جمهورية فيلتمان
جمهورية فيلتمان
الكتاب: جمهورية فيلتمان
المؤلف: د. محمد احمد النابلسي
الناشر: دار الفرات – بيروت
إنطلقت جمهورية فيلتمان في لبنان من الانقلاب الاستراتيجي الأميركي الذي جعل بيروت المحطة التالية لبغداد. لتنتقل طموحات نشر الديموقراطية الأميركية من بغداد إلى بيروت لكن بقفازات مخملية.
إنتخابات فيلتمان جاءت على الطريقة الأميركية مستغلة فقدان توجه الجمهور الناخب وسط حملة اعلامية غير مسبوقة تركز على دماء الحريري وعلى مصاب مكون رئيسي من المكونات اللبنانية وهو الطائفة السنية. ما ساعد فيلتمان على نسج تحالف 14 آذار بتقديم القابلين للتعاون وتأخير رافضيه تحت ضغط اتهامهم بالضلوع في الاغتيال. أضف الى ذلك اللامبالاة الاميركية المعهودة بالانثروبولوجيا وبتقليدية الحيثيات والاعراف. لا مبالاة تمكن الاميركيين من إقصاء النخب في مجتمع ما واستبدالها بما يسمونه بـ “قادة المجتمع” المؤثرون من خلال جماعات الضغط “اللوبي” لا من خلال تاريخهم الوطني وحيثياتهم السياسية والشخصية. هكذا خلطت انتخابات 2005 أوراق اللعبة اللبنانية بتقديمها الهوامش على النخب متحدية القيم والأعراف المؤسسة للإستقرار اللبناني. حتى قيل ان ظروف وأجواء تلك الانتخابات اضافة لغزارة المال السياسي فيها كانت قادرة على ايصال أي سائق تاكسي الى البرلمان لو أراده فيلتمان. حتى أمكن القول أن برلمان 2005 لم يكن لا مجلس مندوبين معينين ولا هو برلمان منتخب وانما هو مجرد مجلس “منوبين” نوبهم فيلتمان.عقب اغتيال الحـريري وإبتداءً من تشكيل حكومة الميقاتي بتفاهم أميركي- فرنسي –سعودي- إيراني وصولاً لتولي هذه الحكومة مهمة إطلاق الإنقلاب المخملي عن طريق إنتخابات 2005. التي حدد السفير الاميركي فيلتمان موعد الانتخابات بفرضه إجرائها في وقتها المحدد قبل الاغتيال. متجاهلاً الحدث الجلل الذي أثار المشاعر في الشارع اللبناني ما إستوجب تأجيلها لغاية عقلنة الحدث وتقنين المشاعر السلبية التي فجرها الإغتيال. كان واضحاً ان فيلتمان يريد توظيف هذه المشاعر السلبية عشوائية التوجه ليرسي جمهوريته ولينصب نفسه مندوباً سامياً على لبنان.
صعود الرعاع السياسي في جمهورية فيلتمان كان نموذجاً لصعود الرعاع السياسي العربي وتصدره واجهات المشهد السياسي في اكثر من بلد عربي. هو ما تكشف عنه ما يسمى بالربيع العربي حيث تبين ان لرعاع فيلتمان اللبنانيين أشباه في تلك البلدان.
الكتاب يتابع العبث الأميركي في لبنان المؤدي لولادة جمهورية فيلتمان كنسخة أولية عن الانقلابات الاميركية المخملية في بلدان عربية اخرى….
وللقاريء ان يستخلص المقارنات والعبر من خلال آليات اطلاق جمهورية فيلتمان كما عبر مراجعة نوعية الاشخاص وتقاطعات التمويل والتدريب المسبق والدعم الاستخباراتي ومصادره…
يقع الكتاب في 320 صفحة من القطع الوسط وهو صادر عن دار الفرات في بيروت.