"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

تعجيل المتأخر وتأخير المتعجل

المطرقة نشر في 8 مايو 2012

 

عنوان المقال هنا  مقتبس من  دعاء للإمام زين العابدين (ع) يقول فيه ”  اللهم اجعلني أرضى بقضاؤك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت ” .

 

والمقصود هنا ماذا لو تعجل الثوار النصر وحدث ما يتمناه المصريون من انتصار  في موقعة العباسية الثانية ( يوم الجمعة الحزينة أو الأسود) .

هذا هو الموضوع الذي سيدور عنه المقال هنا وذلك لدخول مصر كلها عسكرها بمدنييها إلى منحنى خطر ليس ذلك فحسب بل و شديد الخطورة لم يدخل في هذا النفق المظلم ظالم وفرح بقتله لشعبه إلا وكان هلاكه سريعاً جداً يبدأ المشهد في يوم الجمعة الأسود قبل حوالى شهر من إعلان الحكومة  بأن والدة الشيخ أبو إسماعيل أمريكية  ومن ثم منع ترشحه للرآسة وقد كان صرح قبل ذلك الإعلان ب48 ساعة بأن أول عمل سيعمله بعد  جلوسه على كرسي الحكم اعتقال كل الصوفية لأنهم على ضلال وهذا عن الصوفية وبناءاً على قاعدة ( الكلام ليكي يا جارة ) فإن الشيعة ليس لهم إلا السيف وسبحان الله لم يمهله الله تعالى على هذا التصريح سوى 48 ساعة وتم تفجير قنبلة  استبعاده عن  ترشيح الرآسه ودخل أتباعه وأنصاره في اعتصام بالتحرير ولقد تكلم معهم كل الائتلافات والحركات والإعلام أيضاً بأن معركتنا ليست ترشيح شخص ولقد استجاب الشباب والحق يقال لم نرى منهم سوى دمائة خلق وحسن استماع وبدأ مجلس شورى العلماء يتخلى عن الشيخ ابو إسماعيل لخروجه على الخط الإسراعودي الممنهج والذي يسير عليه تقريباً كل علماء التيار الديني سلفية وغير سلفية  وتم رفع كل صور الشيخ حازم من على إعلانات التحرير والدعوى إلى الوحدة والثورة وتبني مطالب الثورة وشعب مصر ثم جاء الزحف وفكرة الإعتصام عند وزارة الدفاع والتي تحاط بقواعد عسكرية ومنطقة مركزية تقريباً مليئة بالسلاح من كافة أنواعه وهذا مايسبب الخطر وقلق المجلس العسكري الذي يعلم بأن الثورة على الملك فاروق بدأت من هذا المكان وخرج يوسف صديق بالدبابات من المنطقة المركزية  وبالتالي العباسية بالنسبة للمجلس العسكري أول محطات هلاكهم إن دخلنا في أعماق  ما يدور بخلدهم أضف إلى ذلك إعلان جماعة آسفين ياريس إعداد مفاجئة للثوار في عيد ميلاد المخلوع مبارك وهو 4 مايو يوم الجمعة وبداية للتغطية على ماستقترفه أيديهم من مذابح يعلن هؤلاء بأنهم ليس لديهم مفاجآت ولا غيره في هذا اليوم لتبرأة  الذمه أمام القضاء وفي نفس الوقت  على أرض الواقع كل أجهزة الخيانة من العسكر  والحزب الوطني السابق يعدون للمذبحة بدقة ودهاء قل نظيره بالعالم وبدأت المعركة يوم الأربعاء 2 مايو الساعة الثانية بعد منتصف الليل وأخذ البلطجية والمأجورين ورجال أمن ملكيين يضربون المعتصمين بقنابل مسيلة للدموع و الخراطيش والبنادق الآلي وقتلوا باعتراف الإعلام في اليوم الثاني 11 شهيد ونجع المعتصمون في اختطاف  بنادق آلي من البلطجية وتم تمشيط المنطقة بالكامل وأخرجوا من البيوت زجاجات المولوتوف والحجارة وكانت موقعة أثبت فيها هؤلاء الثوار ومنهم جماعة الشيخ حازم والتي تنازلت عن ترشيح شيخها حازم ولو مؤقتاً حتى يظهر أمرهم أو حتى تظهر براءة شيخهم من تهمة جنسية والدته الأمريكية  .

