الجاسوسية الاسرائيلية |
تاريخ جهاز الموساد يتضمن إرث العصابات الارهابية الصهيونية وتحاربها الدموية التي لم توفر حتى اليهود بحجة تخويفهم ودفعهم للهجرة الى اسرائيل. ذلك ان قادة هذه العصابات اتخذوا من الارهاب فلسفة حياتية لهم ولجماعاتهم اليهودية. ولعل احتقار اليهود للأغيار يسهل مهمة ارهابهم. في مقدمة المنظرين الصهاينة للارهاب يأتي ابراهام شتيرن لم يكتفِ بالتبشير والوعظ بالإرهاب وإنما مارسه ممارسة عملية, وانتهى به الأمر أن دفع حياته ثمناً لهذه الممارسة. كان ابراهام احد قادة عصابة شترن البريطانية وهو كتب يوماً يقول: الإنسان الذي يذهب مستهدفاً قتل إنسان آخر لا يعرفه, عليه أن يؤمن فقط بشيء واحد وهو أنه بهذا الفعل سوف يغيّر مسار التاريخ. أما الصهيوني الروسي الأصل فلاديمير جابوتنسكي الذي اصبح المحرّك الأول لنشأة عصابة الهاغانا فهو كان يحثّ أعوانه على الإرهاب, مؤكداً لهم أن العالم لن يحترم اليهود إلا إذا أثبتوا أنهم بالإرهاب وسفك الدماء يدافعون عن أنفسهم وكيانهم. ليعود جابوتنسكي وينشق عن الهاغانا بعد ظهور منادين فيها بشنّ الحرب على أعداء فلسطين اليهودية فقط. وبسبب اصراره على العنف المفرط غير المقيد انشأ جابوتنسكي عصابة الارغون مع تابعه “ديفيد رازيبل” وكان يرمز اليها بـ IRA لغاية قيام اسرائيل. كان البريطانيون المنتدبون على فلسطين اول اهداف جماعات الارهاب الصهيوني لاتباعهم سياسة وصفها الصهاينة بالمزدوجة. عندها لجأت عصاباتهم لاستهداف اماكن تجمعات الجنور البريطانيين. فنسفت عصابة الارغون فندق الملك داوود وسينما ريكس الذين يرتادهما الجنود المكلفين بحماية العرب من الاعتداءات اليهودية. وتفاقم عداء الارهاب الصهيوني للبريطانيين مع اعلان بريطانيا في 3/9/1939 منع السفن المحملة بركاب يهود من الرسو على الشاطيء الفلسطيني. فكان الرد مزيد من الارهاب الصهيوني اذ تجمع قدامى عصابة شترن ليعيدوا اطلاقها باسم مناضلو إسرائيل الأحرار وهدفها تحرير فلسطين من البريطانيين. وفي عام 1944 تولّى مناحيم بيغين منصب القائد الجديد لـ عصابة الأرغون فرع ليومي. التي اتجهت بقيادة بيغن إلى التركيز على العمليات التخريبية, وبصورة رئيسية تفجير المباني والمنشآت التي تستخدمها القوات البريطانية. في المقابل تولى اسحق شامير الاغتيالات ففشل في اغتيال المندوب السامي البريطاني السير هيرالد ماكميلان لكنه نجح لاحقا في اغتيال اللورد “موين “ الوزير البريطاني المقيم في القاهرة في نوفمبر 1944. هكذا يتبيّن أنه “بفضل” الأعمال الإرهابية أمكن تحقيق الحلم الصهيوني بإنشاء دولة إسرائيل… وهذا بصرف النظر عمّا إذا كان الإنشاء شرعياً أم لا… عادلاً أم لا… فالواقع يقول: إن إسرائيل نشأت بفضل الإرهاب… وهذا ما حصل في الواقع… لكنها دزلة حكمها الارهابيون من مناحيم بيغن الى اسحق شامير وديفيد بن غوريون و يهوشا كوهين وغيرهم.
