علم الأوراق، ويقولون: إن علم الأحوال يتم عن طريق الذوق، ويتفرع منه علوم الوجد والعشق والشوق.

علم اليقين

وهو معرفة الله معرفة يقينية، ولا يحصل هذا إلا عن طريق الذوق، أو العلم اللدني أو الكشف ..إلخ.

السماع

وهو سماع الأناشيد والأشعار الغزلية الصوفية . وقد نقل عن أحد أعلام التصوف قوله: “الصوفي هو الذي سمع السماع وآثره على الأسباب”. ونقل عن الشعراني عن الحارث المحاسبي قوله : ” مما يتمتع به الفقراء سماع الصوت الحسن “، و” إنه من أسرار الله في الوجود “. وقد أفرد كُتَّاب التصوف للسماع أبوابًا منفصلة في مؤلفاتهم، لما له من أهمية خاصة عندهم .

الجذور الفكرية والعقائدية :

كانت المذاهب الصوفية كلها عبارة عن مدارس تربوية تعنى بتربية النفس و تدعو إلى تزكية القلب والجوارح وإلى الزهد في الدنيا والعمل الصالح، وأسست قواعدهم من الكتاب و السنة  .

أماكن الانتشار :

مركز الشاذلي الأول هو مصر وبخاصة مدينة الإسكندرية، وطنطا، ودسوق بمحافظة كفر الشيخ، ثم انتشرت في باقي البلاد العربية. وأهم مناطق نشاطها سوريا والمغرب العربي، ولها وجود إلى الآن في ليبيا، وفي السودان في الوقت الحاضر . (33) ]

6 – [ الطريقة الأحمدية :

و تعرف أيضا البدوية، نسبة للسيد أحمد البدوي الحسني المدفون بطنطا .ومثلها موجودة بالمغرب وهى :

 7-  الطريقة الأحمدية البدوية المرازقية بالمغرب  ،:  أسسها الشيخ أحمد البدوي بن السيد علي بن السيد ابراهيم ( 596 هـ / 1198م – 671 هـ / 1272م) (34) ]  الحسيني النسب والمدفون بمصر في محافظة الغربية (طنطا) .

8الطريقة البرهانية الدسوقية الشـاذلية  :

هى طريقة برهان الدين سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى ، وفيها أيضا ميراث خاله سيدى أبو الحسن الشاذلى ، ولذلك فهى الطريقة الممزوجة {الدسوقية الشاذلية}، وقد ظلت وديعة بأحشاء الزمان حتى أذن الله لها أن تحيا على يد مولانا فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده ؛ البرهانى طريقةً والمالكى مذهباً والسودانى مولدا والذى ينتهى نسبه إلى سيدنا رسول الله ، والذى استمر في عطائه سنوات طويلة حتى اشتعلت جزوتها وعلت رايتها في أرجاء المعمورة مشرقا ومغربا, فحفلت سيرته بالجهد والعمل والدروس والدعوة، ودخل الألوف على يديه في دين الحبيب المصطفى ؛ سالكين إلى الله تعالى على طريقته، ومنتفعين بمؤلفاته المتعددة، فعمرت قلوبهم بالحب لله ورسوله والصالحين، وقد استمر العطاء على يد الشيخ إبراهيم محمد عثمان عبده خليفته ووريثه ثم مولانا الشيخ محمد إبراهيم من بعده، ذرية بعضها من بعض، حتى ترى المريدين من شتى الأجناس مجتمعين تحت شعار الحولية السنوية التى يحييها شيخ الطريقة الشيخ محمد إبراهيم محمد عثمان عبده، لا يجمعهم إلا ذكر الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.(35)]

9- [ طريقة التيجانية :

رقة صوفية سنية المنهج ،مبنية على الكتاب والسنة وما جاء في الشرع الإسلامي الحنيف.

هذه الطريقة اسسها أبو العباس احمد التيجاني المتوفى في 1230 هـ ، واهل هذه الطريقة كباقي الطرق الصوفية يجيزون التوسل بذات النبي ، وقد بدأت هذه الطريقة في مدينة أبي سمغون وصار لها أتباع في الجزائر والمغرب وتونس ومصر وفلسطين والشام و السنغال ونيجيريا.

مؤسس الطريقة :

مؤسس الطريقة التجانية هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار ابن أحمد بن محمد سالم التجاني، الذي ولد عام 1150 هجرية الموافق لـ 1737 ميلادية في قرية عين ماضي ( الجزائر )، وحفظ القرآن الكريم كما درس العلوم الشرعية وارتحل متنقلا بين فاس، وتلمسان، وتونس، والقاهرة ومكة، والمدينة المنورة، ووهران.

ولم يكتف أحمد التجاني، بالرصيد الفقهي والصوفي الذي حصل عليه بمسقط رأسه في المغرب الأوسط ( الجزائر)، فشد الرحال إلى مدينة فاس سنة 1171 هـ الموافق لـ 1758م، وبهذه المدينة الإدريسية ذات الأهمية العلمية، والرمزية التاريخية، والشحنة الروحية القوية، كان العلامة سيدي أحمد التجاني يحضر مجالس العلم ويحاور كبار علماء المدينة، وإن كان اهتمامه انصب على الجانب الروحي أكثر من أي شيء آخر,وقد إلتقى فيها بالشيخ الولي الصالح نجل العارف الرابح سيدي عبد الله بن محمد العربي بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي رحمه الله من أكابر علماء وقته ،لقيه وتكلم معه في أمور ثم لما أراد أن يودعه دعا له بخير الدارين ،وقبل افتراقهما قال له : الله يأخذ بيدك ثلاثاً.

وفي عام 1196 هجرية، أنشأ طريقته في قرية أبي سمغون، و بعد ذلك صارت فاس المركز الأول لهذه الطريقة، ومنها انتشر إشعاعها إلى عموم إفريقيا.

ومن أبرز الآثار التي خلفها أحمد التجاني لمن بعده زاويته التجانية في فاس وكتاب »جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني« الذي قام بجمعه تلميذه علي حرازم برادة.(36) ]

10- [  الطريقة الكسنزانية  :

نسبة إلى الشيخ عبد الكريم شاه الكسنزان الحسيني

11- الطريقة المولوية : نسبة إلى فرقة عسكرية عثمانية وهى منتشرة في تركيا . 

12- الطريقة القدسية :

نسبة إلى الشيخ خليل القدسي دفين الشونزية او الشوينزية الصغرى(مقبرة الجنبد البغدادي)بالجانب الغربي من بغداد.

13 – الطريقة الرفاعية القادرية :

ويراسها الشيخ عيسى السلامي دفين البصيرة في سوريا والشيخ نامس .

14- الطريقه الخلوتيه الدوميه:

وهي خلوتيه نسبه الي سيدي عبدالسلام الخلوتي وهي دوميه نسبه الي سيدي الدومي المدفون بمصر .(37) ] .

وإذا ما أضفنا الطريقة العزمية إلى الطرق الصوفية

15- الطريقة العزمية :

وجدنا مؤسسها الشريف السيد محمد ماضي بن السيد عبد الله المحجوب ولد عام1286 هـ ، 1869 ) بمدينة رشيد بمصر.- (38)  , وقد انتهجت نفس المنهج المتصوف ولكن بأكثر تفتحاً لمصالح المسلمين والنفع العام لهم والعمل بمنهج الإسلام التقدمي لأبناء الطريقة العزمية ومريديها

[ كتب عنها موقع إسلام أون لاين قائلاً :

[مصر.. السياسة وربطة العنق بمولد الطريقة العزمية!

 
 

القاهرة – تتهافت أرواحهم وهم يلهثون بذكر الله يمينا ويسارا مرددين “الله يا الله يا الله” وترتفع أصواتهم خشّعا “لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله”.. أجواء إيمانية عاشها المئات من مريدي الطريقة العزمية خلال الاحتفال بمولد مؤسس الطريقة الشيخ محمد ماضي أبو العزائم، إحدى أبرز لطرق الصوفية المصرية، بجوار ضريحه في مسجد أولي العزم بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة.

وفي مواجهة تعكير السياح صفو الأجواء الاحتفالية نتيجة لإصرارهم على التقاط الصور الفوتوغرافية للمريدين، يجمعهم شيخهم من جديد مرددين “إلهي على المختار صل وسلم.. على حبيبنا النبي صل وعلى آل البيت والصحب الكرام وسلم.. وعلى إمامنا سيد بيت العزمي وأكرمنا يا الله، ووسع لنا في أرزاقنا، واختم لنا أعمالنا بكل صالح ورضا”.

السرادق الذي أقيم في شارع مجلس الشعب مساء الأربعاء تكدس به ما يقرب من ألف من أتباع ومريدي الشيخ أبو العزائم، والذين جاءوا من محافظات شتى، وكذلك من دول مجاورة في السودان وليبيا وحضر الحفل الشيخ محمد الجمال أحد أئمة المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، والدكتور عمر البسطاويسي وكيل الأزهر الشريف، إضافة إلى عدد من نواب مجلسي الشعب والشورى (غرفتا البرلمان المصري )

جيت أتونس بسيدنا صاحب المقام الشريف حفيد النبي صلى الله عليه وسلم، وناخد البركة منه”.. هكذا قالت أم الفرج (63 عاما) جاءت من قرية بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ بشمال الدلتا، ورافقها زوجها وأبناؤها الذين حضروا عصر يوم الثلاثاء ليحتفلوا بمولد شيخ الطريقة العزمية  المحبين للطريقة.

