"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

نحو مصالحة جدية بين الشرطة والشعب وفق نظرية العقد الإجتماعي المشترك

نشر هذا المقال في جريدة المطرقة بتاريخ 14 – 2 – 2011 

أدباء المطـــرقـــــه

———————- 

خالد محيي الدين  الحليبي

لاشك أن انهيار نظرية العقد الإجتماعي في مصر كان سبباً  رئيسياً في

حكومة اللصوص الملاعين برئيسهم مبارك

 

العقد الاجتماعي تتجلي فكرته في أن الناس كانوا يعيشون في البداية على الطبيعة القائمة على النزاعات والحروب مما دعا الناس إلى التفكير في إنشاء تنظيمات اجتماعية تنظم علاقاتهم الاجتماعية من أجل الدفاع عن أنفسهم من الأخطار الخارجية كالطبيعة أو الأقوام الأخرى, هذا يتم من خلال تنازل كل فرد عن قسم من أنانيته الفردية لكي يلتزم أمام الآخرين ببعض الواجبات من أجل تكوين تنظيم يساعدهم على البقاء ولكي يستمر تنظيم الأفراد الاجتماعي يجب أن يخضعوا إلى قادة أكفاء قادرين على توجيه حياتهم الاجتماعية توجيهاً يخدم حاجاتهم وحمايتهم، كل هذه الظروف عملت على ظهور فكرة العقد الاجتماعي بشكل طوعي دون إلزام أو إكراه من قبل أفراد المجتمع. إن النقطة المركزية – التي ظلت تدور حولها نشاطات الإنسان لفترة طويلة هي العلاقة بين أفراد المجتمع بعضهم البعض من جهة وبين عناصر البيئة المتنوعة التي تحيط بهم من جهة أخرى, هذه تمثل مرحلة تاريخية تلتها مرحلة أخرى جاءت نتيجة تطور المجتمعات إلا وهي علاقة الحاكم بالمحكوم.

 

وإذا كان المجتمع المدني يقوم على نظام الحاجات، حيث يسعى كل فرد الى تحقيق رغباته الخاصة، فان الامر يحتاج الى حماية، حتى لا تقع تجاوزات، ومن ثمة، فان الشرطة ضرورية لتحقيق التوازن داخل المجتمع..

بالاضافة الى ذلك، فان المجتمع المدني في حاجة الى التنظيمات الاجتماعية ، لكي تحقق تطلعاته، وهي ما يطلق عليها هيغل اسم « النقابات »..

وهنا في مصر إذا كان دور الشرطة قد تغير فأصبح يقوم على شعار عبودية الشرطة والشعب لخدمة الوطن حيث كتبوا في كل أقسام البوليس”الشرطة والشعب في خدمة الوطن ”

وهنا السؤال بعد كل مافعله اللص اللعين  مبارك هل الوطن إلا هو وأسرته وإسرائيل من خلفهم وعصابات أمريكا .

ومن هنا كان انهيار العقد المشترك بين الحكومة والشعب قد قام على حماية نظام فاسد فسخ المجتمع  ودمر اقتصاده وأوصله إلى حافة الإفلاس الغير معلن عنه وبواسطة واضعي نظريات الفوضى الخلاقة ازداد الطين بله فقام شعب مصر بإذن الله و بذكائه الفطري  مدمراً  كل تلك المؤامرات  .

ولقد كانت الشرطة وبخبرات السي أي أيه التي أسسها آدم وايز هاوبت مؤسس كانيس الشيطان تجري على شعبنا كل نظريات علم النفس العسكري وإرهاب الدولة فدمرها شعبنا لأن رسالتهم قد وصلت بأنكم ستقتلوننا إن تحركنا أو طالبنا بأي تغيير  واستخموا مصر وشعبها كفئران تجارب على الإمعان في إزلال مصر والعرب والمسلمين حتى خرج علينا من يقول بأن المسلمين ضيوف في اختبار لمدى ردات  الفعل وهم لايدرون بما يخبئه القدر لهم وفعلوا في شعب مصر مايلي :

1-  استخدموا  أفلام ومسلسلات تلفزيونية تبين الرعب الذي ينفذه الجهاز البوليسي في مصر لكل من خرج على قوانينهم الصهيونية من قتل وإعدام .

2-  كل من داخل قسم البوليس فهو عدو يمكن قتله أو سحله أو الإعتداء على عرضة ولا شفاعة لأحد فيه ويمثل بجثته ويلقى في الطريق العام والواقع أثبت ذلك أمام العالم كله و رآه الناس على الإنترنت  ليعتبروا بما فعلته الشرطة المصرية بمواطن مصري سجين أعزل له من الحقوق والواجبات مثل الضابط وماعلى الضابط إلا تطبيق القانون وهنا بدأ انفصام العقد بين الشعب والشرطة .

3-  تبجيل الأجنبي أياً كانت جنسيته وإهانة المصري في أقسام البوليس .

4-  اصبح دور البوليس بعد خصخصته يعمل لصالح رجال الأعمال وفي تلفيق القضايا والإنتقام من المصريين فقط  ولمن يدفع أي أنه بوليس بالأجرة وهذا لم يحدث في دولة من قبل إلا وزال ملكها وحكمها  .