و في يوم الخميس 3 مايو علمنا بوجود سلاح بالفعل في الاعتصام  وحضرت سيارات ملاكي تحمل خوذات بلاستيكية وصدور واقية من الطوب والخراطيش لحماية الناس والاستعداد للمواجهة كما شيدوا سجناً تم حبس 7 بلطجية فيه ولقد اعترفوا بتورط عكاشة صاحب قناة  الفراعين في تجنيدهم ب 50 جنيه الفرد .

وبدا يلوح في الأفق بوادر ثبات هؤلاء على النصر ولما وجدنا هتافات الشعب شديدة الحماس وانكماش السلفية قيل لنا معذرة أصل” مشايخنا قلبهم ضعيف ويفرون من البلطجية ” وهنا لما  أحس الشيخ الزغبي بذلك أعلن في مساء الخميس اعتذاره لجماعة أبو اسماعيل عن ميله تجاه العسكر .

ودارت المعركة في اليوم التالي الجمعة عصراً ولحبك المذبحة أعلن الإخوان عن مليونيتهم في التحرير لحصار مليونية  ثوار العباسية ومنهم جماعة أبو اسماعيل وبقية الثوار المستقلين من من كافة الإتجاهات .

ونجد سرعة في الأحداث ففي صباح الجمعة 6 إبريل تعلن انسحابها كالعادة قبل كل معركة وورائها الجهاد الإسلامي وقبل دخول الجيش بساعة واحدة يفر بصاصين وعيون الإخوان من الميدان إلى الخلف  وتبدأ المعركة ويقتل فيها أكثر من ألف على حسب أحد  روايات الشهود ولكن ضباط 8 أبريل يصرحون على موقعهم بالفيس بوك بأن زملائهم أخبروهم  بأن عدد القتلى تم حصر 244 شهيد أكثرهم من ملتحيين أبو إسماعيل ومنهم من جاءه ذهول  وهو يرى ذبح أكثر من 200 ملتحي أسفل الكوبري وعلى أوله مع اعتقال من 3000- 4000 من الثوار لم يعلن إلا عدد زهيد منهم وقطعاً سيعرضون هؤلاء على صور الثوار المشتركين في معارك سابقة من سيجدون صورته معهم الآن رحمة الله عليه هو مدفون بصحراء مصر . وهؤلاء سيظهر أمرهم فيما بعد تحت بند ( مفقود أو إبحث مع الشرطة ) .

وهنا ظاهر الأمر قاتم بشدة حتى إن آسفين ياريس وأولاد مبارك وإسرائيل وخونة الجيش المصري أخذوا يرقصون طرباً على جثث المسلمين المصريين وتعلن إسرائيل نجاح خطتها مصرحة ” إن شعب مصر مشتاق إلى حسني مبارك ” هكذا صرح الصهاينة  قاتلهم الله  .

 

والسؤال هنا لكل عاقل :

 

ماذا سيكون السيناريو لو انتصر هؤلاء بمرجعيتهم هذه على الجيش وتم كسره مع سطحيتهم وقلة علمهم :

 

اسمع أخي الحبيب استعجال ما أخره الله تعالى :

 

  • أولاً كعادة السلفية في الغدر والبداء ( وهو تغيير الرأي عند استحسان ما هو أفضل قال تعالى ( ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين) . كان سيفرض حازم أبو إسماعيل كخميني مصر (ق)  أو السيد حسن نصر الله حفظه الله ونعتقد بأن هذا السيناريو كان ورائه يد صهيونية ومحرك الأحداث يمكن أن يكون ورائه الموساد الإسرائيلي هو من أشعل الموقف إذ أنه  لا فائدة ترجى من الاعتصام عند وزارة الدفاع وكلنا يعلم فشل فكرة الاعتصام .ونقول هذا السيناريو لترويجهم لفكرة تأسيس حزب الله السني فهل أبو اسما عيل كان هو  السيد حسن نصر الله  إن انتصر في هذه الموقعة ؟ .

أعتقد هذا كان المخطط الصهيوني وتحت براءة وحسن نية الإسلاميين الشهداء منهم والأحياء يتم ركوبهم واستغلالهم لتحقيق أجندات كبرى دون أن يدروا .

وهنا لو ثبت هؤلاء في معركتهم يوم الجمعة 4-5- 2012 في نفس اليوم كان سيلتحق بقطارهم الملياردير حسان والزغبي  وغيرهم من مجلس شورى العلماء لخوفهم من عقاب هؤلاء ودعم هؤلاء المليارديرات سيكون بالسلاح والمال , .

وهنا  كانت مصر قد خربت بالفعل ولأخرجوا أجندات  فرض ابو اسماعيل مع اعتقال الصوفية وقتل الشيعة والثوار تقرباً لآل سعود ومن يثبت ملكهم ونعود من حيث بدأنا في انتكاسة أخرى ومع نشوة النصر سيقتلون الثوار المعارضين ويبيدونهم كما فعلوا في أفغانستان مع القضاء على بعض الفلول ممن خرجوا من تحت حماية آل سعود الذين سيتحول موقفهم بسرعة البرق لدعمهم كأهل سنة فيتقربون إليهم بالهدايا كع تقريب وجهات النظر لعزل إيران وحزب الله عن مصر   ويتم ذلك بواسطة سماسرة الدين من علماء الضلالة ومن يسبح بحمد آل سعود من المتربحين الذين  لايعيرون بالا لكرامة مصر ومكانتها ودينها .

 

وأما ما فعله المجلس هنا وحققه من نصر ليس بالفعل هو نصر بقدر ما هو جريمة يندى لها الجبين سيعاني منها كثيراً  فيما بعد :

 

وذلك لأن المجلس العسكري

 

أولاً : أكد في كل مرة بأن لغة التفاهم الوحيدة عنده هى القتل و سلاح البلطجية الجديد . وهذا سيدفع هؤلاء الشباب لتشكيل تنظيمات سرية غاية في الشراسة بدأت تظهر معالمها أمس في هجوم مسلح بالبنادق الآلية في الشرقية طريق بلبيس  ناهيك عن سيناء التي فقد هذا المجلس السيطرة عليها ويحاول السيطرة على مصر بغير سيناء عند السويس وقريباً سيفقد سيطرته عند كل النقاط وستشهد أيها المجلس اغتيالات غاية في الدموية لم تكن تعهدها ولم تكن تراها من قبل  وذلك لأن رسالتك وصلت بالفعل لهؤلاء الثوار بأنك قاتل محترف لا تراعي الله في أفعالك ولا وطنك .

 

وثانياً :

 

على صعيد الجماعات الإسلامية التي شهدت ذبح إخوانهم أمام أعينهم إن لم يستعدوا لكم بالسلاح ويبادروا إلى استخدامه ضدكم فأنتم وهم  مجانين إن  اعتقدتم غير ذلك وهذه نتائج حماقاتكم مع شعبكم .

ثالثاً :

وهو الأهم كفر كل هؤلاء بمرجعية علماء الدين من الأزهر المعتدل  وحتى متعصبي السلفية الذين لا تخرج فتاواهم إلا لتكفير المسلمين مذاهباً وحكاماً أملاً في تدمير هذه الأمة بهذه الصورة المرعبة بالفعل والتي ظهرت ورأيناها على ألسنتهم .

 

وبالتالي نهايتكم سريعة مريعة ولن أفصل أكثر من ذلك مهما كانت قوتكم ودهائكم  .

 

وعليه لقد كان في تاريخ الثورة الإيرانية يوماً يسمى يوم الجمعة الأسود وهو ( «مذبحة السابع عشر من شهريور». والإيرانيون يعتبرون هذا اليوم نقطة تحول وعلاقة فارقة فى تاريخ الثورة الإسلامية التى قامت بعد هذه الأحداث بنحو خمسة شهور  ) .

فهل يتكرر التاريخ وتنتهي دولة العسكر بعد خمسة شهور أيضاً أكاد أشك بأنه تاريخ قريب من هذا لأنكم أضعف من نظام الشاه بكثير والنظام العالمي أيضاً يمر بتحولات ليست في صالحكم ولا في صالح الصهاينة ولا الأمريكان وغداَ لناظره قريب وهنا نقول لكل المصريين مصر تمر بمرحلة مخاض وتلاعب بعقول البسطاء منها وهم كثير ولكن لن يدوم هذا التلاعب كثيراً وما حدث لنا من مصيبة في يوم الجمعة الأسود قد تكون أهم الأسباب المحورية في هلاك هذا النظام سريعاً لأن التاريخ والقرآن يؤكدان بأن القاتل هالك والمقتول منصور في الدنيا والآخرة .

 

تحذير للمجلس العسكري مما هو قادم :

 

يقول تعالى :

 

{ ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراَ } .

 

وبالتالي الحمد لله على تأخير النصر والحمد لله على شدة البلاء ولا نقول إلا كما قال سيدنا الإمام زين العابدين عليه السلام :

” اللهم اجعلني أرضى بقاؤك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت ”

بقلم

خالد محيي الدين الحليبي