 

نيولوك!

وبجانب الأعلام الخضراء المميزة لموالد الطرق الصوفية في مصر، والتي غابت عن الاحتفال تقريبا بمولد الشيخ أبو العزائم، ارتدى أغلب المريدين وقيادات الطريقة والمتحدثون في الحفل ملابس رسمية عليها ربطات للعنق، وذلك خلافا لما اعتادت عليه بقية الطرق من التزامها بارتداء جلابيب وأزياء احتفالية مميزة لها.

وتمثل أيضا المظهر المختلف عن الحركات الصوفية التقليدية الذي ظهر به أتباع هذه الطريقة في خطابهم الذي امتزجت به السياسة، وهو ما اعتبره مراقبون يهدف لكسر الحاجز بينها وبين الجماهير التي تنظر للصوفية على أنها حركة “دراويش لا ترتبط بهموم الواقع وتسير في ركاب السلطة”.

إلا أنه من الأمور اللافتة في مولد الطريقة العزمية أن أعضاءها كانوا يصافحون بعضهم بشكل غريب، حيث يمسك كل طرف بيد الآخر بقوة، ثم يقبل كل منهم يد زميله ويعتبر أعضاء أتباع الطريقة هذه التحية إشارة إلى الحب بينهم تطبيقا للآية الكريمة {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة : 54].

ووصف المريدون من أتباع الطريقة هذا المولد بأنه “مؤتمر سنوي” لم ينقطع منذ وفاة شيخهم عام 1937، وتحدثوا عن فكر “أبو العزائم” وأفكاره الإصلاحية التي تتلمذ عليها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ووسائله في التربية ..

وتحدث عبد الحليم العزمي الحسيني داعية الطريقة في مصر ومدير تحرير مجلتها “الإسلام وطن” عن “أبو العزائم” قائلا: “إنه من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ارتبط فكره بشرع الله عز وجل، ومراعاة ظروف الأمة، وكان يرى أن التفرقة هي الداء الذي تعاني منه الأمة الإسلامية “.

ولفت إلى أنه عندما سقطت الخلافة الإسلامية عام 1924 دعا الشيخ ماضي أبو العزائم لمؤتمر كبير لإعادة الخلافة، وأنشأ جمعية أطلق عليها “الخلافة الإسلامية”، وانتخب رئيسا لها، وأرسل لكل الملوك والرؤساء رسائل تناشدهم أهمية عودة الخلافة حتى انعقد مؤتمر لذلك الأمر في موسم الحج عام 1926 برئاسة الملك عبد العزيز آل سعود الذي طلب من الشيخ أبو العزائم أن يلقي خطبة عرفة، فاعتذر الشيخ وقال إن هذا المكان لا يكون إلا لرسول الله أو لخليفة المسلمين، فيقول الحسيني إن المؤتمرين وقتها بايعوا أبو العزائم “خليفة للمسلمين”.

“دعوة عالمية”

وشدد الحسيني على أن “الطريقة العزمية تهتم بوحدة الأمة الإسلامية، وتتابع ما يحدث في فلسطين والعراق وأفغانستان وأضاف أن : “أبو العزائم أول من سبق وتحدث عن خطر تهويد فلسطين، حيث أصدر فتوى بحرمة بيع الأراضي الفلسطينية لليهود عام 1924 م .

، ونصت الفتوى على أن كل من يبيع شبرا من أرضه لليهود فقد خرج عن ملة الإسلام، وتطلق منه زوجته، وإذا مات لا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين

وشدد على أن الطريقة العزمية ترفض قتل وترويع المسلمين، وهي بعيدة عن التعصب والجمود والسطحية، وترفض البدع السيئة , ووصف متحدثون طريقتهم بأنها “دعوة عالمية، حيث يقدر أتباعها حسب سجلات الطريقة بمليون و200 ألف ينتشرون في لبنان وسوريا والكويت واليمن والسعودية ومالي وتونس ونيجيريا والمجر وكندا والدنمارك والولايات المتحدة الأمريكية والصين .”.

الحفل الذي استمر حتى الساعة الواحدة صباحا يوم الثلاثاء الماضي، انتهى بوصلة من الإنشاد الديني قدمتها الفرقة العزمية التي صعدت على المنصة بأدوات موسيقية كاملة، ثم أذن شيخ الطريقة محمد علاء الدين لأتباعه بالانصراف بعد أن اجتمعوا حوله وقبلوا يديه، ولم ينس شكر الجهات الرسمية والأمنية التي ساعدتهم على تنظيم وتأمين الحفل. تحليلات بعض المراكز البحثية الغربية الصوفية في خانة “الإسلام المعتدل”، وتدعو الغرب إلى تشجيعها ورعايتها باعتبارها تنبذ العنف، ولا تتبنى التطرف، ولا تنشغل بالقضايا السياسية.(39) ] وعن مشروع هيئة عالمية لتوحيد الطرق الصوفية ونشاط الطريقة العزمية  ورد الخبر الآتي :

[ الطريقة العزمية تتقدم بمشروع هيئة عالمية لجمع الطرق الصوفية :

 

القاهرة ـ أعلن المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر عن شروعه في تنفيذ مشروع لإنشاء هيئة عليا للتصوف تجمع شتات الطرق الصوفية في مختلف دول العالم بهدف تفعيل الحركة الصوفية بشكل أوسع دوليا , وفي تصريحات لـ إسلام أون لاين، أوضح الشيخ حسن الشناوي شيخ مشايخ الطرق الصوفية المصرية: أن مقر الهيئة سيكون بالمبنى الجديد الذي يتم إعداده حاليا بمنطقة الدراسة شرق القاهرة لمشيخة عموم الطرق بدعم من الدولة، حيث ستضم مكاتب لجميع تلك الطرق. كما أنها ستصدر مجلة دورية توضح نشاط الطرق الصوفية عالميا , وأرجع أهمية الهيئة التي سيترأسها إلى وجود العديد من الطرق الصوفية ذات الأفرع الكثيرة في مصر وخارجها، مثل: التيجانية، والقادرية، والبرهامية، والنقشبندية، ولكل طريقة من هذه الطرق مشايخ عدة؛ وبذلك ستجمع هذه الهيئة شتاتهم , وعن الفترة التي ستستغرقها عملية إنشاء مقر الهيئة، قال الشيخ الشناوي: “سيتم الانتهاء منها في غضون عامين بحيث يتم خلال تلك المدة مخاطبة الطرق الصوفية في بعض البلاد العربية لحضور الاجتماع التأسيسي الذي سيعقد بمجرد استكمال البناء، على أن يتم جمع المصروفات من الطرق نفسها لعقد الاجتماع المقرر لاختيار المجلس التنفيذي للهيئة , ووفقا لقرار المجلس بإنشاء الهيئة والذي صدر في منتصف الشهر الجاري فإنها ستضم شتات الطرق الصوفية في أكثر من 40 دولة، كما سيكون من بينها طرق صوفية متواجدة في دول ذات أقلية مسلمة مثل الهند , وردا على سؤال عن الهدف من الهيئة، قال علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية وصاحب فكرة إنشاء الهيئة في تصريحات لـ إسلام أون لاين: “إنها تستهدف عودة الريادة لمصر بحيث تصبح هي مرجعية الطرق الصوفية في العالم كله ,  وأوضح أنه لن تتم دعوة رؤساء الطرق من خارج الدول العربية في البداية نظرا للتكلفة العالية لتنقلهم الذي لا تستطيع الطرق تحملها، ولذلك فإن أول اجتماع سيمثل فيه عشر دول أغلبها عربية.

مؤتمرات أكبر

وأشار إلى أنه سيتم جمع أموال من الطرق المشاركة في المؤتمر التأسيسي كرسوم اشتراكات عضوية ليتم بعدها تنظيم مؤتمرات أكبر لدعوة رؤساء الطرق من مختلف أنحاء العالم تبدأ بدول آسيا، مشيرا إلى أنه سيتم عقد مؤتمرات خارج مصر أيضا.

وأوضح أبو العزايم: أنه “بعد انتهاء المؤتمر الأول ستجرى انتخابات لاختيار أعضاء المجلس بحيث يتكون من 20 عضوا بينهم 10 أعضاء مصريين و10 غير مصريين، على أن تكون الرئاسة لشيخ مشايخ الطرق”.

وفيما يتعلق بتمويل الهيئة أشار إلى أنه سيكون في البداية عن طريق تحديد الاشتراكات والتي ستكون في بدايتها كافية لانطلاق نشاط الهيئة، بالإضافة إلى المِنَح التي ستقدمها بعض الدول مثل الأردن وليبيا والجزائر.

