الشيخ جبريل يبكي المصلين ويدعو على السيسي والإعلام (فيديو)
بكى مئات الآلاف من المصريين أثناء أدائهم صلاة تراويح ليلة السابع والعشرين من رمضان، مساء الاثنين، خلف الشيخ محمد جبريل في مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، لأول مرة منذ انقلاب 2013، بعد دعائه الجريء على زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي وحاشيته، وطلبه العون من الله لمعارضي النظام.
وشهد محيط مسجد عمرو بن العاص -وهو أول مسجد بني في مصر- تواجدا أمنيا مكثفا، حيث تواجد الآلاف من رجال الشرطة والجيش؛ تحسبا لخروج مظاهرات عقب انتهاء الصلاة، كما تم وضع حواجز أمنية، وخضع المصلون للتفتيش قبل دخولهم إلى المسجد.
الدعاء يبكي المصلين
وخلال صلاة التراويح، أبكى الشيخ جبريل آلاف المصلين، كعادته كل عام منذ أكثر من ربع قرن، وأمّنوا على دعائه الطويل، الذي امتد لما يقارب الساعة، طالبين رحمة الله ومغفرته في تلك الليلة التي يعتقد الكثيرون أنها ليلة القدر.
لكن المصلين أجهشوا بالبكاء، وارتج المسجد بأصواتهم، حينما خصص الشيخ جزءا كبيرا من دعائه على الظالمين وعلى الإعلاميين الفاسدين، حينما وصفهم بأنهم سحرة فرعون الذين يضللون الشعب المصري.
كما دعا الشيخ صراحة على الحكام الظالمين، وعلى من قتل الشباب في ميادين مصر، وعلى من سجن الآلاف ظلما، ودعا لأسر المعتقلين والشهداء والمطاردين والمبعدين عن أوطانهم.
ودعا كثيرا بأن يفرج الله كرب المعتقلين في سجون الظالمين، وأن ينتقم ممن حبسهم ظلما دون جريمة ارتكبوها، وأن يهلك السياسيين الفسدة الذين فرقوا الشعب المصري ولبسوا الحق بالباطل.
توقعات بمنعه من الصلاة مجددا
وتوقع نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن يتم منع الشيخ جبريل من الصلاة مرة أخرى في مسجد عمرو بن العاص بعد دعائه مساء الاثنين.
وتعليقا على دعائه، قالت مروة أبو زيد: “الشيخ جبريل فعل ما يرضي الله، لعلها تكون آخر ليلة يؤم فيها الناس في مصر، واستمر في الدعاء للمعتقلين والمظلومين بكل صراحة حوالي ربع ساعة، خايفة عليه، ادعوله ربنا يحفظه؛ لإنهم مش هيفوتوها”.
وكتب إبراهيم أحمد: “الشيخ محمد جبريل النهارده أثلج صدور الملايين لما دعا بكل صراحة للمعتقلين وللمظلومين و القابعين خلف الزنازين، ودعا بكل جهر علي الظالمين والإعلاميين، ووصفهم بسحرة فرعون، بعلو صوته وهو يبكي، وكل من خلفه يؤمن على الدعاء”.
وقال محمد نور: “الليلة كانت من أجمل الليالي اللي عشتها في حياتي في جامع عمرو بن العاص، الشيخ محمد جبريل ما شاء الله عليه بجد ربنا يجعلك دايما ذخرا للإسلام والمسلمين”.
وكتبت صفحة “حملة باطل” على “فيسبوك”: ”اشكروا العلماء الذين رفضوا أن يبيعوا أنفسهم للسلطة، الشيخ محمد جبريل.. جزاك الله عن مصر وشعبها خيرا”.
وأضاف الصحفي إسلام الجوهري: “الجامع كان بيصرخ بصوت يهز الحيطان لما كان الدعاء على الظلم والإعلام.. يا رب الطف بنا”.
وكتب الحقوقي محمد أبو هريرة: “اللهم إن عبدك محمد جبريل قد كفّى اليوم ووفّى، وصدح بالحق في الدعاء، ولم يخش في الحق لومة لائم، فاللهم احفظه بحفظك وكل العلماء الثابتين الصادقين وأكثر منهم يا رب العالمين”.
موافقة على مضض
وكانت حكومة الانقلاب منعت الشيخ محمد جبريل من إمامة المصلين في المسجد العام الماضي، لكن الشيخ مخلص الخطيب المكلف من قبل وزارة الأوقاف بإدارة مسجد عمرو بن العاص أعلن منذ يومين أن الشيخ جبريل سيتولى إمامة الصلاة، بناء على طلب المصلين الذين قدموا طلبات كثيرة للوزارة.
وأضاف الخطيب في تصريحات صحفية أن الوزارة تجل حفظة القرآن، مهما كانت انتماءاتهم السياسية، مشيرا إلى أن الشيخ جبريل يتمتع بحب الجماهير له، وهو ما أعاده إلى مكانه في مسجد عمرو بن العاص.
ويعد الشيخ محمد جبريل أشهر القراء على الساحة المصرية، كما اعتاد التنقل في شهر رمضان بين العواصم الإسلامية والغربية لإمامة الناس في المساجد الكبرى والمراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا.
http://arabi21.com/story/844927
«الأوقاف» توضح أسباب منع «جبريل» من الإمامة
أصدرت وزارة الأوقاف بيانًا لتوضيح أسباب منع الشيخ محمد جبريل من الخطابة والإمامة في المساجد، قائلة إنه خرج على تعليمات الوزارة في دعاء القنوت وحاول توظيف دعاء القنوت سياسيا لا علاقة له بالدين»، معتبرة ما فعله: «متاجرة بعواطف الناس على أحسن تقدير».
وأكدت الوزارة أنها ستتخذ إجراءات حاسمة تجاه أي شخص يُمكّنه من المسجد، مؤكدة أن أي صاحب دين حقيقي لا يمكن أن يستغل دور العبادة لتحقيق أمجاد شخصية أو مكاسب مادية أو سياسية على حساب دين الله، وأن من يفهمون دين الله فهما صحيحا لا يمكن أن يقبلوا مثل هذا الابتداع في بيوت الله أو الخروج بدور العبادة عن مقاصدها الشرعية.
وأوضحت الوزارة أنها ستحرر الليلة محضرا رسميا بهذا التجاوز بموجب الضبطية القضائية الممنوحة لمفتشي الأوقاف، وأنها بدأت تنفيذ القرار بإعادة جبريل إلى بيته، ومنعه من إمامة الناس، ليكون عبرة لمن يتلاعبون بشرع الله، مع تعميم ذلك على جميع مديريات وإدارات الأوقاف.
المصرى اليوم