المصري اليوم : هامش لازم على بيان الدعوة السلفية

  • «الدعوة السلفية شأنها شأن كل جموع الشعب المصرى تقف خلف جيشها فى حربه على الإرهاب، وتدعو الله أن يعينه على منعهم مِن الإفساد فى الأرض، وتدعو الله أن يرد جميع القادة والجنود إلى أهليهم سالمين».

لافت وموقف وطنى قدّر من قبل مشايخ الدعوة السلفية وأشياعهم والتابعين، حقاً الوقوف خلف جيش الوطن فى الحرب من الفروض الشرعية قبل أن تكون من الفروض الوطنية، ومن يتولى عند الزحف فهو خائن، ولن أزيدكم علماً وأنتم من تتصفون بالعلماء بين شيعتكم الأقربين.

بعيداً عن الوقوف خلف الجيش وهو واجب مستوجب، فإن البيان يلزم مراجعته من قبل شيوخ الدعوة السلفية، لو راجعوه بعقل مفتوح وقلب سليم لاستقاموا وطنياً، لا أتحدث عن الاستقامة الدينية فالله أعلم، ولجنبونا ويلات الإرهاب ولعصموا الدماء التى سفكها الإرهابيون بفعل أمر وتأسيس على فتاوى قال بها نفر من علماء الدعوة السلفية وأعلامها المعتبرين.

فى البيان أهداف لا تخطئها عين استهدفها الإرهاب، عينها ما استهدفها مشايخ السلفية بفتاواهم طويلاً، قائمة الأهداف الإرهابية هى قائمة الأهداف السلفية، السلفية تفتى والإرهاب يفجر، ما استهدفه ويستهدفه الإرهاب فى مصر قبلا استهدفه مشايخ السلفية بفتاواهم المفخخة.

يقول البيان: «فقد عانت مصر لعقودٍ طويلةٍ مِن موجاتٍ إرهابية متنوعة؛ إلا أنه فى السنوات الأخيرة أخذ الإرهاب منحنى غاية فى الخطورة باستهداف كل المصريين مِن قوات الجيش والشرطة، واستهداف الكنائس؛ بغرض إثارة الفتن بيْن المسلمين والمسيحيين، بل إن المساجد ذاتها لم تسلم مِن بغيهم وعدوانهم حين هاجموا مسجد (الروضة) فى ساعة صلاة الجمعة، وهو عامر بالمصلين؛ رجالًا وأطفالًا!».

بالله عليكم، وأستصرخ ضمائكم الحية، مَن ذا الذى استهدف الكنائس بالفتاوى قبل المتفجرات، مَن فخخ العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بفتن طائفية تشتعل كل حين بفتوى حارقة، مَن عمد إلى تكفير المسيحيين، واستحل أموالهم ونساءهم وممتلكاتهم وحذر منهم واستكره أعيادهم وحرّم عيادتهم أو تهنئتهم بالأعياد؟!.

مَن ذا الذى استهدف مساجد الصوفية وآل البيت بحجة الأضرحة، وما استهدفوا مسجد الروضة إلا لكونه مسجد الصوفية ولوجود ضريح؟.. راجعوا آلاف الفتاوى فى آلاف الكتب السلفية، راجعوا على سبيل المثال لا الحصر فتاوى نائب الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامى على مواقع السلفية، راجعوا أنفسكم قبل أن تصوغوا بأيديكم أدلة إدانة كاملة وموثقة بالفتاوى التى حرثت الأرض تحت أقدامنا لتنمو فيها بذور الإرهاب، بذرتموها ورويتموها وتعهدتموها بالرعاية الدينية ووفرتم للإرهاب الغطاء الشرعى لسفك الدماء واستحلال الأموال والأعراض.

المتهم الأول فى حرب الإرهاب هم أهل الفتوى، ثابت أن مشايخ الدعوة السلفية منذ نشاتها فى الإسكندرية بين عامى 1977/1972 أصدروا من فتاوى الاستحلال والتكفير والكراهية ما يكفى الإرهاب لعقود بمدد فقهى يرهبون به الآمنين.

أحسن صائغ البيان بالدعاء: «حفظ الله مصر وشعبها، وهدى مَن ضل مِن أبنائها، وحفظ شبابها ورجالها ونساءها مِن كل مكروهٍ وسوءٍ». وأثمن وأؤمن على الدعاء حفظ الله مصر وشعبها وشبابها ورجالها ونساءها من فتاوى السلفية ما ظهر منها على العامة وما بطن، فالمكروه أن تكره أخوة الوطن، والسوء أن تتمنى فتنة لا تبقى ولا تذر، ولن تسلم مصر إلا إذا سلمت من فتاوى السلفية ومكائد الإخوانية، والله على ما أقول شهيد.

بقلم :

حمدي رزق

المصري اليوم

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

“فايننشال تايمز” : الاتحاد الأوروبي سيمنح تونس 165 مليون يورو لكبح الهجرة غير الشرعية

RT : قالت صحيفة “فايننشال تايمز” يوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي سيقدم لقوات الأمن التونسية …