وعن مدى إمكانية تجاوب الطرق خارج مصر للانضمام للهيئة أكد أبو العزايم أنه من المتوقع تجاوب 90% من ممثلي الطرق الصوفية خارج مصر، مشيرا إلى أن الشيخ الشناوي عرض هذه الفكرة على الهيئات الإسلامية والطرق الصوفية بماليزيا الصيف الماضي، وهو الأمر نفسه الذي قام به الدكتور أحمد عمر هاشم -رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب- في إندونيسيا.

وحول مدى تعارض الهيئة الجديدة مع وجود مكتب دولي بالفعل للصوفية في ليبيا، قال الشيخ أبو العزايم: “إن المكتب العالمي للتصوف أنشأته القيادة الليبية في التسعينيات ليضم ممثلين عن الطرق بالعالم، لكن المكتب لم يقم بنشاط سوى عقد ملتقى واحد عام 1995، وبعدها تم اختيار 6 من رؤساء الطرق الصوفية للمجلس التأسيسي، ولكن لم يشهد هذا الكيان أي تفعيل برغم بقائه للآن , ولا توجد تقديرات دقيقة لعدد المنتسبين للطرق الصوفية في العالم، وإن كانت بعد الإحصاءات غير الرسمية تشير إلى أن أعدادهم تقدر بالملايين، حيث تتواجد نسبة كبيرة منهم في دول آسيا الوسطى، مثل كازاخستان وأوزبكستان  , ويأتي الإعلان عن الهيئة بعد أيام من كشف الشيخ المنشاوي- عن شروع قيادات الطرق في إجراء مفاوضات مع عدد من رجال الأعمال المنتمين لها لحثهم على المشاركة في تمويل أول فضائية عربية لنشر ثقافة “الاعتدال” الصوفي بالمنطقة. , ورسميا، تولي السلطات المصرية اهتماما كبيرا بأنشطة الطرق الصوفية وعلى رأسها الموالد، ويتمثل ذلك في إيفاد مندوبين عن كبرى مؤسسات الدولة لحضورها، كما أنها توفر لها عوامل النجاح أمنيا ودينيا وترعاها ماديا

, وفي الأعوام الأخيرة، صنفت تحليلات بعض المراكز البحثية الأمريكية الصوفية في خانة “الإسلام المعتدل”، ودعت الغرب إلى تشجيعها ورعايتها باعتبارها تنبذ العنف ولا تتبنى التطرف (15)

أماكن انتشار الطرق الصوفية خارج مصر :

انتشر التصوف على مدار الزمان وشمل معظم العالم الإسلامي ، وقد نشأت فرقهم وتوسعت في مصر والعراق و السودان وشمال غرب أفريقيا ، وفي غرب ووسط وشرق آسيا . تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ولم يعد لها ذلك السلطان الذي كان لها فيما قبل . ومن مشايخهم السادة الادارسة بمجملهم ومن أشهرهم السيد محمد بن على السنوسى دفين ليبيا. واليد احمد ابن محمد التجانى دفين فاس.(40) ]

[ أولاً : المغرب

1- الطريقة الأحمدية البدوية المرازقية ، أسسها الشيخ أحمد البدوي بن السيد علي بن السيد ابراهيم ( 596 هـ / 1198م – 671 هـ / 1272م(

2- الطريقة الأحمدية الإدريسية ، أسسها السيد أحمد بن ادريس ( 1163 هـ – 1750 م )

3- الطريقة الشاذلية ، اسسها الشيخ أبوالحسن الشاذلي (593 هـ – 1196م )

ثانيا : الجزائر :

الطريقة التجانية ، أسسها أبوالعباس أحمد بن محمد بن المختار بن سالم التجاني (1150 هـ – 1230 – 1737 هـ – 1815م)

ثالثا : السودان

1- الطريقة الختمية ، مؤسسها السيد محمد عثمان بن أبي بكر بن عبدالله المحجوب وهو الملقب بالختم ( 1208هـ – 1793م)

2- الطريقة الإسماعيلية ، اسسها الشيــــخ اسماعيل بن عبدالله الملقب ( بالولي) استوفي الشروط وأخذ عن استاذه الميرغني عام ( 1231هـ / 1815م)

3- الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية ، اسسها الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني المولود عام 1902م والمتوفي في عام 1403هـ / 1983م

4- الطريقة العجيمية ، أسسها السيد محمــــد علي العجيمي، ولد عام ( 1308هـ / 1890 م)

5- طائفة المهدية ، أسسها الامام محمد أحمد المهدي المتوفي في عام 1885م.

6- الطائفة الهندية ، أسسها الشيح محمد الامين بن يوسف بن حمد الذي دخل السودان من الحجاز في منتصف القرن العاشر الهجري ، السادس عشر الميلادي .

7 فروع الطريقة القادرية بالسودان :

  • القادرية الخنجراب ، أسسها الشيخ العباس 1320 هـ – 1920م

2- القادرية المكاشفية ، انتشرت في جميع السودان  1283هـ.

3- القادرية العركية : الشيخ عبدالله العركي
4- القادرية البادراب ، الشيخ العبيد
5- القادرية الصادقاب ، الشيخ عبدالصادق
6- القادرية الكباشية ، الشيخ ابراهيم الكباشي ( 1201 هـ / 1786م)
7- الطريقة التسعينية ، أسسها الشـــيخ محمد عثمان منير بن الشيخ علي ( توفي 1377 هـ ، 1957م)
8- الركينية ، مؤسسها الشيخ محمد أحمد الركين المولود بقرية حوي النبي ( ود الركين حاليا ) عام 1305 هـ – 1887م (41) ] .

 

9- الطريقة البكتاشية في تركيا وانتشارها في مصر أيضاً :

لطريقة البكتاشية طريقة صوفية شيعية الحقيقة والمنشأ، ولكنها مع ذلك تربت وترعرعت في بلاد أهل السنة في تركية ومصر‏.‏

تنسب هذه الطريقة إلى خنكار الحاج محمد بكتاش الخراساني النيسابوري ـ المولود في نيسابور سنة 646هـ ـ 1248م وينسب خنكار هذا نفسه إلى أنه من أولاد إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ‏ ‏‏الرسالة الأحمدية ص34 ] .

 

ونشر الدين الإسلامي والجهاد

عند الصوفية

أولاً : نشر دين الإسلام :

نشر الصوفية دين الإسلام عن طريق التجارة فيقول شكيب أرسلان:

«فالقادرية – إحدى طرق الصوفية مبشري الدين الإسلامي في غربي إفريقيا من السنغال إلى بنين.. وهم ينشرون الإسلام بطريقة سلمية بالتجارة والتعليم.. فيلقنون صغار الزنج الدين الإسلامي أثناء التعليم ويرسلون النجباء من تلاميذهم على نفقة الزوايا إلى مدارس طرابلس والقيروان وجامع القرويين بفاس والجامع الأزهر بمصر.. وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع من بين البربر وتمسكوا بالسنة والجماعة»  (41)] .

وقال الدكتور عبد الرحمن بدوي : “«للصوفية وخصوصا للطرق الصوفية المنتظمة دور هائل في نشر الدعوة الإسلامية في خارج دار الإسلام» ”  (42)  ] .

ثانياً : الجانب الجهادي أو القتالي عند الصوفية.

 

[ حاولت فئة من هذه الأمة  أن تصم التصوف بالخمول والكسل، والضعف والخنوع، والتهاون عن مقارعة الغزاة وصد المعتدين.

 

ولقد أثبت واقع الحال  من خلال النصوص والأخبار والآثار التي في بطون أمهات الكتب تؤكد أن الجهاد بفرعيه : الأكبر والأصغر، أي جهاد النفس وجهاد الأعداء دارت عليه رحى التصوف. وأن هذين الجهادين ركنان أساسيان في الحياة الروحية الإسلامية، .

 

ففي القرنين الثاني والثالث الهجريين، وقد اخترنا هذه الحقبة لصفائها من الشوائب، ولأنه تم فيها وضع أسس ومرتكزات علم التصوف وقواعده. قال الإمام الجنيد (ت 297 هـ) :  “طوي بساط هذا العلم منذ خمسة عشر عاماً، وإنما نتكلم في حواشيه”  .

 

فمع بواكير القرن الثاني يطالعنا الحسن البصري- رحمه الله- (ت 110 هـ) الذي يعده الصوفية في هرم سلسلة شيوخهم وناشر علومهم. قال أبو طالب المكي: [ “كان الحسن رضي الله عنه أول من أنهج سبيل هذا العلم، وفتق الألسنة به، ونطق بمعانيه، وأظهر أنواره، وكشف قناعه.”(43) ] .

 

وذكر الحفاظ :

 

[ “لازم الحسن العلم والعمل، وكان أحد الشجعان الموصوفين في الحرب”(44) ] .

 

وعن ابن سعد أن رجلاً سأل الحسن: يا أبا سعيد هل غزوت؟! قال: نعم(45)، وقال أيضاً : “غزونا إلى خراسان ومعنا ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (46). واشتهر عن الحسن قوله: أدركت سبعين بدرياً ماكان لباسهم إلا الصوف.