|
الإغتيالات السياسية الاسرائيلية |
قام الصهاينة بتأسيس عدد من الأجهزة والمنظمات والمجموعات المتخصصة في قتل واغتيال الفلسطينيين وبالأخص كوادر المقاومة وقيادتها. فيما يلي موجز عن أهم هذه المنظمات والوحدات التي برزت مؤخراً وقامت باغتيال المقاومين. للاطلاع على قائمة هذه المنظمات وشرح حولها اضغط هنــا. هذا ويحفل تاريخ “اسرائيل” منذ قيامها في العام 1948 بالمجازر وعمليات التصفية التي طاولت العديد من القيادات الدولية الفلسطينية والعربية كما طاولت علماء وباحثين ورجال اعمال. هذا الموضوع يسلط الضوء على عمليات التصفية التي قامت بها الاجهزة الاسرائيلية المختلفة. ولعل ابرز عمليات الاغتيال الاسرائيلية واولها عملية اغتيال الكونت فولك برنادوت. اغتيال الكونت فولك برنادوت: لكونت فولك برنادوت (Folke Bernadotte) هو ديبلوماسي سويدي ترأس الصليب الأحمر السويدي. ولد في 2 يناير 1895 بستكهولم وقتل في 17 سبتمبر 1948 بالقدس. فولك هو من العائلة الملكية السويدية [1] ويعتبر الابن الأصغر لأوسكار الثاني الذي كان ملك السويد والنرويج. قدم فولك برنادوت عدة اقتراحات من أجل عملية السلام العربي الاسرائيلي للأمم المتحدة في 27/6/1948. لكن اقتراحاته أثارت حفيظة الجانب اليهودي في تلك الفترة إذ عارض ضم بعض الأراضي الفلسطينية إلى الدولة اليهودية المقترحة في قرار التقسيم الذي صدر في 29 تشرين الثاني 1947 كما اقترح وضع حد للهجرة اليهودية ووضع القدس بأكملها تحت السيادة الفلسطينية فاتفقتا منظمتا أرغون التي يرأسها مناحيم بيغن وشتيرن برئاسة إسحق شامير على اغتياله وقام زتلر قائد وحدة القدس بالتخطيط للعملية، ونفذت عملية الاغتيال في 17 سبتمبر/ أيلول 1948 في القطاع الغربي لمدينة القدس، فمات عن عمر يناهز الـ 53 عاماً إثر تعرض سيارته لإطلاق نار من قبل ثلاثة أشخاص ومات على الفور. عملية فردان التي جرت في بيروت ليل 10/4/1973 حيث تسللت الى العاصمة اللبنانية بيروت قوة كومندوس من الجيش الاسرائيلي واغتالت القادة الفلسطينيين كمال عدوان ومحمد يوسف النجار وكمال ناصر في بيوتهم. اغتيال د يحيى المشد: وهو اسهم في تأسيس المفعل الذري العراقي، وكان متخصصا في بناء المفاعلات النووية. حيث جرى اغتياله في باريس بتاريخ 14/6/1980 اذ قتل في غرفته بالفندق بعد مباحثات اجراها مع لجنة الطاقة الذرية الفرنسية. سلسلة اغتيالات قيادات حماس: نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نوفمبر 2012، تقريراً تحت عنوان” القضاء على قادة حماس”، ويستعرض أهم عمليات الشاباك والجيش الإسرائيلي في اغتيال أبرز قيادات حركة حماس وجناحها المسلح كتائب القسام، منذ 17 عاماً بدءً من عملية اغتيال القائد السابق للقسام “يحيى عياش” ووصولاً لقائدها في قطاع غزة ونائب القائد العام للكتائب “أحمد الجعبري”. وقالت الصحيفة أن منذ 17 عاماً وجهت إسرائيل ضربات لا بأس بها ضد قادة حماس من أبرزهم يحيى عياش وأحمد ياسين وآخرهم أحمد الجعبري الذي اغتيل أمس الأربعاء. وذكرت أنه يوم الجمعة 5 كانون ثاني 1996، فجر جهاز الشاباك هاتف مفخخ كان بحوزة قائد كتائب القسام المهندس يحيى عياش، ما أدى لمقتله على الفور، مشيرةً إلى أنه كان مسؤولاً عن مقتل 50 إسرائيلياً في سلسلة هجمات تفجيرية وقعت داخل