"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

التاريخ والحضارة القديمة – بداية شعب فارس

التاريخ والحضارة القديمة – بداية شعب فارس :

بدأت دولة الفرس قبل ميلاد عيسى عليه السلام بــ1500 سنة على الأرجح ، و ذلك عندما نَزَحَت القبائل الآرية (الهندو-أوروبية) إلى أراضي ما يُعرف اليوم بإيران. لا توجد معلوماتٌ قاطعة تُعرِّف بأصلهم ، لكن تشير بعض المصادر أنهم كانوا من البدو الرحّل. كان هذا “النزوح” احتلالاً لتلك الأراضي ، و قد أتوا من القوقاز ، أو من وسط آسيا كما تقول بعض المصادر. كانت هذه المجموعات (و هي أول شعب فارس) تختلف عن بعضها و تتمايز بلهجاتها المحلية ، و أهم قبيلتين من تلك القبائل كانتا 1) القبيلة الفارسية (بارسا) و 2) القبيلة الميدية (مادا). استقرّت قبيلة فارس في آخر أمرها في منطقة “فارْس” جنوب غرب إيران و في جبال “بختياري” ، و سمّوا أرضهم الجديدة “بارساماش” (أو “بارسوماش”). تطوّرات تاريخ الفرس: كان أول قادة الفرس و أهمهم هو القائد “حاخامانيش” ، و كان قائداً حربياً ، و الذي وُلِد عام 700 قبل الميلاد ، و من نسله أتى من تلاه من الملوك (نحن لا زلنا نتكلم عن “الفرس” أي القبيلة الثانية النازحة التي أتى ذِكرُها قبل قليل ، و ليس الفرس بشكل عام). الآن ، بعد أن استقرّت القبائل الهندو-أوروبية هذه في أراضي ما يُعرف الآن بإيران ، أخذت في القتال و التناحر. تناحرت القبيلتان (“الميديون” و “الفارسيون”) كثيراً ، و كان المسيطر دائماً هو الميديون ، فكانت القبيلة الميدية هذه (“ميدية” من “ميد”) تنتصر باستمرار على الفارسيين ، حتى أتى القائد “سايرُس الأكبر Cyrus the Great” من قبيلة الفارسيين عام 558 قبل الميلاد. كان هذا القائد له أشدّ الأثر في تاريخ فارس بشكلٍ عام ، فقد كان أول قائد من قبيلة الفارسيين ينتصر على أبناء قبيلة “ميد”. نعم ، حاربهم “سايرُس” و قهرهم ، و تخلّص من قادتهم و رؤسائهم ، و لم يكتف بذلك ، بل قهر مملكة “ليديا” في الأناضول ، ثم مهد الحضارات “بابل” ، و كان “سايرُس” من الرواد في التاريخ ، فباستثناء الأنبياء و الرسل ، كان هو من شرّع أول وثيقة معروفة لحقوق الإنسان ، يحفظه فيها من الظلم ، و يمنع جنوده من إرهاب الشعوب. امتدّت مملكة “سايرُس” في أوج قوتها من الهند إلى البحر المتوسط. قُتل “سايرُس” في المعركة ، عام 530 قبل الميلاد ، و خَلَفه ابنه “كامبيسيس الثاني”. في سنة 1879 ، اكتُشفت الوثيقية التاريخية المنقوشة ، و التي تتكلم عن حقوق الإنسان. اكتُشفَت في بابل في العراق ، و لا زالت موجودة إلى الآن. بعد مقتل سايرًس ، أتى ابنه “كامبيسيس” ، و قام بمدِّ رقعة الفتوحات أكثر ، فاستولى على مصر عام 525 قبل الميلاد. بعد “كامبيسيس” ، أتى الملك “داريوس” ، فمدّ الفتوحات حتى وصلت لما يُعرف بباكستان اليوم ، و أعاد “داريوس” تنظيم مملكته تنظيماً كاملاً ، و قام “داريوس” بإنشاء قناة بين النيل و البحر الأحمر ، فأُطلِق عليه لقب “داريوس الأكبر” ، تعظيماً و تبجيلاً. بين 499 إلى 493 قبل الميلاد ، كان “داريوس” يقمع ثورةً أشعلها اليونانيون الذين كانوا تحت حكمه في آسيا ، ثم بعد قمعها ، أرسل جيشاً لعقاب اليونانيين الأوروبيين لأنهم ساعدوا اليونانيين الآسيويين الذين في مملكته. تصدى اليونانيون لجيش “داريوس” و هزموه هزيمةً منكرة. توفي “داريوس” أثناء تجهيزه غزوة أخرى ، فخلَفَه ابنه “زيركسيس” ، و الذي هُزِم أيضاً ، في معركة “سالاميس” البحرية عام 480 قبل الميلاد و في غزوتين أرضيتين في السنة التالية. كانت جيوش “زيركسيس” آخر المحاولات البارزة لمدّ رقعة فارس. أتى الإبن الثاني له “أرتاكسركيس” ، و ثار المصريون في عهده ، و رغم أنه أخمد الثورة لاحقاً (في 446 قبل الميلاد) ، إلا أن تلك الإنتفاضة كانت أقوى هجمة ضد فارس ، و بداية انحسار هذه الإمبراطورية العظيمة. توالت أكثر من هجمة على الإمبراطورية في القرن التالي ، لكن أقواها كانت عندما ضم “الإسكندر الإكبر” امبراطورية فارس إلى دولته الضخمة ، و ذلك بعد أن هزم جيوش “داريوس الثالث” أكثر من مرة بين 334 إلى 331 قبل الميلاد. كان “الإسكندر” مهتماً لشأن فارس ، و مصمماً على الحصول عليها ، و بلغ من عزمه أنْ جنَّد أعداداً كبيرة من الفرس أنفسهم في جيشه ، و جعل كبار قادته يتزوجون الفارسيات ، رغم أن القادة من مقدونيا في الأصل. توفي الإسكندر عام 323 قبل الميلاد ، مما جعل القادة يتنافسون على الحصول على فارس ، و فاز أخيراً “سيلوسيد الأول” ، فسيطر على معظم مناطق فارس ، و بقيت تحت إمرته و خُلَفاءه لخمس قرون.

اقرأ الموضوع من هنا : http://forums.roro44.net/250235.html