 

من مأثوراته : “ماعمل عملٌ بعد الجهاد في سبيل الله، أفضل من ناشئة الليل”(47).

 

ومن أعظم من لحق بالحسن بالبصري ، واختلف إلى حلقته وتأثر بمواعظه :

 

محمد بن واسع- رحمه الله- (ت 123هـ) ، ومالك بن دينار (ت 131 هـ) . وقد رافق الأول والي خراسان قتيبة بن مسلم في فتح ماوراء النهر، وكانت عليه مدرعة صوف خشنة(48). وقد جعل قتيبة مرة يكثر السؤال عنه فأخبر أنه في ناحية من الجيش متكئاً على قوسه، رافعاً أصبعه إلى السماء، فقال قتيبة: لأصبعه تلك أحب إليَّ من مئة ألف سيف شهير (49) كان ابن واسع كثير الصمت، ومن كلامه: مارأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه (50).

 

وأما مالك بن دينار- رحمه الله- فهو يعد من كبار رجال الطريقه، وقد هجر الدنيا وانزوى عن أهلها. يروي صاحب كنوز الأولياء عنه: أنه كان في طلب الغزو سنين، فركب بعسكر الإسلام للغزو، فلما شرعوا، أخذته الحمى، حتى غدا لا يقدر القعود على الفرس، فضلاً عن أن يقاتل، فحملوه إلى الخيمة، وجعل يبكي ويقول: لو أن في بدني خيراً لمايبتلى اليوم بالحمى(51).

 

وفي الطبقة نفسها يلقانا طائفة من العارفين المجاهدين، منهم: أبو الصهباء صلة بن الأشيم -رحمه الله- من كبار التابعين العباد، وقد تزوج من العابدة معاذة، التي روت أن زوجها كان يصلي حتى يأتي فراشه زحفاً. وقال ابن حبّان في سياق كلامه عن صلة: كان يرجع إليه الجهد الجهيد، والورع الشديد، مع المواظبة على الجهاد براً وبحراً، دخل سجستان غازياً، وقتل بكابل في ولاية الحجاج بن يوسف.(52).

 

ومنهم عتبة الغلام -رحمه الله- (ت 160هـ) أحد الزهاد المشهورين البكائين. جاء في الحلية عن عتبة أنه قال: “اشتروا لي فرساً يغيظ المشركين إذا رأوه.(53) ونقل عن ابن مخلد الصوفي قال: جاءنا عتبة الغلام، فقلنا له: ماجاء بك؟، قال: جئتُ أغزو، فقلتُ: مثلك يغزو! فقال: إني رأيتُ في المنامُ أني آتي (المصيصة)(54)، فأغزو فأستشهد، قال: فمضى مع الناس فلقوا الروم، فكان أول رجل استشهد. من مأثوراته، لا عقل كمخالفة الهوى، ولا فقر كفقر القلب، ولا فضيلة كالجهاد.

 

ومنهم  عبد الواحد بن زيد -رحمه الله- (ت  177هـ) يقول: قرأ أحد أصحابنا الآية الكريمة: “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة” فتهيأنا إلى الغزو….”(55)، ويعد عبد الواحد من الشيوخ الكبار الذين تكلموا في مواجيد الصوفية وأذواقهم، وهو من طليعة  من استفاضوا في الحديث عن مقام الرضا، والحب المتبادل بين الله عز وجل وأوليائه. وقد أسند عن الحسن البصري قوله: “لكل طريقٍ مختصر، ومختصر طريق الجنة الجهاد”(56).

 

ومنهم رباح القيسي -رحمه الله- (ت 177هـ) الولي الشهير وقد ارتبطت حياته بتلامذة الحسن البصري، ونال شرف الشهادة وهو يخوض بفرسه غمار إحدى المعارك ضد أعداء الدولة الإسلامية.(57).

 

من كلامه: من المستحيل أن تنظر قلوب محبي الدنيا إلى نور الحكمة.

 

ومنهم إبراهيم بن أدهم -رحمه الله- (ت 161هـ) الذي يعد إمام المتصوفين الروحانيين، كان أبوه ملكاً، لكن الابن تزهد اختياراً، وساح في البلاد، وجعل الثغور الإسلامية له مقاماً، يذكره ابن عساكر أنه كان فارساً شجاعاً، ومقاتلاً باسلاً، رابط في الثغور، وخاض المعارك على البيزنطيين(58)، وقال ابن حبان: إبراهيم بن أدهم مولده ببلخ، ثم خرج إلى الشام طلباً للحلال المحض، فأقام بها غازياً ومرابطاً إلى أن مات، واختلف في وفاته، والأصح ماذكره ابن كثير وياقوت أنه مات وهو قابض على قوسه يريد الرمي به إلى العدو”(59).

 

ومنهم شقيق البلخي – رحمه الله- (ت 194هـ) صحب إبراهيم بن أدهم وأخذ عنه الطريق. قال حاتم الأصم: كنا مع شقيق نحارب التُرك، في يوم لا تُرى إلا رؤوس تطير، ورماح تُقصف، وسيوف تُقطع فقال لي: كيف ترى نفسك ياحاتم في هذا اليوم؟! تراه مثل ماكنت في الليلة التي زُفّت إليك امرأتك؟؟ قال: لا والله. قال: لكني والله، أرى نفسي في هذا اليوم مثل ماكنتُ تلك الليلة. واستشهد شقيق في غزاة كوملان(60) فيما وراء النهر.

 

وحكاية أخرى عن شقيق البلخي نرويها هنا للفائدة، قال: خرجنا في غزاة لنا في ليلة مخوفة، فإذا رجل نائم، فأيقظناه، فقلنا: تنام في مثل هذا المكان؟! فرفع رأسه وقال: إني لأستحي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئاً دونه.

 

ومنهم علي  بن بكّار -رحمه الله- (ت199هـ)، سكن ثغر المصيصة مرابطاً إلى أن مات بها. وصفه صاحب الحلية بـ “المرابط الصبّار، والمجاهد الكرّار، كان يصلي الغداة بوضوء العتمة”.

 

قال ابن الجوزي: بلغنا عن علي بن بكار أنه طعن في بعض مغازيه، فخرجت أمعاؤه، فردها إلى بطنه، وشدها بالعمامة، إلى أن قتل ثلاثة عشر علجاً”(61).

 

ومنهم عبد الله بن المبارك -رحمه الله- (ت 181هـ) قال عنه صاحب تاريخ بغداد: “كان من الربانيين في العلم، ومن المذكورين بالزهد.. خرج من بغداد يريد [ثغر”> المصيصة، فصحبه الصوفية…(62). والقصة طويلة وطريفة، وتحتاج إلى مكان أرحب. وابن المبارك أول من صنف بالجهاد ومع ذلك كان يفسر قوله تعالى:”وجاهدوا بالله حق جهاده”، هو مجاهدة النفس والهوى. وقد صدِّرت تراجم الصوفية باسمه.

 

وكانت وفاته في بلدة “هيت” بالعراق عند انصرافه من الغزو.(63).

 

ومنهم أبو سعيد الشهيد -رحمه الله- ووصف بأنه صاحب بأس شديد، وقد حمل في إحدى الغزوات، وقتل نفراً من الأعداء قبل أن يستشهد. وقدأنشد قبل موته:

 

أحسن بمولاك سعيد ظنّا *** هذا الذي كنت تمنَّى

 

تنحِ ياحور الجنان عنّا *** مالك قاتلنا ولا قتلنا

 

لكن إلى سيدكن اشتقنا *** قد علم السر وما أعلنا(64).

 

ومنهم أبو اسحاق الفزاري -رحمه الله- (ت 183هـ)، وقد أطلق عليه ابن كثير: “إمام أهل الشام في المغازي”(65)، وترجم له صاحب الحلية: “تارك القصور والجواري، ونازل الثغور والبراري”. قيل عنه: إنه كان إذا قرأ القرآن بكى وأبكى.

 

ومنهم أبو العباس السمّاك -رحمه الله- وكان يرتاد الثغور مع أقرانه (66)، وله مواقف في الدفاع عن أرض الإسلام، وفي وعظ الخليفة هارون الرشيد. ومن وعظه له: اتق الله، فإنك رجل مسؤول عن هذه الأمة، فاعدل في الرعية، وانفر في السرية.

 

ويفرد لنا الجوزي فصلاً خاصاً في كتابه (صفة الصفوة) للزهاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني، نذكر منهم الشهيد ابن أبي اسحق السبيعي، وحارس ثغر المصيصة محمد بن يوسف الأصبهاني، وحارس ثغر طرسوس أبا معاوية الأسود، والغازي أبا يوسف الغسولي، والفتى المرابط يوسف ابن اسباط (67). (ت 199هـ) رحمهم الله جميعاً.

 

ونطوي أسماء وأسماء من رهبان الليل وفرسان النهار من أهل القرن الثاني، ليستوقفنا القرن الثالث ومايحوي من إشارات واضحة لمئات من المتطوعين الصوفيين، خرجوا من ديارهم، ووقفوا حياتهم على جهاد الروم، ودرء خطرهم عن البلاد الإسلامية، وكان مشايخهم يرافقونهم للموعظة والإرشاد، وبث الحماسة الدينية، “فكان لذلك أبعد الأثر في الصمود والنصر في كثير من المواقع”(68).