5-  ترك اليهود والصهاينة يعبثون في الأمن القومي المصري والعربي كما يشاءون ووفق مايرون فهذا يغرق سفن للحصول على التأمينات كما فعلوا في الأفارقة حينما جلبتهم أمريكا من أفريقيا فكانوا يلقون الكثير منهم في المحيط للحصول على التأمينات التي كانت ألأعلى من ثمنهم  ومنهم من يلقي السموم في الماء أويستجلب الأغذية والمبيدات المسرطنة وهذا يسرق في المال العام وكله بحماية نظام فاسد دمر نظرية العقد المشترك بين الشرطة والشعب وأخيراً لما شعرت إسرائيل بتلك الخطيئة المهلكة يصرح ليبرمان اليوم 14/2/2011 بأن إسرائيل لن تتدخل في شؤون مصر الداخلية و

السؤال هنا هل سنظل رهن تجاربهم الفاشلة هكذا ؟.

6-   تلفيق القضايا السياسية وتحويل مصر إلى دولة يهودية راعية وحامية لإسرائيل وكأننا إسرائيليين أكثر من الصهاينة وهذا تسبب في ضرب كل القوى الوطنية والنقابات واتحادات العمال والطلبة وتحويل مصر كمعسكر نازي للتعذيب الداخل مفقود والخارج مولود كما يقال في المثل .

7-        وأصبح البوليس مع هذا الفساد يساهم مساهمة فعالة ومباشرة في حماية هذا النظام الفاسد حتى تحول أكثره لجهاز مرتشي وأصبح رجل البوليس ينظر إليه المصري بنظرة القاتل المحترف المأجور المدمر للوطن والدين .

وبالتالي تحولت ثورة 25 يناير إلى ثورة أخذت شكل انتقامي غير معهود من قبل بسبب النظريات الشرطية العفنة التي تدرس في كلية الشرطة والأوامر من راس النظام الصيوني الفاسد  وبعض ضعاف النفوس ممن يحتاجون إلى تأهيل نفسي قبل العمل في البوليس  وكانت  هبة كبرى من الشعب في وقت واحد تقريباً لإبادة  وتدمير كل اقسام البوليس في مصر من رفح حتى السلوم غرباً ومن اسكندرية ودمياط شمالاً حتى أسوان جنوباً مع حرق الكثير من مديريات الأمن وفي وقت واحد  وهنا لابد وأن تكون لنا وقفة لنحدد حقيقة نظرية العقد الإجتماعي المشترك بيننا ونؤكد على أن الشرطة قد تخلت عن مبادئها السامية لعقود من الزمن وحتماً لابد من فتح صفحة جديدة نحو استقرار المجتمع مع الحرص بأن علم المجتمع يحذر من إعطاء الحرية دفعة واحدة  لمن حرم منها لأنه سيستغلها استغلالاً سيئاً  ولذلك هنا نوصي بعدة مبادئ  وتوصيات كلها متوافقه مع العقل الجمعي للمصريين :

1-        تغيير الزي الرسمي للشرطة بزي جديد مثل أوروبا أو أي دولة لأن البدلة السوداء والبيضاء أصبحت تترك فينا أثراً سيئاً و جرحاً عميقاُ لن يندمل بسرعة إلا مع الزمن والثقة والحب المتبادل بيننا وحينما  يتأكد الشعب بأن الشرطة إن ضربته فيكون ضرب الأب وليس العدو .

2-        تغيير كل مناهج الشرطة التي تحتاج إلى تعديل وتحذف نظرية معاملة الشخص كعدو بل مريض يعالج ومواد القانون حكماً بين الناس مع تشديد العقوبات على من اعتاد الجريمة .

3-        حتمية تدريس سلوكيات شعب مصر بواسطة خبراء وباحثين وقانونيين وبالذات كتاب شخصية مصر للشهيد جمال حمدان ليعلم الضابط من هى مصر وماهو شعبها وكيف يتصرف معه مع الأخذ في الإعتبار تحرك المصريين بنظرية العقل الجمعي .

4-        إقامة الشرطة لجسور الثقة بينها وبين الناس بإقامة احتفالات مشتركة مع الجمعيات والنقابات والقبائل وتبادل الآراء واجتماعات دورية لحفظ الأمن بين الجميع في كل ربوع مصر .

5-        وحبذا لو علم مصر وسلامها الجمهوري يستبدل بسلام تخرج كلية الشرطة وهو إسلمي يامصر إنا للفداء كلمات عبد الرحمن الرافعي وذلك لأن علم مصر وسلامها لكي حبي وفؤادي لا يتناسبان مع خطورة المرحلة ودقة مانمر به من حتمية تحفيز الهمم نحو البناء وتصليح  ما أفسده اللصوص وما رايتنا القديمة إلا ذكريات أليمة لنكسات ونكبات والجديد يجب أن يقوم  سغييره وفق قواعد تقوم على دولة مصر العظمى القوية بدينها وشعبها وقيمها وأخلاقها وإغاثتها للملهوف أياً كان دينه ولو كان يهودياً فهذه هى أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وآله ومصر أوتيت من القوة ما إن تمددت قليلاً  لابتلعت نصف أفريقيا  ولاحتلت كل دول منابع النيل والواقع يثبت ذلك على خلاف الملعون الكذوب اللص مبارك وعصابته مبارك التي كانت تتفنن في ردم النيل وصناعة الجزر لتقليل حصتنا من الماء والتظاهربالضعف لقطع النيل عن مصر وتدمير كل شعبها كما يخطط الصهاينة الملاعين لذلك  وهو كان المنفذ لسياستهم وكل مثقف يعلم ذلك جيداص ولا ينكره إلا أعمى .

هذا وبالله التوفيق وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب