نشر على جريدة المطرقة ب تاريخ 23 – 4 – 2011
———————-
أدباء المطـــرقـــــه
خالد محيي الدين الحليبي
هام للجماعات الإسلامية والكتل والأحزاب جميعاً إن أرادوا صلاح شعب مصر التي أنقذتكم من غياهب السجون بشعبها الأبي والذي أنقذ شباب الثورة أيضاً من موت وقتل محقق يوم الأربعاء 28 يناير عندما قدمت أفواج شبراً من الشمال و الجيزة من الغرب و السيدة زينب وما حولها من الجنوب هل تنكرون ذلك هؤلاء هم رجال مصر وشعبها وهل تعلمون بأن بقية الشعب كان على أهبة الإستعداد لينزل إلى الشارع لو قدر الله تعالى لكم مكروهاً وكان يتناوب أكثر من ثلث الشعب المصري على الأقل ورديات مقاومة أمن الخائن مبارك وعصابته بالليل تحاربون فإذا أجهدتم الأمن ليللا ذهبتم للراحة بالنهار تحت حماية أفواج النهار حتى أنهكتم قوى الشر والظلام هذا هو شعب مصر الذي يفكر بنظرية العقل الجمعي المحب للسلام البعيد عن العنف والتطرف المهتم بآخرته ويستعد للموت بإعداد المقابر وتهيئتها لرحيلة كما ترى الأهرامات أو أضرحة الأولياء من أهل بيت النبي (ع) شعباً كريماً لا يشعر وسطهم سائحاً بأنه غريب فإذا سأل عن شيئ تسابق الجميع وهبوا لمساعدته في لهفة وشوق لحب العمل الصالح هل هذا الشعب يستحق قوة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ؟ ونقول للجماعات الإسلامية خاصة قول الله تعالى : { وَاذْكُرُوا نعمة اللّه عليكم إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }, والله مهما تخيل المرء منظر الحكومة كلها برجالها تودع السجون بعد عز فلا نقول إلا سبحان المعز المذل ويصبح خريجي السجون قادة وزعماء ومفكرون وفي طليعة تقدم هذا الشعب ونهضته والشعب يضع على الجميع آماله وطموحاته فهل تضحون بكل تلك السنوات وكل هذا العناء وهؤلاء الشهداء من أجل تافه يقوم فيكسر ضريحاً أو يحرق مسجداً مدعياً أنه صنم وفق فهم سقيم يخالف نصاً قرآنياً في سورة الكهف كل مسلم يؤمن به ؟ والله لا أرى من يفكر في ذلك إلا خائن أحمق غريباً عنا يريد الوقيعة و الضغينة والبغضاء بين الشعب لتدميرة ويساهم في تشويه سمعة مصر وشعبها الجميل الطيب الصبور الذي وقف له كل حكام الأرض احترماً والكل قد اعترف وأقر بحضارة هذا الشعب وسلوكياته الرفيعة وسموا أخلاقه العالية الآن هؤلاء الخونة الغرباء عن شعب مصر يريدون تدمير تلك الصورة الجميلة لثورة مصر وفق فهم سقيم وتأويل لضعيف الأحاديث والتي تصل إلى درجة الموضوع لتعارضها مع القرآن الكريم والله لا نقول ذلك إلا النصح لأننا مقبلون على مراحل صعاب وشديدة تحتاج منا إلى دعم الحكومة والمجلس العسكري ودفعه بالحسنى نحو صلاح الدنيا والدين والله إن مصر الآن وشعبها والعالم يعاصرون أكبر آية في التاريخ الإنساني لم تتكرر إلا في زمن فرعون موسى عليه السلام ولذلك تقول الواشنطن بوست في تعجب لأول مرة في التاريخ يدخل السجن حاكم وأولاده وزوجته وحكومته إلى السجن سبحان الله . تالله إننا أمام آية كبرى وعلى كل الجماعات الإسلامية والأحزاب والقوى السياسية الارتفاع بأفقها وعقلها فوق افكارها ومعتقداتها الفئوية والمصالح الشخصية لتلتقوا مع آمال الشعب وطموحاته انتم أمام دولة شعبها مسالم ويحب الدين فلا ينبغي استخدامه في العبث بعقول الناس لأنه لا يصح إلا الصحيح مهما طال الزمان وليعلموا بأن شعبنا البطل أنقذ الجيش نفسه من عدة هزائم محققة يحولها هذا الشعب البطل إلى نصر في 1956 و1967 وثغرة حرب 1973 شاهدة على ذلك والثبات والعزم المعلوم لدى الجميع بأنه أول طريق النصر , وبالتالي الجماعة الإسلامية إن دعت شعب مصر لقيام هيئة أمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهى دعوة فاشلة لأن الشعب نفسه يأتمر وينتهي من نفسه ولا يحتاج إلا تعديل بسيط في الإعلام الموجه وماعلينا إلا تفعيل ذلك تجاه الفضائل والإعتراض على المنكرات والرذائل ودفعه دفعاَ نحو الفضيلة والأعمال الفنية الهادفة التي تفيد المجتمع ككل لأنكم أمام دولة وليست جماعة وسط الحقول أوالزراعات أو في غياهب الصحراء والجبال والكهوف . كما أنه شعب عنيد صعب المراس إن وجهته بالقوة مكر بك ثم قتلك وانقلب عليك وبالتالي لابد من الارتفاع فوق هذه الأفكار السطحية وعقد لقاءات فكرية مع بقية التيارات الإسلامية ومنها الصوفية والأزهر والشيعة والأشراف إنكم في مصر أم العرب والمسلمين . وعلى القائلين بفكرة السلف الصالح ثم ينتقون منهم مدرسة بعينها ثم الطعن والالتفاف على بقية المذاهب والمعتقدات على انهم أهل التوحيد والفرقة الناجية التوقف عن تلك المهاترات إن أردتم حكومة مصر أو دولة قوية بالفعل متماسكة الأركان وأبسط المبادئ للدولة القوية رعايتها لكل الأفكار والمذاهب والديانات وهذا متعارف عليه في كل الدول الكبرى الحديثة والقديمة على مدار التاريخ سواء كانت إسلامية أم غير إسلامية هكذا شأن الدول . وأما الإخوان أيضاً لابد لهم أن يرتفعوا فوق مستوى الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله إن أرادوا الحكم فمصر ليست كلها تؤمن بحسن البنا وليسوا جميعاً يكرهونه أيضاً. وأما الصوفية أيضاً وما نراه من حزب للطريقة الرفاعية وآخر للعزمية والبقية ستأتي فيما بعد هذا مما ينسف جهودهم إذ أنهم لو أسسوا حزباً الله لكان أفضل لهم من عمل أحزاب فاشلة بهذه الصورة المدمرة البشعة والتي لم تقدم أي شيء للثورة من قبل ولن تقدم لمصر شيئاً اللهم إلا الحصول على مرتبات من دم شعب مصر المسكين ثم التطاحن فيما بيهم جميعاً وهو المطلوب إثباته وهنا تكون نهاية عملهم ومستقبلهم السياسي الذي لم يبدأ بعد , وبالتالي أجد الجميع مخطئاً في حق هذا الشعب المسكين الطيب الذي يحب أن يراكم جميعاً قوة واحدة متآلفة كما كانوا يصلون في ميدان التحرير المسيحي يوضئ المسلم ويحرسه وكأنهم يصلون في الحرم الشريف هذا هو دين شعب مصر ومن خرج على هذا الدين وهذا المنهاج وتحذلق بفكرة سلف أو ابن تيمية ومدرسته أو البنا وطريقته أو حتى الطرق الصوفي إن اختلفوا فحتماً نهايتهم السقوط لأننا لم نحارب النظام الفرعوني السابق لنبدأ في تخليق فرعوناً آخر صغيراً في رحم كل حزب ليحاربوا بعضهم بعضاً فيما بعد وصدق الله العظيم إذ يقول في هذه الفكرة المدمرة{ كل حزب بما لديهم فرحون } وهذه من أهم أسباب كراهية المصريين للأحزاب وعدم الاندماج فيها لأن المصري عفوي صادق ذكي وسيعلم ماذا تريد هذه الأحزاب من مناصب لأنه في كل تكتل حتماً (عبدة مشتاق) وهذه المرة عبدة مشتاق أوي لأنه كان مستضعفاً أو خرج من السجن ولا يريد الرجوع إليه مرة أخرى , وبالتالي سيجاريكم هذا الشعب وسيخدعكم فندخل مرة أخرى ليس في حزب وطني جديد فقط بل في أحزاب فاشلة مثله مع تخليق فرعوناً صغيراً في كل حزب أو جماعة أو طريقة وأعتقد هذا هو المقصود من طوفان الأحزاب الفاشلة والجماعات الدينية الإسلامية التي ظهرت فجأة والكل يريد العمل الحزبي السياسي الفاشل الذي يعلمه كل مصري أنه نظام فاشل ولن يجتمع على أحدهم شعب مصر أبداً إذ أنه في حكم المستحيل والمؤكد هو تشتيت جهود الثورة والقضاء عليها ببرامج حزبية تافهة و{ كل حزب بما لديهم فرحون } وصدق الله العلي العظيم هذا وبالله التوفيق