 

فمما يستفاد من رواية لابن العديم أنه في هذا العصر، تجمع الصوفية من كل صوب في ثغور الشام، إذ وفدوا إليها للجهاد في سبيل الله. ومنهم: أبو القاسم الأبار، وأبو القاسم القحطبي، وأبو القاسم الملطي، رحمهم الله.(69).

 

ومن مشاهيرهم حاتم الأصم رحمه الله (ت 237 هـ) كان يقال له لقمان هذه الأمة. ومما حدث  به حاتم عن نفسه، قال: لقينا الترك، ورماني أحدهم بوهق (حبل) فأقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد على صدري، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة، وأخرج من خفه سكيناً ليذبحني بها، فرماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه، فسقط عني، فأخذت السكين من يديه فذبحته(70)، وتوفي حاتم وهو مرابط على جبل فوق واشَجرْد.(55).

 

ومنهم عسكر بن حصين أبو تراب النخشبي -رحمه الله- (ت 245هـ) من كبار مشايخ القوم المذكورين بالعلم والفتوة والتوكل، وعن جهاده يخبرنا ابن عساكر أن موطن أبي تراب الأصلي خراسان، إلا أنه خرج منها يريد عبدان والثغر(71). من كلامه: العارف لا يكدره شيء ويصفو به كل شيء.

 

* ومنهم السري السقطي -رحمه الله- (ت 253 هـ) الذي ينتمي إليه أكثر مشايخ الصوفية، حكى عنه المؤرخون بعض المجاهدات مارسها أثناء نزوله في أرض الروم(72)، ويتجلى رأيه في الجهاد حين فسر لأهل الثغر الآية الكريمة: “اصبروا وصابروا ورابطوا” فقال: صابروا عند القتال بالثبات والاستقامة.

 

قال الحسن البزار: سألت أحمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فأثنى عليه (73). من كلامه من صفات الصوفي أن لا يتكلم بباطن علم، ينقضه عليه ظاهر الكتاب والسنة.

 

ومنهم أبو سليمان الداراني -رحمه الله- (ت 205هـ) العارف المشهور، وهو ممن كان يرتاد الثغور (74). وتلميذه أحمد بن أبي الحواري رحمه الله، ريحانة الشام كما كان يسميه الجنيد. وقد شوهد مرابطاً في ثغر انطرسوس يجاهد في سبيل الله(75). وتقدم قوله: في الغزو والرباط نعم المستراح.

 

ومنهم أبو يزيد البسطامي -رحمه الله- (ت 261 هـ) الملقب سلطان العارفين. كان خلال وجوده في الثغر يحرس طوال الليل ويذكر الله، ومن أقواله: لم أزل منذ أربعين سنة، ما استندت إلى حائط، إلاحائط مسجد أو رباط، ويقول أيضاً: أقامني الحق مع المجاهدين، أضرب بالسيف في وجه أعدائه(76).

 

ومنهم محمد  أبو حمزة الصوفي-رحمه الله- (ت  269هـ) جالس أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث، وكان له مهر قد رباه، وكان يحب الغزو عليه.(77).

 

قال الجنيد: حبب إلي أبو حمزة الغزو، وكان يأتي بلاد الروم، والناس بالسلاح وعليه جبة صوف(78). ويقال إنه أول من أظهر الكلام في المحبة والشوق وجمع الهمة وصفاء الفكر.

 

ومنهم اسماعيل أبو إبراهيم الصوفي رحمه الله قال عنه الخطيب في تاريخه: “…. كان مذكوراً بالخير والفضل وكثرة الغزو والحج”(79).

 

ومنهم أحمد عاصم الأنطاكي رحمه الله، وهو من أقران الحارث المحاسبي المتوفى سنة (243هـ) وهو من متقدمي مشايخ الثغور.(80).

 

ومن أكابرهم أستاذ القوم أبو القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله (ت 298هـ) وقد أجمع العلماء قاطبة على فضله وإمامته حتى عده ابن الأثير :”عالم الدنيا في زمانه” وقال ابن تيمية  فيه: “الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة، إمام هدى”، إلى أن  قال: ” ومن خالفه فمن أهل الضلال.(81) وعن جهاده في سبيل الله يقول الجنيد: “وخرجت يوماً في بعض الغزوات،وكان قد أرسل إلي أمير الجيش شيئاً من النفقة، فكرهت ذلك، ففرقته على محاويج الغزاة”(82). من مأثوراته التي قطع فيها الطريق على المنحرفين والمتشبهين بهذه الطائفة قوله: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.

 

وإذا كان أئمة من العارفين ترددوا إلىالثغور لنيل نصيب من شرف الجهاد، فإن هناك جماعات منهم استوطنت المدن الثغرية “وكان لها دور هام في حياتها المدنية والجهادية، وعرفوا بالشيوخ المسجدية، كانوا يصلون نافلة نهارهم أجمع، لا يشغلهم عن ذلك إلا النداء بالنفير، أو الغزو، أوتشييع جنازة من يموت من الصالحين، أو عيادة مريض من المجاهدين.(83).

 

منهم أبو عبد الله النباجي -رحمه الله- (ت 225 هـ تقريباً) كان إمامهم في الصلاة في ثغرطرسوس، سئل مرة: لماذا لم تخفف الصلاة وقد أعلن النفير؟!  قال: ماحسبت أن أحداً يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب الله عز وجل(84).

 

ومنهم أبو العباس الطبري رحمه الله، وفي قصة موته: أنه كان يعظ المجاهدين في طرسوس، فأدركته مما كان يصف من جلال الله وملكوته وجبروته، فخر مغشياً عليه من الموت.(85).

 

ومنهم زهير المروزي -رحمه الله- (ت 258هـ) وقد رابط أواخر عمره في ثغر طرسوس إلى أن مات، يروي عن البغوي قوله المشهور: مارأيت بعد أحمد بن حنبل أزهد من زهير، سمعته يقول: أشتهي لحماً ولا آكله حتى أدخل الروم، فآكله من مغانم الروم(86).

 

ويبدو أن بعض الصوفية ركب البحر غازياً، ويكفي أن نذكر منهم:

 

علي الرازي المذبوح رحمه الله، وهو أستاذ أبي تراب النخشبي (87) وهناك فريق من العارفين المجاهدين لم يذكر لنا المؤرخون أسماءهم، وإنما نقلوا إلينا طرفاً من أخبارهم في الزهد والجهاد. مثل على ذلك ماروى ابن عساكر عن أبي القاسم الجوعي (ت 248 هـ) قال : رأيتُ في الطواف رجلاً لا يزيد في دعائه: إلهي قضيتُ حوائج الكل ولم تقضِ حاجتي فقلت ماحاجتك؟! قال : أحدثك: اعلم أنا كنا سبعة أنفس، خرجنا إلى الغزاة، فأسرنا الروم، ومضوا بنا لنقتل، فرأيت سبعة أبواب فتحت في السماء، وعلى كل باب جارية حسناء من الحور العين، فضربت أعناق ستة منا، فاستوهبني بعض رجالهم، فقالت الجارية : أي شيء فاتك يا محروم، وأغلق الباب، فأنا يا أخي متحسر على ما فاتني.(88).

 

وروى أبو القاسم القشيري (ت 465هـ) أن فارساً صوفياً استطاع في بعض الغزاة قتل أحد شجعان عسكر الروم، بعدما قتل هذا الرومي ثلاثة من الفرسان المسلمين.(89).

 

ومن مبادئ الصوفية في الجهاد، كما لخصها لنا الإمام الشعراني رحمه الله (ت 937هـ). [ ”  أخذ علينا العهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلنا ثغراً من ثغور المجاهدين أن ننوي المرابطة مدة إقامتنا ولو لم يكن هناك عدو، لاحتمال أن يحدث عدو .

 

– أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسأل ربنا أن نموت شهداء في سبيل الله، لا على فراشنا، فإن لم يحصل لنا مباشرة ذلك، حصل لنا النية الصالحة وحصل الأجر كاملاً.

 

– أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقسم لنا جهاد، ألا ننفر من الأمور التي تلحقنا بالشهداء في الثواب الأخروي.(90).

 

 

ويشير الشيخ ابن عربي بعد ذلك بقرون في وصاياه قائلاً: “… وعليك بالجهاد الأكبر، وهو جهاد هواك، فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد، خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي أن قتلت فيه كنت من الشهداء الذين عند ربهم يرزقون…” (91). ]

 

وكيف يغيب عن بال الصوفية الآيات الكثيرة والأحاديث الشهيرة التي تبين فضل الرباط والجهاد، وهم خواص أهل السنة، كما يقرر الإمام القشيري في رسالته، وإن خلت مصنفاتهم من الإشارة إلى موضوع الجهاد الحربي إلا ما ندر، كقول أبي طالب المكي (ت 386 هـ): [ “…. ولذلك صار الجهاد أفضل لأنه حقيقة الزهد في الدنيا”(92) ] .

