واذا كان المشهد اللبناني يسير بخطى سريعة في اتجاهي انجاز الاستحقاق الانتخابي النيابي، وقبله مؤتمرات الدعم الدولية بمتطلباتها ونتائجها، فان اوساطا ديبلوماسية غربية مواكبة لجولة السفير الاميركي تتحدث عن تخبط اسرائيلي داخلي على خلفية ازمة الفساد المستجدة على صعيد رئاسة الحكومة وتوالد ملفات الرشاوى، ما ترك انعكاساته الظاهرة على المفاوضات التي شهدتها الدولة العبرية.
وفي هذا الاطار ابدت المصادر خشية كبيرة من ان يكون مآل الازمة الاسرائيلية اجراء انتخابات مبكرة لن تكتب فيها عودة نتانياهو للحكم دون عملية عسكرية او امنية كبيرة، او حتى ضربات نوعية في سوريا ولبنان، على ما درجت عليه عادة قادة الاسرائيليين، يزيد من هذا الاحتمال التقارير التي تحدثت عن حشود اسرائيلية متزايدة على طول الجبهة الشمالية، رغم الكشف عن تبلغ بيروت تطمينات غربية بعدم وجود نية لدى إسرائيل بتصعيد الموقف نتيجة للاشارات السلبية التي ارستها الشركات العاملة في مجال النفط البحري في إسرائيل تبلغها فيه بأن أي تصعيد للموقف من شأنه أن يؤثر في عمل هذه الشركات ويدفعها الى الانسحاب.
وحول الصيغة التي بلورها الاميركيون تتحدث المصادر الغربية عن نسخة «هوفية» معدلة وافقت اسرائيل على السير بها الى حين ايجاد الحل الدائم لمسالة ترسيم الحدود البحرية، يقضي بان يستثمر لبنان في الجزء المخصص له في المنطقة المتنازع عليها على ان تمتنع اسرائيل عن استخراج النفط والغاز من جانبها في تلك المنطقة، مشيرة الى ان مرحلة الترسيم النهائي تحتاج الى اتفاق ثلاثي لبناني ـ اسرائيلي ـ قبرصي، ما لم تنفه او تؤكده اوساط وزير الخارجية التي اكتفت بالقول «لا تقدم ولا تراجع في المباحثات، الا ان طرحا جديدا قدم وهو سيكون قيد المتابعة والدرس»، وشددت المصادر على ان باسيل ابلغ ساترفيلد بان «البلوك رقم 9 حق للبنان ولا تنازل عن حقوقنا، لافتة الى ان البحث فقط في المنطقة التي عليها خلاف»، مضيفا «لا نريد ان تتأثر عمليات البحث والتنقيب لأن إسرائيل ستتضرر كما لبنان».
وتتابع المصادر بان وزير الخارجية الاميركية نقل الى لبنان نصيحة واضحة خلال محادثاته الاخيرة في بيروت مفادها عدم السماح باقحام  مسألة الصراع الحدودي البري والبحري بين لبنان واسرائيل في الصراع الايراني – الاسرائيلي، لان ذلك ستكون له تداعيات خطيرة وكارثية لا قدرة للبنان على تحملها، كاشفة ان السفير ساترفيلد نقل رسالة واضحة رافضة بالكامل للكلام الاخير الصادر عن امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، معتبرة ان التحرك الاميركي الاخير مدعوم اوروبيا وهو جاء سريعا لاقفال الطريق امام اي دخول روسي على الخط، في ظل رغبة موسكو المتزايدة في التمدد نحو لبنان وهو ما تعتبره واشنطن خطا احمر، اذ على الشاطئ اللبناني بامتاره الـ 210 كلم ان  يبقى الفاصل بين القواعد الروسية المنتشرة في سوريا وبين المجموعة البحرية الاميركية الذي ستتخذ من اسرائيل مقرا لها وتحديدا في حيفا.
من جهتها كشفت اوساط لبنانية واكبت مفاوضات ترسيم الحدود عام 2000، عن ان لا صحة لكل ما يقال عن لجنة ثلاثية منبثقة من تفاهم نيسان لترسيم الحدود اللبنانية الاسرائيلية، بل ما حصل هو تشكيل لجنتين، الاولى لبنانية – دولية، والثانية اسرائيلية ـ دولية لترسيم الحدود بين البلدين، حيث حصل يومها اتفاق على ترسيم الخط الازرق الذي هو خط انسحاب، حيث بقي الخلاف عالقا عند ثلاث نقاط حدودية، هي رميش والعديسة والمطلة، وليس 13 على ما يجري تداوله اليوم.