إسرائيل التي أنهت حياته بتفجير هاتف كان يستعد للاتصال منه. وفق تعبير الصحيفة. وأضافت، وبعد ستة أعوام ونصف العام، ألقت إسرائيل قنبلة تزن طناً على منزلٍ كان بداخله القائد الجديد لكتائب القسام صلاح شحادة فقتله إلى جانب 14 فلسطينياً آخرين، وكان يُعتبر مقرب من زعيم الحركة أحمد ياسين ويحافظ باستمرار على اتصال بقيادة الحركة في الخارج وكان يقف خلف مئات الهجمات التي نفذت في السنوات التي سبقت اغتياله ومن بينها العملية التي قتل فيها 5 إسرائيليين من طلاب الكلية العسكرية في هجوم وقع في مارس 2002. وتابعت، في مارس 2003 أقدمت إسرائيل مجدداً على اغتيال أحد أبرز قادة حماس، إبراهيم المقادمة، بعد أن أطلقت صواريخ على سيارته التي كان يستقلها واثنين من مرافقيه في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، معتبرةً إياه من أحد مؤسسي حماس والمنظرين للحركة وقد لعب دوراً أساسياً في تحديد “سياسات حماس الإرهابية ضد إسرائيل”، وتوجيه “صلاح شحادة” ونائبه السابق والقائد العام الحالي للقسام “محمد الضيف” الذي أصيب بجراح بالغة الخطورة في غارة إسرائيلية سابقاً. وواصلت صحيفة يديعوت احرونوت، في تقريرها، وبعد خمسة شهور اغتالت إسرائيل مجدداً القيادي في حماس، إسماعيل أبو شنب، حينما كان يقود سيارته قرب الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، ووصفته بأنه “معتدل نسبياً” لكنه دوماً كان يدعو لتنفيذ عمليات عسكرية وتفجيرية ضد إسرائيل وأنه له نشاطات وعلاقات بقيادات وكوادر حماس في الضفة الغربية. ووصفت الصحيفة اغتيال الشيخ المقعد أحمد ياسين، بأنها من أبرز العمليات التي قضت على قيادي فلسطيني يعارض الحوار مع إسرائيل، مشيرةً إلى أن عملية اغتياله وقعت بعد خروجه من المسجد الذي كان ضالعاً في تأسيسه ويتبع للمجمع الإسلامي الذي كان من مؤسسيه، وذلك في مارس 2004، وأن اغتياله جاء بعد سلسلة من الهجمات التفجيرية التي نفذتها حماس في داخل إسرائيل. وقالت الصحيفة أن الشيخ ياسين أسس حماس عام 1988 وفي عام 1991، حكم عليه بالسجن مدى الحياة و15 عاما، لكن تم الإفراج عنه عام 1997 في أعقاب محاولة اغتيال فاشلة لقائد المكتب السياسي الحالي لحماس، خالد مشعل، حيث طلبت الأردن تقديم ترياق العلاج لمشعل والإفراج عن ياسين مقابل تسليم إسرائيل أفراد الموساد الذين نفذوا الهجوم. وأضافت، بعد شهر واحد فقط وفي ظل عمليات الاغتيال المستمرة ضد قادة حماس، اغتالت إسرائيل قائد الحركة الجديد، عبد العزيز الرنتيسي، بعدما هاجمت طائرات مروحية سيارته بعد صواريخ بمدينة غزة وذلك رداً على سلسلة عمليات نفذتها حماس ودعواته المتكررة لمهاجمة إسرائيل. انظر: حماس بعد الرنتيسي وتابعت، في عام 2004 قتلت إسرائيل في اكتوبر 2004، القائد في كتائب القسام “عدنان الغول” الذي قالت أنه كان القائد الفعلي للكتائب، وقتل إلى جانبه القيادي عماد عباس الذي كان مسؤولاً مع الغول عن سلسلة هجمات ضد إسرائيل وتطوير أسلحة وقذائف مضادة للدروع وصواريخ قسام. وقالت الصحيفة أن الغول كان ناشطاً في حماس منذ عام 1992، وخضع للتدريب في سوريا ولبنان على اعداد الأسلحة والصواريخ وإعداد المسلحين، وقد عاد إلى قطاع غزة عام 1994، وشارك في تهريب أسلحة من مصر إلى غزة، وقتل قبل عامين من اغتياله، نجله محمد في غارة سابقة استهدفته “الأب”. ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي شن خلال عام 2009 عملية الرصاص المصبوب ضد قطاع غزة واغتال اثنين من قيادات حماس، هما نزار ريان الذي قصفت إسرائيل منزله في شمال القطاع ما أدى لقتله وزوجاته الأربعة وسبعة من أبنائه وخمسة مدنيين، مشيرةً إلى أنه كان له اتصالات بين القيادة السياسية والعسكرية وأنه الأكثر “تطرفاً”، مشيرةً إلى أنه أرسل نجله لتنفيذ هجوم في أكتوبر عام 2001 ضد المستوطنين في مستوطنة ايلي سيناي وقتل خلاله ثلاثة إسرائيليين، فيما قالت أنه من منظمي الهجوم ضد ميناء أسدود عام 2004 وقتل خلاله عشرة إسرائيليين. وتابعت، بعد أسبوعين اغتيل وزير الداخلية في حكومة حماس، سعيد صيام، الذي يعتبر من كبار المسئولين في حماس، وقتل في غارة استهدفت منزل شقيقه اياد بمدينة غزة، مشيرةً إلى دوره في تأسيس “القوة التنفيذية” التي كانت “محور الاحتكاك والنزاع الرئيسي بين السلطة الفلسطينية وحماس”؛ وفق قولها، والتي سيطرت فيما بعد على غزة في حزيران عام 2007. للاطلاع على قائمة الاغتيارت الاسرائيلية انظــر: قائمة الإغتيالات السياسية الاسرائيلية.
|
خدعة التطبيع الإسرائيلية |
شائعة اسمها “التطبيع” تعتمد نظرية الاستقراء التاريخي، لدى تطبيقها في مجال المستقبليات. على مبدأ الرهنية، الذي يقتضي اخذ متغيرات الراهن في الحسبان للوصول إلى توقع اكثر دقة حول الطريقة أو النمط الذي سيتكرر الحدث عبره. ولعل ابرز المتغيرات الراهنة هي أن اليهود لم يعودوا اقليات تحتجز نفسها في حارة اليهود (الغيتو) بحيث تتوزع مصالحها بحسب أجواء وظروف المجتمعات التي تقع فيها الحارة. فقد تجمعت هذه الاقليات في دولة دعيت “إسرائيل”. وبالتالي فان الراهن مختلف عن الماضي في نواح عديدة، أهمها أن يهود “إسرائيل” باتوا يملكون قوة عملية لمواجهة عقدة المذبحة. فتطور هذه العقدة وامراضيتها الخطرة جعلتا اليهود لا يكتفون بملكية لقوة، والمبالغة في أدواتها، بل تخطو ذلك إلى سلوك عدواني قهري يجعلهم عاجزين عن الشعور بالأمان ما لم يؤكدوا قدرتهم على الاعتداء على الآخر. من هنا كانت القيادة “الإسرائيلية مجبرة على ارتكاب أخطاء استراتيجية عديدة تحت ضغط الجمهور المذعور الذي لا تكمن طمأنته إلا عبر إثبات القدرة “الإسرائيلية” على العدوان. حتى بات بالإمكان الحديث عن تطور عقدة المذابح إلى جنون الاضطهاد ونتوقف هنا للاستشهاد بأقوال مؤسس التحليل النفسي (وهو فرويد اليهودي) الداعمة لتشخيص جنون الاضطهاد والمؤكد بان هذا الجنون، مع ما يصاحبه من هذاء العظمة المرضي موجود في صلب الشخصية اليهودية. بما يجعل من المذابح اليهودية والاعتداءات “الإسرائيلية نتيجة لهذا الجنون وليس سببا له. إذ يقول فرويد في كتابه “موسى والتوحيد” والنص الحرفي ما يلي: … انه لما يبعث على دهشة اكبر أيضا أن نرى الإله اليهودي (يختار) لنفسه على حين بغتة شعبا من الشعوب ليجعله “شعبنا المختار” ويعلن انه ألهه، وهذه واقعة غريبة في تاريخ الأديان الإنسانية…(ص61). … لقد كانت الشروط السياسية تتنافى مع تحول الإله القومي (اليهودي) إلى اله كوني (لكل البشر) فمن أين تأتي لهذا الشعب الصغير البائس والعاجز صلف الادعاء بأنه الابن الحبيب للرب؟ … (ص 92). … لقد كان لنسبة دين يهوه الجديد إلى الأباء الأوائل هدف انتحال هؤلاء الأباء الذين عاشوا في كنعان وارتبطت ذكراها ببعض الأمكنة في البلاد. ولعلهم كانوا أبطالا كنعانين أو آلهة محليين انتحلهم اليهود المهاجرون ليدمجوهم بتاريخهم القديم، بما يعادل إشهار ارتباط اليهود بالأرض (زورا) واتقاء للكراهية التي تلاحق المستعمرين. وبفضل هذه المناورة البارعة (أي الاحتيال التاريخي) ساد الادعاء القائل بان كل ما فعله يهوه هو انه أعاد إلى اليهود ما كان ذات يوم ملكا لأسلافهم!…(ص 63). وهكذا فأننا إذ نقبل ربط جنون الاضطهاد (البارانويا) اليهودي بالمذابح اليهودية فإننا نقدم تنازلا لا يقبل به فرويد اليهودي، ومع ذلك نقبل هذا الربط حتى نتجنب ثقل الراهن الذي يجعل تهمة “معاداة اليهود” جاهزة لكل من يحاول رد الحوار مع اليهود إلى العقلانية(5). وبطبيعة الحال فأننا لا نخشى هذه التهمة إلا أننا نريد تجنب الجدل الجاهز الذي يحيد بأية مناقشة من هذا النوع عن العقلانية. مهما يكن فان تكرار دورة التاريخ اليهودي راهنا لا بد لها من أن تأخذ في حسبانها أن اليهودي لم يعد يقيم علاقته مع الآخر انطلاقا من الغيتو ومن موقع الانتماء لاقلية.(وهو يفرض عليه التنازلات ويجعله اقل تهورا واكثر تحسبا للمستقبل. وهي أمور تجعله اقل عدوانية ظاهرية وبالتالي فأنها تجعله اكثر ميلاد لاعتماد السلوك الاحتيالي). فاليهودي المعاصر يتعامل مع الآخر انطلاقا من انتمائه لدولة تحظى باعتراف المجتمع الدولي. وهذه الدولة جاهزة لاحتضانه متى يشاء لمجرد كونه يهوديا. بل أن هذه الدولة تعرض للملاحقة القانونية في أي بلد من بلدان العالمي. حتى لو كان هذا البلد هو الولايات المتحدة نفسها. وهكذا فان تحول اليهودي إلى “إسرائيلي (سواء حمل الهوية “ الإسرائيلية ” أم لا) جعله يطلق العنان لعدوانيته المكبوتة واصبح اقل ميلا لاعتماد السلوك الاحتيالي واستعاض عنه بالسلوك العدواني سواء على الصعيد الفردي او الجماعي. وهذه الجرعة الإضافية من العدوانية تجعل اليهودي عازفا ومتمنعا عن التنازل أمام الاغيار (الغوييم) لدرجة معاملتهم بصورة طبيعية (أي كأنداد). وهذا يعني أن ما اصطلح على تسميته بالتطبيع هو مجرد شائعة كاذبة لا سند لها سوى أحابيل الاحتيال “الإسرائيلي. فماذا عن النمط السلوكي الإسرائيلي؟
|
المؤرخون الاسرائيليون الجدد |
اعتمدت اسرائيل مبدأ الافراج عن الوثائق السرية بعد مرور ثلاثين سنة عليها. وتم الافراج عن الدفعة الاولى من هذه الوثائق في العام 1978 وهي تتعلق بالعام (1948) وبذلك بدأت تتوافر بين ايدي الدراسيين الاسرائيليين وثائق عن المرحلةالممتدة ما بين (1948) ولغاية (1970). وعلى غرار ما يجري في الدول التي تعتمد هذا المبدأ فان الاهتمام ينصب حول تصحيح بعض القناعات المنتشرة بين الجمهور والتي تثبت الوثائق كونها قناعات خاطئة. ويصل الاهتمام بتصحيح هذه القناعات الخاطئة وتقويمها الى الصحافةاليومية. ان هي رأت في ذلك جذباً لاهتمام جمهورها. اما الوثائق الاقل إثارة فيهتم بها المتخصصون وبعض الفضوليين. في اسرائيل لم يكن الامر بمثل هذه البساطة. فقد ادى كشف القناعات الخاطئة ومحاولات تصحيحها الى نشؤ تيار حديد عرف بتيار “المراجعة” او “المؤرخون الاسرائيليون الجدد”. ولقد ادى هذا التيار الى حدوث انقسام حاد في المجتمع الاسرائيلي