 

وقريب من ذلك ما جاء في كتاب الإحياء للإمام الغزالي:

 

[ “… إن المنافقين كرهوا القتال، خوفاً من الموت، أما الزاهدون المحبون لله تعالى، فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص”(93) ]   وفي موطن آخر يقول حجة الإسلام : [ “ولقد عظم الخوف من أمر الخاتمة فأسلم الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة” (94) ] .

 

أما ابن عربي وهو شيخ الصوفية الأكبر فيقول في الفتوحات، متحدثاً عن أصناف الأولياء:[  “… ومنهم السائحون، وهم المجاهدون في سبيل الله، لأن المفاوز المهلكة البعيدة عن العمران، لا يكون فيها ذاكر الله من البشر، لزم بعض العارفين السياحة صدقةً منهم على البيداء التي لا يطرقها إلا أمثالهم، والجهاد في أرض الكفر التي لا يوحّد الله تعالى فيها، فكان السياحة بالجهاد، أفضل من السياحة بغير الجهاد…”(95) ] .

 

والملاحظ أنه عندما ظهر التصوف رافقته مجموعة من الفضائل المستمدة من الفتوة، وفي مقدمتها: الشجاعة والتضحية. يقول العارف سهل التستري (ت 273هـ): [ “أصل هذا الأمر الصدق والسخاء والشجاعة”(96)] . ويذكر غيره: [  “الأساس الأول للصوفي هو تقوية الصلة بالله، والشجاعة بالقتال للجهاد.(97) ] .

 

وقد جاء رجل إلى رويم البغدادي أحد كبار العارفين (ت 303 هـ)، وقال له: ] “أوصني، فقال: أقل مافي هذا الأمر بذل الروح، وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية. وعلق على ذلك الشيخ الهجويري (ت 465 هـ) في كشف المحجوب شارحاً: “أعني كل شيء غير هذا هو ترهات، وقد قال تعالى:” ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء….”(98) ] .

 

ولا نريد الإسهاب في هذه التوطئة أكثر من ذلك، وخلاصة  القول:

 

[ إن العباد والزهاد ومن بعدهم الصوفية، استنوا لأنفسهم سنة “المرابطة”(99)] . فشدوا الرحال إلى ميادين القتال، لوعظ المجاهدين، وتقوية عزائمهم، والمجاهدة معهم. يقول يحيى بن معاذ الرازي (ت 258هـ) مشيراً إلى أن من شروط الصوفية السياحة للجهاد:

 

[ ومن الدلائل أن تراه مسافراً  *** نحو الجهاد وكل فعلٍ فاضل (100) ] .

 

يقول  الدكتور عبد الرحمن بدوي : ” « دور الصوفية في الجهاد، المرابطة في الثغور الإسلامية لحمايتها ضد المعتدين على حدود دار الإسلام، والتصوف الإسلامي نشأ وتطور واستمر إلى عهد قريب مجاهدا أو مرابطا ، والرباطات وهي قلاع حربية حصينة، كانت في أصلها وتطورها لخانقاوات الصوفية المرابطين فيها للجهاد ضد أعداء المسلمين» (101) ]

وما جهاد المسلمين في الهند للاستعمار البريطاني منا ببعيد، وذلك بقيادة سيد الطائفة الصوفية الحاج امداد الله وخلفائه الإمام النانوتوي والإمام الكنكوهي والحافظ ضامن الشهيد وغيرهم رحمهم الله وألحقنا بهم معافين. وجهاد الصوفية المشرف في آسيا ضد الروس القياصرة والبلاشفة من بعدهم لا يخفى على من طالع كتب التاريخ.

يقول الأستاذ الدكتور محمد علي البار : «” يجهل أكثر المثقفين الأدوار البطولية العظيمة التي قام بها علماء الإسلام ومشايخ الطرق الصوفية في نشر الإسلام في المناطق الشاسعة التي دخلت في الإسلام على امتداد القرون، في ما يعرف اليوم بالاتحاد السوفياتي… وعندما توقف المد العسكري في القرن الرابع الهجري، وتوقفت الفتوحات عند حدود الصين والتركستان الشرقية، قام العلماء ومشايخ الطرق الصوفية ومريدوهم من التجار بنشر الإسلام في الأصقاع الواسعة…»(102) ]

وقال أيضا: «وقد انتشرت بينهم – التركمان – الطرق الصوفية التي كان لها دور كبير في إسلامهم ثم في تعميق الاسلام فيهم وإبقاء جذوته مشتعلة في قلوبهم، والتي يوجهها ويقودها السادة من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم» (103) ]

وقال أيضا عن الطريقة النقشبندية:  والجهاد في سبيل الله  : ” «تتمتع بشعبية واسعة في جميع الاتحاد السوفياتي.. ومركزها الرئيس في بخارى، وقد قاد رجال هذه الطريقة الجهاد ضد الغازين البوذيين الأوبروت في القرنين السابع والثامن عشر الميلادي في قرغيزيا ، ما جعل لهذه الطريقة شعبية كبيرة بين القرغيز تشبه الى حد كبير إكبار الناس لهذه الطريقة في القوقاس، حيث أخرجت الإمام الملا محمد والإمام مجد  شامل وحركة المريدين التي قاومت الغزو الروسي للداغستان والقوقاز لأكثر من 137 عاما ، والذي كان من آخر أبطالها الإمام نجم الدين غوستو الذي أعلن استقلال الداغستان سنة 1337 هـ 1918 م» ” (104) ]

ومع الاعتراف بأن الذي ساعد على توافد الصوفية وسياحتهم في العواصم والثغور بهذه الأعداد الوفيرة، هو الفرار من مشاهد الفتن، وتطاحن الأحزاب التي برزت إبان العصرين الأموي والعباسي، وغرق كثير من الناس في ملذات الدنيا وشهواتها، فوجد هؤلاء في هجرتهم إلى تلك الأماكن آفاقاً رحبة لجهادهم، ورضى نفوسهم وراحتها. يقول أحمد بن أبي الحواري (ت 230 هـ): [ “في الرباط والغزو نعم المستراح إذا مل العبد من العبادة، استراح إلى غير معصية”(105) ] .

وعن الجهاد الصوفي في أفريقيا وخير مثال هنا:

المجاهد الداعية التيجاني عمر الفوتي وأثره في انتشار الإسلام في أفريقيا :

ولد رحمه الله سنة 1212 هـ 1796 م في إقليم فوتا تورو في السنغال

شيوخه :

أخذ رحمه الله عن الشيخ عبد الكريم بن أحمد ، من علماء فوتا جالو ، وأخذ عن العالم الرباني الزاهد سيدي مولود فال الشنقيطي ، ثم أخذ في بلاد الحجاز عن سيدي محمد الغالي .

مؤلفاته :

ألف الحاج عمر الفوتي العديد من الكتب منها :
–  النصح المبين
– المقاصد السنية
– تذكرة الغافلين
– فلاح الطالبين
– تذكرة المترشدين
/ كتاب : رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم ” .
ب/ “سيوف السعيد ” .
ج/ كتاب ” سفينة السعادة ” . (106)

إلتقاء الجهاد الصوفي و الشيعي

المقاوم

 

لاشك أنه قد وقع غبن كبير ممن يدعون السنة على الصوفية والشيعة على السواء لما انبرت أقلام كثيرة منهم  تكفيرهما وتبديعهما وتفسيقهما بفعال جهلاء فيهما لا يعملون بالشرع كحال أي دين أو مذهب . ولكن ظهور مجاهدين من الصوفية على طول التاريخ ومقاومة الشيعة للمشروع الأمريكي منذ أوائل القرن الماضي وثورة الطباطبائي على الشاه لما قرر تقليد أتاتورك ويمنع الحجاب في إيران فقال ” لامانع عندي من قتل عشرة آلاف مسلم في سبيل منع هذا الأمر ” ومضت الحوزة العلمية من حينها وكل المذهب الشيعي في قتال مع أذناب الإستعمار داخل إيران ثم الحرب بعد ذلك مع أذناب أخرى وإلى الآن تتوعد إسرائيل ضربها وتدمير مفاعلاتها النووية وهذا الجهاد الشيعي واكبه جهاد صوفي بمنطقة القوقاز من أتباع الطريقة النقشبندية

يبعث على التلاقي بينها وفق مشروع الدعوة الفاطمية التي تبناها الأخ القائد القذافي في شمال أفريقيا وفي ذلك إفادة خاصة لأشراف وسادات أهل بيت النبي (ع) والهاشميين  والمسلمين عامة

 

الدعوة الفاطمية بين الصوفية والشيعة

 

استعانة الفاطميين بعلماء السنة في بناء الحضارة دون التفتيش عن مذهبهم أو معتقدهم من قصة استقدام ابن الهيثم إلى مصر :

جاء في كتاب (أخبار الحكماء) للقفطي على لسان ابن الهيثم : لو كنت بمصر لعملت بنيلها عملاً يحصل النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقصان . فوصل قوله هذا إلى الحاكم بأمر الله الفاطمي، فأرسل إليه بعض الأموال سرًا، وطلب منه الحضور إلى مصر. وأمده بما يريد للقيام بهذا المشروع ، ولكن ابن الهيثم بعد أن حدد مكان إقامة وباشر دراسة النهر على طول مجراه، ولما وصل إلى قرب أسوان وجد مياه النيل تنحدر منه من كافة جوانبه، أدرك أنه كان واهمًا متسرعًا في ما ادعى المقدرة عليه وهو بناء سد يحجز ماء الفيضان، وأنه عاجز على البرّ بوعده بإمكانات عصره، فاعتذر للحاكم بأمر الله.حينئذ عاد إلى الحاكم بأمر بالله معتذراً، فقبل عذره وولاه أحد المناصب.

