أكد لنا مراقبونا في ميدان التحرير في القاهرة أن الغازات التي تستخدمها الشرطة لها عواقب وخيمة على المتظاهرين. وهم مثل العديد من المصريين على تويتر يتساءلون عن طبيعة هذه المواد المستخدمة ضدهم ومدى شرعيتها.
هذه هي الرسالة التي تظهر على تويتر منذ بضعة أيام: “عدة جرحى في ميدان التحرير. وكثير من المتظاهرين يفقدون توازنهم. غازات كثيفة تنبعث في الهواء” (@HinnarSoliman). محمد البرادعي، المدير السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح للانتخابات الرئاسية، صرح بنفسه على تويتر بأن استخدام هذه الغازات المسيلة للدموع تحتوي على “مواد مهيجة للأعصاب” لضبط المتظاهرين. وهذه الغازات لها بالفعل آثار جانبية متعددة ومن شأنها أن تؤدي إلى الموت اختناقاً. ويشتبه العديد من مستخدمي الإنترنت بأن قوات الأمن تستخدم غازات ثنائي البنزوكسازيبين أو المسماة غازات سي آر التي قد تتجاوز آثارها من 6 إلى 10 أضعاف آثار غازات سي إس المستخدمة عادة. واستخدام هذه الغازات مخصص للحروب وليس في تدخلات الشرطة.
هذا الأربعاء، نشر على الشبكات الاجتماعية نداء لتصوير قنابل الغازات المسيلة للدموع المستخدمة في ميدان التحرير. وبموازاة ذلك، أشار عدد من مستخدمي الإنترنت إلى أن قدرا كبيرا من هذه القنابل الغازية قد صنعت في الولايات المتحدة الأمريكية وبعضها صنع منذ أكثر من 20 سنة. وهذا خبر يمكن أن يربك الإدارة الأمريكية في الوقت الذي تحدثت الناطقة باسم وزارة الخارجية، فكتوريا نولاند، يوم الثلاثاء لتدين الشرطة المصرية على “استخدام القوة المفرطة”.
في ميدان التحرير حركة دراجات نارية وسيارات إسعاف بلا هوادة قرب أماكن المواجهات. بعض المتظاهرين المسعفين يتقيؤون وبعضهم في حالة إغماء تام.

تقنياتنا المعتادة في التخفيف من آثار هذه الغازات لم تعد ناجعة”

بلال سعيد، طبيب يسعف الجرحى حاليا في ميدان التحرير. وقد كان يساهم بخدماته أيضا خلال ثورة كانون الثاني/يناير – شباط/فبراير.
دخان القنابل المسيلة للدموع المستخدمة هذه الأيام الأخيرة من الصعب رؤيته لأن لونه أقل بياضا من القنابل التي استخدمت خلال ثورة كانون الثاني/يناير – شباط/فبراير. وهذا الدخان يتسبب بسرعة فائقة في صعوبات تنفسية وآثاره تظل لمدة أطول. فهو يسبب اختلاجات وحالات قيء. زيادة على ذلك، فتقنياتنا المعتادة في التخفيف من آثار هذه الغازات لم تعد ناجعة لكني ما زلت أنصح المتظاهرين بوضع الأقنعة وتبليل أوجههم بالخل وبالخميرة المذابة في الماء.
لا أعرف بالضبط نوع هذه القنابل. بعضهم يقول إنها بكل بساطة عبوات منتهية الصلاحية. وإن ثبت ذلك فهذا خطر جدا لأن بعض المواد في تركيبة الأدوية تتعدل بعد انتهاء صلاحيتها وتسبب تفاعلات كيميائية غير متوقعة.”
أقنعة واقية من الغازات.
صورة نشرها على تويتر مراقبنا في القاهرة رامي رؤوف.
“أحيانا تحدث قنبلة واحدة مسيلة للدموع مفعول عشر من القنابل المعتادة”
شريف جابر ناشط يعيش في القاهرة.
 التقطت هذه الصورة مساء يوم السبت خلال المواجهات التي دارت في ميدان التحرير. ميدانيا، نصادف مئات العبوات “الأمريكية الصنع” التي تحمل علامة Combined Systems Incorporated. إنها على الأرجح إحدى العلامات الأكثر استخداما عند قوات الأمن.

صورة نشرها يوم السبت على تويتر شريف جابر. حسب الكتابة الظاهرة يبدو أن القنبلة المسيلة للدموع قد صنعت في الولايات المتحدة الأمريكية.

طبعا هذا لم يدهشني. فمنذ سنين ومصر تتعاون مع الولايات المتحدة. كل سنة تخصص معونة أمريكية بمبلغ 1.3 مليار يورو لمصر وترصد أساسا للجيش المصري. وردا على ذلك طبعا تبرم أغلبية الصفقات التجارية مع الشركات الأمريكية.
أنا نشرت هذه الصورة كي يرى المسؤولون الأمريكيون أن إحدى شركاتهم متورطة في القمع الوحشي على يد قوات الشرطة ومن ثم فهي مسؤولة عن موت المتظاهرين. فقد مات فعلا ثلاثة أشخاص اختناقا في المظاهرات هذه الأيام. ونحن نعرف ذلك من تقارير المشرحة والأطباء الموجودين في ميدان التحرير [رقم لا يمكن التحقق منه حاليا لكن وسائل إعلام أخرى أشارت إلى موت متظاهرين مختنقين].
“بعض أصدقائي أخذوا يرتعشون أو يفقدون القدرة على النطق”
ومما لا شك فيه أن آثار هذه الغازات المسيلة للدموع أقوى من قبل. وفي بعض الحالات، فالسبب هو أن قوات الأمن يقذفون عشرات القنابل في وقت واحد. لكن أحيانا يمكن لقنبلة واحدة مسيلة لدموع أن تحدث أثرا مدمرا. بعضهم يتحدث عن غازات سي آر، لكننا لا نستطيع توكيد ذلك حاليا. فمن الصعب العثور على معلومات عن العبوات بعد انفجارها.
أنا شخصيا انتابتني بعض الأعراض القوية بعد أن رشت علي الغازات كالغثيان وشعور بالشرود وخلل في التوازن وكدت أن أصاب بالإغماء. بعض أصدقائي أخذوا يرتعشون أو يفقدون القدرة على النطق.”
صورة نشرها على تويتر أحد المتظاهرين ويظهر عليها غمد عبوة القنبلة المسيلة للدموع التي يبدو أنها وجدت في ميدان التحرير. يظهر عليها تاريخ “1985”، مما يجعل مستخدمي الإنترنت يعتقدون بأنهم تعرضوا لقنابل غاز منتهية الصلاحية.