بين مؤيد للتيار ومعارض له. وحدة هذا الإنقسام تعتبر غير عادية بالمقارنة مع دول اخرى تواجه حقائق اصعب من تلك التي تواجهها اسرائيل عبر هذه المراجعات. ومن الملفت ان حزب العمل يتبنى هذا التيار حتى يبدو وكأنه والده غير المعلن. في حين يلقى التيار معارضة ليكودية عنيفة تضعه في قلب السياسة الاسرائيلية وصراع اقطابها. ولا بد لهذه المواقف الحادة من ان تستتبع طرح سيل من الاسئلة يحتاج الى ترتيب تسلسلي مناسب وصولاً الى فهم هذه الاهمية المتضخمة لهذا التيار الذي اكتسب تسمية الحركة بسرعة تطرح اسئلة اضافية. بعض المهتمين بالحركة يربطون بينها وبين الاحساس الاسرائيلي بالخطر بداية حرب (1973). في حين يميل البعض لاعتبارها اختراعاً جديداً للعلمانيين في حزب العمل. بينما يصر آخرون على اعتبارها حلقة من حلقات صراع الهوية في اسرئيل. ويصل البعض الى حدود وصفها بالحركة الساعية لوضع حد للصراع العسكري مع العرب عبر تسوية لا تصل الى مرتبة السلام. وتبقى قلة قليلة ترى ان حركة المؤرخين الجدد هي مزيج من كل ذلك في آنٍ معاً. وهذا التفسير هو الاصعب والاكثر إستثارة للاسئلة. وتلافياً لفوضى تصنيف وترتيب هذه الأسئلة فاننا سنعتمد مبدأ التداعي الحر وهو مبدأ ينتمي الى التحليل النفسي. ويعتمد هذا المبدأ على الانطلاق من الحاضر الى الماضي القريب ومنه الى الابعد فالابعد. بحيث تساعدنا معلومات كل مرحلة على فهم وتذكر المراحل التي قبلها. على هذا الاساس نجد من المناسب مقاربة الموضوع عبر التسلسل الآتي: 1 ـ التعريف بالحركة و2 ـ دعم بيلين لها و3 ـ دعم رابين لها و4 ـ علاقة الحركة بمشروع رابين (الشرق اوسطية) و5 ـ علاقة الحركة والمشروع بطروحات الهوية و6 ـ الاصول التاريخية للحركة (لو وجدت) و7 ـ منطلقات المعارضة الاسرائيلية للحركة و8 ـ انعكاسات المراجعة الاسرائيلية على التأريخ الرسمي العربي. غني عن القول بأن المجال هنا لا يتسع لمناقشة هذه القضايا بعمقها وتفاصيلها. وبأننا سنكتفي بعرض موجز لها. ونبدأ باول الاسئلة. للمـــــــــزيد فيما يلي جدول يعرض لاهم المؤرخين الاسرائيليين الجدد ولأشهر اعمالهم مع التأكيد على رؤيتنا المعروضة تفصيلاً في بحث المؤرخين الإسرائيليين الجدد والقائلة بان هذه الحركة هي محاولة تطبيع مبطنة وفق دبلوماسية الابواب الخلفية. |
نووية اسرائيل |
تحولت نووية اسرائيل الى كابوس يهدد كامل منطقة الشرق الاوسط وهو ما تطرقنا لعرضه في دراسة نشرها الموقع بعنــوان: الكابوس النووي وضرورة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. كما نشر الموقع دراسات السكوت الاميركي عن التسلح النووي الاسرائيلي اما عن تاريخ ونشأة المشروع النووي الاسرائيلي. حيث يعتقد على نطاق واسع (اليقين الضمني المسكوت عنه) أن إسرائيل تمتلك أسلحة دمار شامل، وهى واحدة من أربع دول مسلحة نووياً، و لكنها غير معترف بها كدولة تمتلك أسلحة نووية في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وقد قام مكتب التقييم التكنولوجي في الكونغرس الأمريكي بتسجيل إسرائيل كدولة ورد في العموم أن لديها قدرات للحرب الكيماوية غير معلنة، وبرنامج هجومي للحرب البيولوجية. ولا تؤكد إسرائيل رسمياً أو تنفي امتلاكها للأسلحة نووية. ولكن هنال يقين عالى أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، وهناك يقين أنها أيضاً تطور أسلحة كيميائية وييولوجية. انضمت إسرائيل إلى بروتوكول جينيف في 20 فبراير/ شباط عام 1969. هذا وعتقد أن إسرائيل امتلكت القدرة على تصنيع الأسلحة النووية بحلول عام 1967، مكنتها من انتاج كميات كبيرة من الرؤوس الحربية النووية وهو الذي حدث مباشرة بعد نكسة 1967. على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية، تشير التقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك من 75 إلى ما يصل إلى 400 سلاح نووي، والتي ذكر أنها تشمل أسلحة نووية حرارية في مدى المليون طن. ويورد أيضاً أن إسرائيل تمتلك مجموعة واسعة من أنظمة مختلفة، بما في ذلك القنابل النيوترونية، والأسلحة النووية التكتيكية، و قنابل حقيبة السفر النووية. ويعتقد ان إسرائيل تقوم بتصنيع أسلحتها النووية في مركز النقب للأبحاث النووية، الذي يقع في صحراء النقب جنوبي ديمونة. وتشمل آليات الإلقاء صواريخ أريحا الباليستية العابرة للقارات، التي يصل مداها إلى 11.500 كيلومتراً، والتي يعتقد أنها مزودة بخيار للضربة المضادة. ويعتقد أن الصواريخ الباليستية الإسرائيلية ذات القدرة النووية مدفونه على عمق كبير تحت الأرض لدرجة أنها سوف تنجو من أى هجوم نووي. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن إسرائيل لديها القدرة البحرية لضربة نووية مضادة، وذلك باستخدام صواريخ كروز ذات قدرة نووية تطلق من الغواصات، والتي يمكن إطلاقها من غواصات البحرية الإسرائيلية من طراز دولفين. على الرغم من أن سلاح الجو الإسرائيلي يفتقر إلى القاذفات الاستراتيجية، فان الطائرات المقاتلة اف-15اى و اف-16اى صوفا قادرة على إيصال الأسلحة النووية إلى مسافات استراتيجية باستخدام أسطول جوي من طراز بوينج 707 معدلة للتزود بالوقود جواً. وتحافظ الحكومة الإسرائيلية على سياسة الغموض المتعمد بخصوص ما إذا كان لديها أسلحة نووية، وتكتفى بالقول بأنها “لن تكون أول من يدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط. ومع ذلك فإنه وفي عام 1998 اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز بتطوير إسرائيل ل”قوة نووية” ليس لتكرار ما حدث في هيروشيما وإنما لتنفيذ اتفاقية اوسلو. ومصطلح “قوة نووية” هنا قد يعني سلاح نووي أو مفاعل نووي كالذي في ديمونة. وقد كان محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية يعتبر إسرائيل كدولة تمتلك أسلحة نووية. معظم ما هو معروف عن البرنامج النووي الإسرائيلي يأتي من الإفشاء عن ذلك في عام 1986 عن طريق مردخاي فعنونو، وهو فني في مركز النقب للأبحاث النووية قام بتصوير بعض الأفلام، وقام بسرقة بعض الملفات المدرجة تحت صنف سري للغاية. وكان فعنونو قد زود صحيفة صنداى تايمز التي تصدر في لندن بتلك المعلومات في 5 أكتوبر/ تشرين الأول، من ذلك العام. بعد انتشار الخبر قام الموساد الإسرائيلي باختطافه وإيداعه السجن لمدة 18 سنة، 12 سنة منها في حبس انفرادي. وفي عام 2006 صرح رئيس الحكومة الإسرائيلي أولمرت عن امتلاك إسرائيل لسلاح نووي. وإسرائيل لم توقع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ولكنها تدعم إنشاء منطقة شرق أوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
|