غير أن ابن الهيثم خاف غضب الحاكم عليه، فخشي أن يكيد له، وتظاهر بالجنون، وظل على التظاهر به حتى وفاة الحاكم الفاطمي.وبعد وفاته عاد عن التظاهر بالجنون، وسكن قبة على باب الجامع الأزهر، ومن مهنة نسخ بعض الكتب العالمية موردًا لرزقه، هذا بخلاف التأليف والترجمة؛ حيث كان متمكنًا من عدة لغات، وتفرغ في سائر وقته للتأليف والتجربة، وذلك حتى وفاته في عام 1039 م، وقد وصل ما كتبه إلى 237 مخطوطة ورسالة في مختلف فروع العلم والمعرفة، وقد اختفى جزء كبير من هذه .

 

هنا يتبين لنا من خلال مناطق تمركز وانتشار الطرق الصوفية بشمال أفريقيا لهو خير دليل على أن هذه الطرق بقايا التشيع بعد إبادة الدولة الفاطمية بأهلها فانبثق فكر يجمع بين الفكر الفاطمي والتصوف في اعتدالية تمكنها من أداء أكبر دور لها في التاريخ لإبراز صورة الإسلام السمحة من جهة وتقديمها لأهل بيت نبيها من جهة أخرى وفي ذلك يكون الفلاح والنجاح لالتقائهم هنا في هذا الموضع من إخواننا الشيعة أيضاً ومن ثم تكون وحدة أمة محمد صلى الله عليه وآله .,

ويلتقي المنهج الأخلاقي لأهل البيت (ع) مع الدعوة الصوفية لتزكية النفس من حيث  اجتماع كل الصوفية على :

  • تربية النفس وتزكيتها
  • حب أهل بيت النبي (ع)
  • شغل النفس بأذكار الإمام أو كتاب الدعاء الذي كتبه لهم شيخ الطريقة

وهنا تبرز الوحدة العقائدية بينهما على أصول الدين من حيث الولاية لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وأهل بيته (ع) ولا خلاف بينهما إلا على كتيبات الأذكار التي يرددونها فيغلب على الشيعة رثاء أهل بيت النبي لمشاهدتهم ذبح أهل البيت(ع) والعكس عند الصوفية الذين شغلوا أنفسهم بكراماتهم وفضائلهم ومدحهم لعدم تعرضهم لمذابح دموية كالتي وقع فيها الشيعة وهنا قد لا تفرق بين الشيعي والصوفي إلا في خوض الصوفية في الغيبيات التي يحدثون بها ويمكن أن يفتنوا بها عامة الناس . ووحدة العقيدة بين الصوفية والشيعة تقريباً تجعلهم قوة كبيرة في وجه أي معتدي يعتدي على هذه الأمة إن انتبهوا لهذا الدور وذادت نسبة ثقافتهم بالحياة العامة وماتوا جهه الأمة من أخطار ولعل أول الطرق الصوفية التي انتبهت لذلك هى الطريقة العزمية لسعة علم إمامهم  وقائدهم  السيد علاء أبو العزائم حفظه الله .

وأما غيرهم ممن زعم أنه أهل سنة فقد تفرقت عقائدهم بالفعل ولم يتفقوا على شيء فإن  جلس سلفياً وأزهرياً وإخوانياً وجهادياً وتكفيرياً ووهابياً ومقلداً لأحد الأئمة الأربعة ستجدهم جميعاً تشاجروا وكفر بعضهم بعضاً لاختلافهم الجوهري في العقيدة وهذا ليس موجوداً في كتب الشيعة التي تتولى أهل بيت النبي ولا الصوفية المحبة الموالية لهم وتعتبرهم الأئمة والقادة الدينيين والأخلاقيين لهم وهذه الأخلاق تجلت فيما تجلت عند أهل بيت النبي فظهرت الرحمة منهم بالأمة أكثر من غيرهم ولقد كان الرجل يقوم بالانقلاب فيعفوا عنه الفاطميين فيقوم مرة أخرى عليهم وكم تمكنوا من قبيلة بني هلال بعدما تحالفوا مع القرامطة فعفوا عنهم ونفس الموقف اتخذوه مع بني حمدان فبعد أن حاربوا الفاطميين في مرحلة تالية  هربوا إلى مصر من العباسيين فلم يصفوا معهم الحسابات ويتخلصوا منهم بل العكس قاموا عليهم بالثورات ولعل رحمتهم  ودماثة أخلاقهم كانت أحد أسباب زوال دولتهم  وهذه الأخلاق الفاطمية التي دعا إليها القائد الأخ القذافي لهى من أهم الأسباب التي سيستفيد ممها كل شريف من أشراف البيت النبوى سواء كان طالياً  أو هاشمياً  وهؤلاء ليسوا بالقليلين فالدعوة سيستفيد منها .

الهوامش

  • الرابط :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A9 .

  • سير أعلام النبلاء: للذهبي: (مؤسسة الرسالة ، بيروت 1986) ج 15- ص 410] .

3-  كتاب التفكير فريضة إسلامية

4- من كتاب قواعد التصوف القاعدة 35)

5- من كتاب تأييد الحقيقة العلية ص/57).

6- من كتاب «المسلمون في الهند» للشيخ الندوي) .

7- من كتاب روائع إقبال للشيخ الندوي

8-  من كتاب العلامة المجاهد الشيخ محمد الحامد لعبد الحميد طهماز .

9- من كتاب التفكير فريضة إسلامية).

 

10-  الرابط :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A9#.D8.A3.D8.B5.D9.84_.D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.B3.D9.85.D9.8A.D8.A9

11- الرابط :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%B4%D8%A8%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9

12-  الرابط :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1%D9%8A%D8%A9

& موقع الشيخ صالح الجعفري www.algaafary.com ] .

13-  مراجع :

عبد الوهاب السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، نشر هجر للطباعة والنشر، القاهرة، 1992م.

الذهبي، سير أعلام النبلاء، مؤسسة الرسالة، 1990م.

ابن خلكان، وفيات الأعيان، دار الثقافة، بيروت.

عامر النجار، الطرق الصوفية في مصر، دار المعارف القاهرة

14- الرابط :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8% B1%D9%8A%D8%A9

15- الرابط :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B0%D9%84%D9%8A%D8%A9

المراجع و المصادر :

http://www.yashruti.blogspot.com/

16- المصدر :  إيقاع التصوف في إفريقيا – الكاتب  الدكتور عبد الحميد محمد أحمد

الرابط :

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216208276206&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout ] .

17-  الرابط :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%A9 .

18-  من كتاب معبد النعم ص/119.
19- من كتاب المقاصد النووية).

20- الروضة 5/321) .

21-  من كتاب الموفي بمعرفة التصوف والصوفي للكمال الأدوفي ص/50( .

22-  من كتاب الفرق بين الفرق  للإمام عبد القاهر البغدادي .

23- من كتاب المنقذ من الضلال(

24-   الرسالة القشيرية
25-  التبصير في الدين

26- من كتاب تأتي الحقيقة العلية( .

27-  من كتاب اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص/72)

28-  الحافظ المنذري في كتابه التكملة لوفيات النقلة 2/404.

29-   الحافظ المنذري في كتابه التكملة لوفيات النقلة 2 /405

30- طبقات الحافظ ابن الصلاح 1/232

31- من طبقات ابن الصلاح).

32 – طبقات ابن الصلاح)1/352.

33-  الأنساب للسمعاني

34-  الرابط :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9

http://www.tidjaniainmadhi.com &

35-  الرابط :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A9#.D8.A3.D8.B5.D9.84_.D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.B3.D9.85.D9.8A.D8.A9

36-  إيقاع التصوف في إفريقيا الدكتور عبد الحميد محمد أحمد .

الكاتب : الدكتور عبد الحميد محمد أحمد .

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216208276206&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout ] .

37- الرابط :

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216208276206&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout ] .

38- الرابط :

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1195032653439&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout ] .

39-  الرابط :

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A9#.D8.A3.D8.B5.D9.84_.D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.B3.D9.85.D9.8A.D8.A9

المراجع والمصادر :

احياء علوم الدين ، تأليف أبو حامد الغزالي

الغنية الطالبين تأليف الشيخ عبد القادر الجيلاني.

مكتوبات الربانية لمجدد الف الثانية أحمد السرهندي

عوارف المعارف للشيخ السهروردي

تاريخ الصوفية : تأليف عبد القادر عيسى

هكذا ظهر جيل صلاح الدين : د. ماجد عرسان الكيلاني .

( بنية العقل العربي ، العقل الأخلاقي العربي ) من مشروع نقد العقل العربي : د. محمد عابد الجابري  .

40-  إيقاع التصوف في إفريقيا الدكتور عبد الحميد محمد أحمد

الكاتب : الدكتور عبد الحميد محمد أحمد

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216208276206&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout

المرجع : موسوعة أهل الذكر بالسودان ، المجلد الأول ] .

41-  من كتاب حاضر العالم الإسلامي)

42- تاريخ التصوف الإسلامي ص/25).

هوامش : الجهاد الصوفي  :

 

المصادر والمراجع والهوامش :

 

 

43- الوصايا: لابن عربي . (مؤسسة الأعلمي، بيروت د.ت) ص 37 وما بعدها.

 

44- قوت القلوب : لأبي طالب المكي. (ط الميمنية، مصر 1310 هـ) ج1 ص 64.

 

45- احياء علوم الدين: للغزالي. (دار الفكر، دمشق 1994) ج4، ص 242.

 

46- المصدر السابق ج1 ص 359.

 

47- الفتوحات المكية: لابن عربي. (دار صادر، بيروت د.ت) ج2  ص 33.

 

48- أحياء علوم الدين ج4 ص 409.

 

49- الفتوة في الإسلام وصلة الفتوة بالتصوف: لإبراهيم الجمل. (نهضة مصر 1992)، ص 26.

 

50- كشف المحجوب : للهجويري. (القاهرة 1976) ص 232.

 

51- نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام: لعلي سامي النشار. (دار المعارف، مصر 1978)؛ ص 44، ص 322. والمرابطة كما ذكر المقريزي في خططه: “ملازمة ثغر العدو، وقيل لكل ثغر يدفع أهله عمن وراءهم رباط، فالمجاهد المرابط يدفع عمن وراءه، والمقيم في الرباط على طاعة الله يدفع بدعائه البلاء عن البلاد والعباد”.

 

52- إحياء علوم الدين ج4- ص 357.

 

53- طبقات الصوفية: لأبي عبد الرحمن السلمي. (دار الكتاب النفيس، حلب 1986)، ص 101.

 

54- قوت القلوب ج1، ص 150.

 

55- تذكرة الحفاظ : للذهبي ج1 ص 71. تهذيب التهذيب: للعسقلاني ج1، ص 483.

 

56- الطبقات الكبرى: لابن سعد. (دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت) ج3 ص 175.

 

57- تهذيب الأسماء واللقاب؛ للنووي. (بيروت . د.ت) ج1- ص 162.

 

58- الزهد : للإمام أحمد بن حنبل. (دار الدعوة ، الإسكندرية 1987)، ص 348.

 

59- العقد الفريد: لابن عبد ربه ج6 ص 225. الإحياء: ج4، ص 249.

 

مشاهير علماء الأمصار: لابن حبان. (القاهرة 1959)، ص 151.

 

60- البيان والتبيين : للجاحظ : (القاهرة 1948) ج1، ص 273.

 

61- التعرف لمذهب أهل التصوف : للكلاباذي. (بيروت 1993). ص 115.

 

ويعلق الهجويري على هذه العبارة: إن المرء عندما تغلبه المحبة للذات الإلهية، يصل إلى مرحلة لا يرى فيها الصنع وإنما يرى الصانع. وقال الشيخ ابن عربي في الفتوحات (ج4 ص 379): وما قال بالاتحاد- إلا أهل الإلحاد، ومن قال بالحلول فهو معلول بلا دواء له.

 

62- كنوز الأولياء: للزيلي الحنفي. (مخطوط بمكتبة الأسد، رقم 2927)، الورقة 60 أ. وانظر أيضاً عن جهاد عبد الواحد: حلية الأولياء ج6 ص 162. وجهاد مع أعداء الإسلام في غزو الإسلام).

 

63- مشاهير علماء الأمصار  ص 185.

 

64- حلية الأولياء: لأبي نعيم. (بيروت 1985) ج6 ص 227-228.

 

65- المصيصة، قال ياقوت في معجم البلدان: مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام، رابط بها الصالحون قديماً.

 

66- روض الرياحين في حكايات الصالحين: لليافعين: (مط الإبراهيمية، مصر د.ت)، ص 36.

 

67- حلية الأولياء ج6 ص 157.

 

68- المصدر السابق ج6 ص 194.

 

69- انظر: تهذيب تاريخ دمشق: لبدران. (بيروت 1979) ج2، ص 179. وانظر مقال : إبراهيم بن أدهم، مجلة التراث العربي، (العددان 11 و 12 لعام 1983).

 

70- البداية والنهاية: لابن كثير (بيروت 1966) ج10 ص 145. معجم البلدان مادة “سوقين”.

 

71- سير أعلام النبلاء ج6 ص 313. تهذيب ابن عساكر ج6 ص 335.

 

72- صفة الصفوة: لابن الجوزي. (طبعات متعددة). والعلج: هو الرجل القوي الضخم من كفار العجم= لسان العرب.

 

73- تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي (دار الكتب العلمية، بيروت د.ت) ج10 ص 157.

 

74- الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية: للمناوي. (مصر 1937). ج1 ص 176.

 

75- حلية الأولياء ج10، ص 165.

 

76-البداية والنهاية ج10 ص 200.

 

77- حلية الأولياء ج8 ص 207.

 

78-  صفة الصفوة ج4، ص 255. وفي مواضع متفرقة. وطرسوس: في مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم.

 

79-  انظر مقال (المطوعة ودورهم في حراسة ديار العروبة والإسلام). مجلة العربي “الكويتية” العدد 287، ت1، 1982.

 

80- انظر بغية الطلب في تاريخ حلب: لابن العديم. (دمشق 1988) ج10، ص 4591. وانظر: الحياة السياسية في بلاد الشام: لأمينة بيطار. (دمشق 1980) ص 380.

 

81- الأعلام للزركلي. (بيروت 1989). ج2، ص 152.

 

82- شذرات الذهب: لابن العماد الحنبلي. وفيات 237 هـ. ومن أقوال حاتم: الجهاد ثلاثة: جهادك في سرك مع الشيطان حتى تكسره، وجهادك في العلانية في أداء الفرائض، وجهادك مع أعداء الإسلام في غزو الإسلام).

 

83- تاريخ دمشق: لابن عساكر. (ط مجمع اللغة العربية، دمشق 1997)، المجلد 47، ص 358.

 

84- انظر: تاريخ بغداد ج9، ص 188.

 

85- صفة الصفوة ج2، ص 378.

 

86- البداية والنهاية، وفيات 205 هـ.

 

87- الزاهد العنسي أبو سلمان الداراني: الرياض شحادة.(دمشق 1997)، ص 184.

 

88- أبو يزيد البسطامي: لعبد الحليم محمود، (بيروت د.ت) ص 73.

 

89- تاريخ بغداد ج1 ص 390.

 

90- طبقات الأولياء: للخاوي. (مخطوط بمكتبة الأسد، رقم 16627) ورقة 61 أ.

 

91- تاريخ بغداد ج8 ص 484.

 

92- صفة الصفوة ج2، ص 278.

 

93- شرح حديث النزول: لابن تيمية. (بيروت 1977)، ص 123.

 

94- روض الرياحين في حكايات الصالحين. ص 211.

 

95-انظر مقال: (حياة الناس في مدن الثغور)، مجلة دراسات تاريخية: العدد 4 لعام 1981.

 

96- صفة الصفوة، ج4 – ص 279.

 

97- العصر العباسي الثاني: لشوقي ضيف . (دار المعارف. نصر د.ت). ص 473.

 

98- تاريخ بغداد ، ج8 ، ص 484.

 

99- طبقات الأولياء : لابن الملقن . (بيروت 1986)، ص 355.

 

100-تاريخ دمشق، المجلد 43 ص 328. قلت : وهذا من باب الكشف عند الصوفية، يذكر ابن خلدون في مقدمته ص 329: “أن المجاهدة والخلوة، يتبعها غالباً حجاب الحس، والإطلاع على عوالم من أمر الله…” وقد وقع مثل هذا لكثير من الصحابة، .

 

101- الرسالة القشيرية: لأبي القاسم القشيري. (بيروت د.ت) ص61.

 

102- تاريخ التصوف الإسلامي ص/25)

103- من كتاب «المسلمون في الاتحاد السوفياتي» للدكتور محمد علي البار 1/389 – 390

104- «المسلمون في الاتحاد السوفياتي» للدكتور محمد علي البار  (1/368(

105- «المسلمون في الاتحاد السوفياتي» للدكتور محمد علي البار  (1/378)

106- لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود، المحمدية: للشعراني. (حلب 1991)، ص 146، ومابعدها.

 

المصدر :

مجلة التراث العربي- مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب- دمشق العدد 73 – السنة 19 – تشرين الأول “اكتوبر” 1998 – جمادى الأخرة 1419

 

الرابط :

http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=28462] .

107- هذا الرابط لمتابعة كل التفاصيل عن هذا المجاهد البطل :

http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=4005 ] .